مدينة عَثَّر أو عَثْر التاريخية، هي مدينة تاريخية في المملكة العربية السعودية، تقع حدودها اليوم داخل منطقة جازان جنوب غربي السعودية، ظهرت منذ عصور ما قبل الإسلام واستمرت حتى النصف الثاني من القرن الرابع الهجري.
كانت عثر مخلافًا (إقليمًا) قائمًا بذاته، حكمته قبائل مخزوم القرشيين ومواليهم، حتى اندمجت في حقب متأخرة من تاريخها مع إقليم قبيلة حَكَم لتشكلا معًا المخلاف السليماني، جنوب غربي شبه الجزيرة العربية، لتكون بذلك أقدم عاصمة للمخلاف السليماني في تاريخ الإسلام الوسيط، الذي يعود إلى سليمان بن طرف الحكمي.
موقع مدينة عثر التاريخية على طريق الحج والتجارة
كانت مدينة عثر رافدًا أساسيًّا للحركة الثقافية التاريخية جنوبي السعودية، إذ أسهمت بجزء كبير من الأدب العربي في الجاهلية والإسلام، وقد أكسبتها سوق عثر التي كانت تقام فيها حركة تجارية واجتماعية وثيقة الارتباط بتجارة غربي شبه الجزيرة العربية.
وتعدّ عثر محطة تاريخية على طريق الحج والتجارة الساحلي المؤدي إلى غربي شبه الجزيرة العربية، وضمت في فترة الخلافة العباسية إحدى دُور سَك العملة البارزة، إذ ينسب إليها الدينار العثري، وهو أحد أشهر الدنانير المضروبة في شبه الجزيرة العربية في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وكانت تحسب به مقادير العشور التي يجري تقاضيها، وتؤثر عملتها بشكل رئيس في اقتصادات المنطقة.
وتغطي مدينة عثر الجزء الشمالي من خارطة المخلاف السليماني، وهي مدينة ساحلية تبدأ من شمال وادي صبيا وتنتهي عند حدود إمارة حلي بن يعقوب التاريخية شمالًا، وهي منطقة تقع حاليًّا بين محافظة صبيا وسط منطقة جازان حتى الحدود الجنوبية لمنطقة عسير.
الأهمية الاقتصادية لمدينة عثر التاريخية
يعود أقدم ذِكر لمدينة عثر في كتب الرحالة إلى القرن الثامن الميلادي، ووصفت في المصادر العربية بأنها سوق مزدهرة، ومدينة كبيرة، وقصبة جنوب شبه الجزيرة العربية في العصور الإسلامية، تطل على الساحل، وعمارتها من الخشب ولها مسجد جامع يقع على الشاطئ، وميناء تجاري يقع على مصب وادي بيش، كان له دور بارز في تشكيل القوة الاقتصادية للمنطقة، إذ كان يمثل نقطة الاتصالات التجارية بين جنوب شبه الجزيرة العربية والحجاز من جهة، وموانئ الساحل الإفريقي الشرقي من جهة أخرى.
العناصر الأثرية لمدينة عثر التاريخية
تعد عثر من المستوطنات الأثرية المندثرة على ساحل البحر الأحمر بمحافظة صبيا، وتقع إلى الشمال من مدينة جازان بنحو 40 كم، تُعرف حدودها اليوم من خلال السياج الحديدي الذي وضعته وزارة السياحة على حدودها المقدرة، ويضم الموقع آثارًا لموقع تل أثري غير واضح المعالم، إضافةً إلى آبار تاريخية تقدر بـ30 بئرًا مطمورةً كشفت عنها مياه السيول، وبقايا أساسات لجدران وحدات سكنية ومنشآت كانت قائمةً آنذاك.
المصادر
المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية. المخلاف السليماني (مقاطعة جازان). محمد العقيلي. 1994م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة