تم نسخ الرابط بنجاح

العلاقات السعودية الكويتية

saudipedia Logo
العلاقات السعودية الكويتية
مقالة
مدة القراءة 5 دقائق

العلاقات السعودية الكويتية، هي العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، تعود بدايتها إلى عام 1311هـ/1893م، أي قبل 39 عامًا من توحيد المملكة العربية السعودية،انطلقت من منظور السياسة الخارجية للمملكة القائمة على البحث عن علاقات تحقق مصالح البلاد وتنوع الصلات الدبلوماسية مع جميع الدول، وفقًا للمبادئ التي تقوم عليها السعودية.

الملك عبدالعزيز في زيارة للكويت وفي استقباله الشيخ أحمد الجابر الصباح. (دارة الملك عبدالعزيز)
الملك عبدالعزيز في زيارة للكويت وفي استقباله الشيخ أحمد الجابر الصباح. (دارة الملك عبدالعزيز)
تاريخ العلاقات السعودية الكويتية

تميزت العلاقات السعودية الكويتية بعمقها التاريخي الكبير، إذ ترتبط الدولتان بعلاقات تاريخية قديمة تعود إلى ما قبل إقامة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تأسست دعائمها حينما سكن الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود مع عائلته ونجله عبدالعزيز في الكويت عام 1311هـ/1893م،قبل استعادة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مدينة الرياض عام 1319هـ/ 1902م.

زار الملك عبدالعزيز آل سعود دولة الكويت في: صفر 1328هـ/فبراير 1910م، محرم 1335هـ/ نوفمبر 1916م،ذو القعدة 1354هـ/ يناير 1936م،  ووقّع عددًا من الاتفاقيات الدولية، منها ما تم مع الكويت في 13 ربيع الآخر 1341هـ/ 2 ديسمبر 1922م، وهي اتفاقية العقير لتحديد الحدود بين المملكة والكويت، وإقامة منطقة محايدة بين البلدين.

تواصل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين حيث تم في 4 ربيع الآخر 1361هـ/ 20 أبريل 1942م التوقيع على اتفاقية تهدف لتنظيم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين.

وبرز الدعم السعودي للكويت كذلك عند استقلالها في محرم 1381هـ/ يونيو 1961م، حيث بادر الملك سعود بن عبدالعزيز، إلى إقامة أول تمثيل دبلوماسي تعزيزًا لاستقلالها،وكان سفير المملكة العربية السعودية أول من قدم أوراق اعتماده من السفراء في دولة الكويت، كما أسهمت في دعم انضمامها لجامعة الدول العربية.

أهمية العلاقات السعودية الكويتية

تمثل علاقة البلدين ضمانة قوية للأمن القومي الخليجي والعربي، نظرًا إلى تطابق وجهات النظر بينهما تجاه عديد من قضايا المنطقة، وتعاونهما الثنائي في التعامل مع التحديات التي تواجهها، وكانت مواقفهما متطابقة تجاه القضايا العربية المشتركة، ومنها: ملف مكافحة الإرهاب والتطرف، تطورات الصراع في بعض المناطق العربية، التصدي لنشاطات المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

السعودية والكويت دولتان حليفتان استراتيجيًّا، وأسهمت العلاقة بين حكومتي الرياض والكويت في قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما للبلدين دور محوري في الحفاظ على التماسك داخل منظومة المجلس، وأدوار قيادية مهمة في المحافظة على السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ومكافحة الإرهاب والقوى الداعمة له، وهما ضمن التحالف العربي الذي تشكّل بطلب من الحكومة الشرعية اليمنية.

الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح يودع الملك فهد بن عبدالعزيز بعد تهنئته بتحرير الكويت. (دارة الملك عبدالعزيز)
الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح يودع الملك فهد بن عبدالعزيز بعد تهنئته بتحرير الكويت. (دارة الملك عبدالعزيز)

دور السعودية في مواجهة الغزو العراقي للكويت

يُعد عام 1990م محوريًا في تاريخ علاقات البلدين، حيث اتخذت القيادة السعودية قرارًا مصيريًا بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز لمواجهة الغزو العراقي للكويت في 11 محرم 1411هـ/2 أغسطس 1990م،وقادت تأسيس تحالف دولي لرد العدوان،تكلل بتحرير الكويت في شعبان 1411هـ/فبراير 1991م بعد غزو استمر نحو سبعة أشهر، كانت الحكومة الشرعية الكويتية بقيادة الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح خلال تلك الفترة تتخذ من مدينة الطائف مقرًا لها، في حين فتح السعوديون منازلهم لاستقبال الكويتيين النازحين إلى المملكة.

اشتهرت إثر ذلك القرار عبارة الملك فهد: الحياة والموت تساوت عندنا بعد احتلال الكويت، ولم يعد هناك كويت أو سعودية، بل بلد واحد، إمّا أن نعيش معًا أو أن ننتهي معًا، إمّا أن تبقى الكويت والسعودية أو أن تنتهي الكويت والسعودية.

الملك سلمان بن عبدالعزيز يستقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. (واس)
الملك سلمان بن عبدالعزيز يستقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. (واس)

تطور العلاقات السعودية الكويتية

على مر تاريخ العلاقات الثنائية بين السعودية ودولة الكويت، ظلت تشهد تطورًا ونموًا في مختلف المجالات، وظهر ذلك حينما وافق مجلس الوزراء السعودي في جلسته المنعقدة في ذي القعدة 1439هـ/ يوليو2018م على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي، ثم جرى التوقيع على المحضر بعد 24 ساعة من الموافقة عليه في اجتماع جرى في الكويت، بهدف دعم العمل الثنائي المكثف بين البلدين، وتعزيز العمل الجماعي المشترك.

حظيت العلاقات الثنائية بدعم متواصل من قيادتي البلدين، وخلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لدولة الكويت في محرم 1440هـ/سبتمبر 2018م،عزز هذه العلاقات بما يسهم في ترسيخ عمق العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، تلاها زيارته في جمادي الأولى 1443هـ/ ديسمبر 2021م.

اتساقًا مع واقع العلاقات المتميّزة بين البلدين أسفرت الجهود الكبيرة للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، عن توقيع المملكة مع الكويت في 27 ربيع الآخر 1441هـ/24 ديسمبر 2019م، اتفاقية ملحقة باتفاقيتي تقسيم المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين البلدين، ومذكرة تفاهم تتعلق بإجراءات استئناف الإنتاج النفطي في الجانبين، مما أسهم في حل ملف المنطقة المقسومة بشكل حازم ونهائي، أعاد الإنتاج لتحقيق عوائد مليارية لاقتصاد البلدين.

وتأكيدًا للروابط التاريخية الراسخة، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية والشراكة الإستراتيجية بين السعودية والكويت، قام صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، بزيارة رسمية للمملكة في عام 1445هـ/2024م،وكانت أول زيارة خارجية له منذ توليه إمارة الكويت.

العلاقات الاقتصادية بين السعودية والكويت

 تُعد الكويت من أهم الشركاء التجاريين للمملكة على صعيد المنطقة العربية بشكل عام والخليج بشكل خاص، وقد وقّع البلدان منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في رجب 1401هـ/ مايو 1981م أكثر من اتفاقية خليجية مشتركة، من أهمها اتفاقية بشأن مشروع الربط السككي، والاتفاقية الاقتصادية الموحدة بين دول مجلس التعاون الموقعة بين الدول الأعضاء في المجلس.وتلا ذلك إنشاء مؤسسة الخليج للاستثمار في محرم 1404هـ/أكتوبر 1983م، إلى جانب مشاريع سعودية كويتية مشتركة كبيرة.

في إطار حرص السعودية والكويت على رفع مستوى التبادل التجاري إلى مستوى أعلى، شهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نموًا خلال الفترة 2010 - 2019 ليصل إلى 82.344 مليار ريال.وخلال عام 2021م بلغ 6.993 مليارات ريال، وبلغت قيمة الصادرات 5.384 مليارات ريال، فيما بلغت قيمة الواردات 1.609 مليار ريال.وتصاعد حجم التبادل التجاري إلى ما يقارب 11 مليار ريال عام 2022م.

وتعمل السعودية والكويت على تعزيز التعاون في عدد من المجالات، تشمل:

(1) كفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها، وتنمية القدرات في مجال كفاءة الطاقة.

(2) الكهرباء، والطاقة المتجددة، والتبادل التجاري للطاقة الكهربائية بالربط الكهربائي، وتطوير سلاسل الإمداد واستدامتها لقطاعات الطاقة.

(3) حماية البيئة البحرية، وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين في هذا المجال.

(4) الاتصالات، والتقنية، والاقتصاد الرقمي، والابتكار، والفضاء.

(5) القضاء والعدل.

(6) النقل الجوي والبري والسككي والموانئ والخدمات اللوجستية والطيران المدني.

(7) الثقافة، وإقامة الأنشطة والفعاليات والندوات الثقافية بين البلدين.

(8) السياحة، وتعزيز العمل المشترك لبناء القدرات السياحية وتنمية الحركة السياحية في البلدين والمنطقة.

(9) الرياضة، وتعزيز الشراكات في البرامج والأنشطة الرياضية.

(10) مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، وتشجيع العلاقات العلمية والتعليمية المباشرة بين الجامعات ومؤسسات البحث العلمي في البلدين.

(11) الإعلام، وتعزيز الشراكة في جهود التصدي للمعلومات المضللة، ورفع موثوقية المحتوى الإعلامي من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

(12) الصحة، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الصحية وشركات القطاع الخاص في البلدين.

(13) المالية، وتبادل الخبرات والتجارب في مجال تنفيذ الإصلاحات المالية وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز كفاءة وشفافية المالية العامة.