الدجاج اللاحم والدجاج البياض في السعودية، هو الدجاج الذي يربى بغرض إنتاج اللحوم البيضاء أو بيض المائدة، وذلك في مشاريع تقوم على تسمين الدجاج اللاحم، وإنتاج بيض المائدة، ولتشجيع هذه المشاريع يقدم صندوق التنمية الزراعية في المملكة العربية السعودية قروضًا للأفراد والشركات.
شهدت السعودية تطورًا في تربية الدواجن، نتيجة التقدم العلمي والأبحاث في هذا المجال، وتحولت تربية الدواجن من الصناعة التقليدية إلى صناعة متكاملة، وازداد نشاط الشركات والتنافس بينها في تربية سلالات مختصة، سواءً في تخصص الدجاج اللاحم، أو إنتاج البيض، وتحسين وسائل التربية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تجهيز مباني الدواجن، لبناء الحظائر المُغلقة والمُكيفة.
وحددت وزارة البيئة والمياه والزراعة، تعليمات يمكن باتباعها من جانب أصحاب هذه المشاريع أن ينجحوا فيها، من خلال توجيههم إلى الممارسات الحديثة، التي تبدأ باختيار مكان المزرعة، إذ يُفضل أن تكون قريبة من أماكن التسويق، وخارج المخططات السكنية، وتكون بعيدة عن مزارع الدواجن الأخرى، وتتوافر فيها مصادر لمياه شرب الدجاج.
وضمن خطة الإنتاج، وجهت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن يقوم المربي بوضع دراسة إنتاجية تشمل تحديد رأس المال المُستثمر، وتحديد الهدف من المشروع، واختيار الحجم المناسب له، وتحديد طاقته الإنتاجية، واختيار نظام التربية بإقامة الحظائر المُغلقة أو المفتوحة، وتحديد الأجهزة المستخدمة في الحظائر، مثل المشارب والمعالف، وأجهزة التهوية والتبريد وغيرها.
مراحل إنتاج الدجاج اللاحم
يمر إنتاج الدجاج اللاحم عبر عدة إجراءات وقائية تشمل التحصينات الدورية، والفيتامينات لرفع المناعة، وإجراءات الأمن الحيوي الذي يمثل نحو 75% من الإجراءات الوقائية في تلك المشاريع. ويعتمد إنتاج الدجاج اللاحم على الحظائر المُهيأة بمتطلبات تربية الدواجن، ومنها: توافر الماء، والضوء العالي، والتدفئة الجيدة، والتهوية، ووجود العلف والأدوية، وتشديد إجراءات الأمن الحيوي في المشاريع، تفاديًا للخسائر الناجمة عن الأمراض التي تُعد مصدر تهديد مستمر للمشاريع إنتاجيًا واقتصاديًا، خاصة مرض إنفلونزا الطيور.
ويمر الدجاج اللاحم بدورة إنتاج غذائية تستمر 32 يومًا، إذ يتم من عمر يوم حتى ثلاثة أسابيع استخدام عليقة غذائية مكونة من 23% من البروتين الخام، إضافة إلى 3200 سعرة حرارية، وخلال فترة الكتكوت النامي، التي يتراوح فيها عمر الصيصان من أربعة إلى ستة أسابيع، تُستخدم عليقة تحتوي على نسبة 20% من البروتين الخام، إضافة إلى 3200 سعرة حرارية، وخلال الفترة التي يُطلق عليها "الناهي" تُستخدم عليقة غذائية تحتوي على نحو 18% من غذاء البروتين الخام، إضافة إلى 3200 سعرة حرارية، ليصل بعد ذلك إلى المرحلة النهائية التي يمكن للمزارع فيها تحويل الدجاج اللاحم إلى المسالخ، لبدء تغليفه وإيصاله إلى المستهلك.
الاستثمار في قطاع الدجاج اللاحم
كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة عام 1443هـ/2022م، عن خطة توسعية لقطاع الدجاج اللاحم والخدمات المساندة، لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن إلى 80% بحلول عام 2025م. وتضخ الخطة استثمارات جديدة في القطاع بـ17 مليار ريال حتى عام 2025م، لتحقيق طاقة إنتاجية مستهدفة تقدر بنحو 1.3 مليون طن من الدجاج اللاحم سنويًا، لتحقيق الأمن الغذائي الوطني، وزيادة الإسهام في المحتوى المحلي، وتوفير فرص العمل،وتوفير منتجات محلية بجودة عالية وأسعار مناسبة، وإيجاد فرص استثمارية جديدة؛ عبر تسهيل إجراءات الحصول على التراخيص، إضافة إلى المتابعة والدعم الفني والمالي من خلال تقديم صندوق التنمية الزراعية القروض المُيسرّة لزيادة حصة القطاع. واستحوذت رخص إنتاج الدجاج اللاحم على أكبر عددٍ في تراخيص الثروة الحيوانية الصادرة من الشركة الوطنية للخدمات الزراعية، خلال الربع الثالث لعام 2024م، بـ184 ترخيصًا.
وارتفعت نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن من 45% عام 1437هـ/2016م، إلى 68% في 1444هـ/2022م. وفاق حجم إنتاج لحوم الدواجن 1.3 مليون طن، كما فاق إنتاج بيض المائدة 453 ألف طن، إذ وصلت نسبة الاكتفاء من بيض المائدة إلى 103%. وتجاوز إجمالي مشاريع الدواجن في السعودية 1200 مشروع. وسجلت السعودية رقمًا قياسيًا في إنتاج الدواجن خلال شهر فبراير من عام 2024م، بإنتاج 100 مليون كجم.
تمويل مشاريع الدجاج اللاحم والدجاج البياض
يصل حجم تمويل صندوق التنمية الزراعية للشركات والمؤسسات الراغبة في التوسع في صناعة إنتاج الدواجن، إلى نحو 70% من التكلفة الاستثمارية عند استخدام التقنيات الحديثة. ويستهدف الصندوق، المشاريع المختصة للشركات والمؤسسات والجمعيات التعاونية، ويغطي التمويل التكلفة الاستثمارية والتشغيلية للمشاريع التي تستخدم التقنيات الحديثة عبر رفع نسبة التمويل إلى 75% من تكلفة المشاريع ذات البُعد الاستراتيجي، وتقديم دفعة مقدمة بنسبة تتراوح بين 20 و25% من القرض المقرر، وأيضًا تقديم ضمانات مُيسرة من خلال حساب رهن أصول المشروع بنسبة 60% من القيمة التقديرية، إضافة إلى مدة سداد تصل إلى عشر سنوات للقرض تتضمن ثلاث سنوات فترة سماح.
وحصل قطاع الدواجن على النصيب الأعلى في عمليات إقراض المشاريع المختصة من صندوق التنمية الزراعي منذ تأسيسه عام 1382هـ/1962م، وبلغ عدد القروض المقدمة لهذا القطاع حتى عام 1442هـ/2020م، 1321 قرضًا، تمثل 25% من إجمالي عدد المشاريع الزراعية المُعتمدة، وتم تمويلها بنحو 5453 مليون ريال، تمثل 35% من إجمالي قيمة القروض المقدمة للمشاريع الزراعية المختصة.
واستهدفت استراتيجية صندوق التنمية الزراعي للفترة من 2016 - 2020م عدة قطاعات زراعية رئيسة، منها الدجاج اللاحم، لتحقيق كفاءة في الإنتاج والإسهام في رفع نسب الاكتفاء الذاتي وتفعيل مفهوم الزراعة المستدامة، والإسهام في رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الدجاج اللاحم إلى 60% بنهاية عام 2020م.
ويسعى صندوق التنمية الزراعي عبر استراتيجيته للفترة من 2021 – 2025م، إلى الإسهام في نمو إنتاج الدجاج اللاحم 415 ألف طن، إذ بلغ 947 ألف طن في عام 2020م، ليصل إلى 1362 ألف طن عام 2025م، لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 80% بحلول 2025م.
وتنقسم مشاريع الدواجن التي يمولها صندوق التنمية الزراعي إلى سبعة مشاريع، هي: الدجاج اللاحم، وأمات الدجاج اللاحم، والدجاج البياض، وأمات الدجاج البياض، والجدات، والفقاسات، والمسالخ الآلية للدواجن.
مشاريع أمات وجدات الدواجن
من المشاريع ذات البُعد الاستراتيجي في قطاع الدجاج اللاحم والدجاج البياض؛ مشاريع "أمات وجدات الدواجن"، وتنقسم هذه المشاريع إلى قسمين: أمات الدواجن اللاحم، وهي مشاريع إنتاج البيض المُخصب الذي ينتج منه الدجاج اللاحم، وأمات الدجاج البياض، وهي المشاريع التي تنتج بيضًا مُخصبًا ينتج منها الدجاج البياض، بينما الجدات هي المشاريع التي تنتج بيضًا مُخصبًا ينتج عنه أمات الدجاج اللاحم وأمات الدجاج البياض.
وتعزز المشاريع ذات البُعد الاستراتيجي الأمن الغذائي وتزيد نسبة الاكتفاء الذاتي، ويسهم تمويل هذه المشاريع المختصة في التشجيع على استخدام التقنيات الحديثة باستخدام الأقفاص لزيادة الإنتاج، وأيضًا زيادة الدعم لمشاريع الدجاج اللاحم والبياض. كما يسهم التمويل في دعم سلاسل الإمداد، وتوطين المدخلات للمشاريع الأخرى، وإنشاء بنية تحتية للقطاع قادرة على مواجهة الأزمات، وضمان استقرار الأسواق، إضافة إلى زيادة الفرص الوظيفية في القطاع.
تحديات مشاريع الدجاج اللاحم والدجاج البياض
من التحديات التي تواجه قطاع الدجاج اللاحم والدجاج البياض: ارتفاع تكلفة الإنتاج؛ بسبب ارتفاع المدخلات العلفية، مثل فول الصويا والذرة الصفراء، وأيضًا زيادة تكلفة الشحن والتوزيع، إضافة إلى ازدياد واردات السعودية من الدجاج اللاحم، ما تسبب في زيادة المخزون.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة