عصر السمسم

عصر السمسم، هي إحدى المهن القديمة في المملكة العربية السعودية، وتعتمد على أدوات تقليدية ومعدات مصنوعة من الخشب، ثم استُبدلت في العصر الحديث بآلات ومعدات كهربائية، ويُعد زيت السمسم منتجها الأساسي، ويُسمى العاملون بها "العصّارون"، وتعد مهنة عصر السمسم من الحِرف التي لا تزال نشطة في عدد من مناطق السعودية، خاصةً مكة المكرمة وعسير وجازان.

استخدم العصّارون قديمًا معدات خاصة لعصر السمسم، اعتمدت في صناعتها على الحديد والحجارة والأخشاب المستخرجة من أشجار السدر والأثل، ومن تلك المعدات الجهاز التقليدي لاستخراج زيت السمسم، المعروف باسم "المعصارة" أو "معصارة الجلجلان" في بعض مناطق السعودية، وهو إناء كبير توضع داخله قطعة طويلة من الخشب، وتُربط بقطعة خشبية أخرى لتدور على قاعدة دائرية مثبتة في الأرض ومحيطة بالإناء، وتتصل بحامل مرتفع عن الأرض قليلًا وعليه ثقل من الحجارة، لتسهيل عملية دوران الجهاز الذي يعصر السمسم.

عند حلول موسم حصاد السمسم وبدء عصره، يؤتى بجَمَل ويُربط إلى جهاز العصر، ويبدأ الدوران بحركة معاكسة لاتجاه عقارب الساعة، عندما يدور الجمل تتحرك الخشبة المرتكزة على القاعدة الدائرية الموجودة حول الإناء، فتتحرك الخشبة داخل الإناء ويبدأ العصر، ويجب أن يكون الجمل الذي يدور حول المِعصرة معصوب العينين، لمنع إحساسه بتأثير الدوران، كما يجب تدريبه قبل البدء بمهمة الدوران لمدة تتراوح بين أسبوع وأربعة أسابيع.

وتستغرق عملية عصر السمسم حتى يبدأ خروج الزيت منه نحو أربع ساعات، يستمر خلالها الجمل بالدوران وتحريك الجهاز الذي يطحن السمسم ويهرسه حتى يتحول إلى زيت، ثم يُجمع ويُعبأ في أوعية خاصة لبيعه، وبعد استخلاص الزيت تُخصص بقايا السمسم لإطعام الجمل.

في العصر الحديث، استُبدلت الوسائل القديمة في عصر السمسم بمعدات كهربائية حديثة، وانتشرت معاصر السمسم في السعودية، نظرًا للطلب على زيت السمسم الذي يحتوي على نسب عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة طويلة السلسلة، ما يجعله من الزيوت الثابتة، التي يمكن استخدامها في أغراض الطهي.