تم نسخ الرابط بنجاح

زراعة النباتات العطرية في السعودية

saudipedia Logo
زراعة النباتات العطرية في السعودية
مقالة
مدة القراءة 5 دقائق

زراعة النباتات العطرية في السعودية، هي نوع من أنواع الزراعة التي تتركز بشكلها المنظم في عدة مناطق ومحافظات في المملكة العربية السعودية، منها منطقة جازان التي تنتج مزارعها نحو 800 طن سنويًّا من النباتات العطرية، كما يُزرع في محافظة الطائف ومنطقة عسير الورد ونباتات عطرية لاستخراج الزيوت الطيارة والعطرية منها تجاريًا، فيما يعد نبات القيصوم من النباتات البرية العطرية البارزة في منطقة الحدود الشمالية.

وتستخدم النباتات العطرية في المجتمعات المحلية للزينة الشخصية، ولزينة المكان، كما تستخدم في إنتاج الزيوت العطرية والعطور والبخور، وصناعة مستحضرات التجميل، والصابون، والأدوية.

النباتات العطرية في السعودية

تُزرع في السعودية أنواع عديدة من النباتات التي تفوح بروائح عطرية متنوعة، ومنها: الأبل، والسذاب أو الشذاب، والشيع، والضرم.

  • الأبل: يعرف كنبات عطري يميل لون أوراقه إلى أبيض مغبر، وهو شجيرة معمرة، ورائحته تُشبه نبات دوش المدينة المنورة، يلائم المناطق المعتدلة في السعودية.
  • السذاب: يتميز برائحة عطرية نفاذة، كما تظهر أوراقه بلون أخضر يميل إلى الأزرق، وأزهاره صفراء، يُصنف كشجيرة عشبية، ويلائم مناطق السراة وتهامة وسهول البحر الأحمر المعتدلة في السعودية.
  • الشيع: له رائحة عطرية زعترية، شكل أزهاره ناقوسية، وتميل إلى اللون البنفسجي الفاتح، ويلائم المناطق المعتدلة والباردة غير الحارة.
  • الضرم: نبات عطري تفوح منه رائحة تشبه رائحة إكليل الجبل، تظهر أزهاره بلون بنفسجي فاتح، وعندما يجرسها النحل تُنتج عسلًا لذيذ الطعم، وتلائم المناطق المعتدلة والباردة غير الحارة.

تعرف هذه النباتات العطرية بأنها مناسبة لتزيين مداخل المدن، والساحات، والشوارع، والأفنية، كما يمكن تشجير الحدائق بها.

النباتات العطرية في منطقة جازان

تنتج مزارع منطقة جازان نحو 800 طن سنويًّا من النباتات العطرية، وتُصدر إلى الأسواق، وتشمل الأنواع المزروعة: الفل، والكادي، والشيح، والنرجس، والخطور، والخزامى، والبعيثران، والشكب، والأقحوان، والوزاب.

وينتشر في منطقة جازان لبس عصابة على الرأس مشغولة من النباتات العطرية، وتتنوع أشكالها وألوانها وأحجامها، حيث تُنسق النباتات العطرية لتزيين رؤوس الرجال، بينما تُلف على أعناق النساء بشكل جمالي، كما تستخدم بوضعها فوق شعر العروس كمظهر للزينة والفرح، وتعد موروثًا شعبيًّا تتعاقب عليه الأجيال.

وتزدهر في منطقة جازان تجارة النباتات العطرية، حيث تُخصص أماكن لبيع النباتات العطرية التي تستخدم للزينة، وتشهد هذه النباتات إقبالًا كبيرًا في مواسم المناسبات والأعياد، حيث ترتبط بهوية المنطقة.

كما تُعد النباتات العطرية أحد الروافد الاقتصادية التي تحقق عوائد مادية، حيث تدخل في صناعة البخور والعطور، ما دفع أبناء المنطقة التي اشتهرت بالزراعات العطرية للتوجه للعمل في هذه الصناعة.

وتمتلك السعوديات في منطقة جازان محال تجارية يبعن فيها العطور والبخور من خلال تركيبهن الخاص وخبرتهن الشخصية في التصنيع، ويجد بعضهن في المهرجانات والأعراس التي تقام فرصةً لبيع هذه المصنوعات العطرية، كما تنتشر تجارتها من المنازل أو على مواقع التواصل الاجتماعي.

النباتات العطرية في منطقة الحدود الشمالية

تحتضن براري منطقة الحدود الشمالية، عديدًا من النباتات العطرية، كالشيح والجعد والقيصوم والديقدان "النيقدان"، والبعيثران، وغيرها وعادة تكون في الفياض. ومن النباتات العطرية الموسمية التي تشتهر بها براري المنطقة أيضًا: النفل، والرشاد، والزعتر، والخزامى، والقريص "البابونج"، والجثجاث، والبختري.

ويعد نبات "القيصوم" من النباتات البرية العطرية البارزة في منطقة الحدود الشمالية، وهو شجيرة عطرية، تنتهي أفرعها بنورات ذات أزهار صفراء جذابة، ويساعد القيصوم على مكافحة التصحر ويزيد نسبة الغطاء النباتي ويثبت التربة ويزيد من التنوع الأحيائي وينمي البيئة.

وينتشر هذا النبات في الأودية والفيضات ذات التربة الطينية في معظم أنحاء المنطقة، ويعد من النباتات العطرية القوية، وتستعمل أوراقه مشروبًا مثل الشاي، ويعد عسل القيصوم أحد أنواع العسل الطبيعي بالمنطقة، ويستعمل في المنازل ليعطي رائحة جيدة.

النباتات العطرية في منطقة الجوف

تتميز منطقة الجوف بعديد من النباتات البرية العطرية في الصحاري والمناطق البرية، حيث تنمو في مواسم مختلفة خلال العام منها موسم الربيع، الذي يشهد تفتح أزهار نبات الخزامى العطري، إلى جانب عديد من النبات البرية ذات الرائحة العطرية والأزهار، مثل الديدحان والأقحوان.

كما تستثمر المنطقة النباتات العطرية في عدد من الصناعات التحويلية مثل العطور والصابون ومنتجات العناية الشخصية، حيث أقيم مهرجان الكمأة والنباتات العطرية بمدينة سكاكا الذي شهد عرض عديد من منتجات النباتات العطرية.

النباتات العطرية في محافظة الطائف

تنمو النباتات العطرية أعلى قمم جبال مركز الشفا التابعة لمحافظة الطائف، وتكسو مرتفعاته الغابات الكثيفة بأشجار العرعر والنباتات العطرية مثل الورد والخزامى والياسمين والريحان.

ومن النباتات العطرية التي تعرف الطائف بزراعتها الورد، حيث تنتشر مزارعه في المحافظة ويتميز بألوانه ورائحته أو تستخلص منه العطور ومنتجات الورد الأخرى، ويمر قطافه بثلاث مراحل وهي: قطف الورد قبل شروق الشمس ثم وزنه لمعرفة كمية حصاده ثم تقطيره.

النباتات العطرية في منطقة عسير

تحتفظ النباتات العطرية بمكانتها التاريخية وقيمتها الشرائية في منطقة عسير، وتشتهر منطقة عسير بكثرة وتنوع الزهور الجبلية والبرية ذات الروائح العطرية المميزة، وأسهم في كثافتها طبيعة المنطقة الخصبة وهطول الأمـطار.

وتعرف محافظة محايل عسير بزراعة النباتات العطرية وتصديرها إلى مختلف مناطق المملكة، منها "البرك والسذاب والريحان والشيح والشوراء والقطيفة، والسكب، والنعضاء" وغيرها، التي تمتاز بروائحها الزكية وألوانها الجاذبة.

وتعد النباتات العطرية إحدى سمات لباس الرجل التهامي في منطقة عسير، حيث اعتاد منذ عقود حمل أطواق الريحان والبرك والشيح والكادي وغيرها على رأسه، وتوضع على الرأس بما يسمى (عصابة) وهي عادات توارثها أهالي تهامة.

جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة في زراعة النباتات العطرية

تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على إنشاء ست مدن تختص بزراعة نبات الفل في منطقة جازان، وجاء هذا من منطلق رواجه في المنطقة، واهتمام السكان المحليين به، وللمحافظة على استدامته وتوافره.

جمعية الفل والنباتات العطرية

أُسست جمعية الفل والنباتات العطرية وأسهمت في مراحل تسويق الفل وتصديره، وتهدف الجمعية إلى دعم مزارعي الفل والنباتات العطرية، وتوفير المواد الزراعية كالشتلات والبذور والأسمدة والمعدات الزراعية، وتأهيل المزارع حتى تحصل على الشهادات التي تلزم لتصدير المنتجات، إضافةً إلى تنظيم المهرجانات التسويقية والزراعية للفل.

مهرجان الفل والنباتات العطرية

يهدف مهرجان الفل والنباتات الطبيعية الذي يقام في منطقة جازان سنويًّا، إلى التعريف بنبات الفل، كما يوضح ارتباطه الوثيق بهوية المنطقة، وتقديم فرص للمستثمرين والمزارعين والمهتمين بزراعة الفل.

إنتاج الزيوت العطرية في السعودية

يدخل زيت الورد الطبيعي الذي يُصنع محليًّا من خلال استخلاصه من النباتات العطرية في صناعة الدواء، وتقسم الزيوت العطرية حسب استخداماتها كالآتي:

  • الزيوت التي تستخدم لأغراض طبية أو صيدلانية، كالزيت الطيار لنبات الزعتر الذي يستخدم مضاد التهاب أو مطهرًا.
  • الزيوت التي تستخدم في صناعة مستحضرات التجميل وأنواع الصابون والعطور.
  • الزيوت التي تستخدم في الصناعات الغذائية لتحسين النكهة أو المحافظة على الأطعمة والمشروبات.

وتُستخرج الزيوت العطرية من النباتات بعدة طرق، منها: التقطير، والاستخراج بالمذيبات العضوية، والاستخراج بالكبس البارد، والاستخراج بطريقة تفاعل الحلمهة "التحلل المائي" الأنزيمية، إضافةً إلى الاستخراج بطريقة التشرب أو الامتصاص في الدهن.