تم نسخ الرابط بنجاح

المواقع السعودية في قائمة التراث العالمي لليونسكو

saudipedia Logo
المواقع السعودية في قائمة التراث العالمي لليونسكو
مقالة
مدة القراءة 17 دقيقة

المواقع السعودية في قائمة التراث العالمي لليونسكو، هي مواقع ذات قيمة ثقافية وتاريخية، تمثل جزءًا من التراث المشترك للبشرية، حسب اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لليونسكو التي صادقت عليها المملكة العربية السعودية عام 1398هـ/1978م. ويبلغ عدد المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ثمانية مواقع، كان أولها الحجر (مدائن صالح) عام 2008م، وأحدثها المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية في 2024م.

تاريخ تسجيل المواقع السعودية في قائمة التراث العالمي

تضم السعودية عديدًا من المواقع والمعالم التاريخية التي اعتمدتها "اليونسكو"؛ لما لها من قيمة ثقافية، تتمثل في أنماط الحياة والممارسات والمعتقدات القديمة، والقيمة البيئية، إذ تُعد أراضي السعودية موطنًا لكثير من أنواع  النباتات والحيوانات النادرة، وكل ذلك يسهم في دعم صناعة السياحة في البلاد وجذب الزوار من أنحاء العالم.

وبدأت عملية تسجيل المواقع السعودية في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بعد صدور قرار مجلس الوزراء عام 1427هـ/2006م، بالموافقة على تسجيل ثلاثة مواقع سعودية ضمن قائمة التراث العالمي باليونسكو، وهي: الحِجْر (مدائن صالح)، وحي الطريف بالدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، وكانت خطوة لتجهيز وثائق المواقع وإدراجها في القائمة التمهيدية، أو المؤقتة، لتنظر منظمة اليونسكو في ترشيحها خلال اجتماعاتها السنوية.

وفي عام 1429هـ/2008م، شهدت السعودية تسجيل أول مواقعها رسميًّا ضمن قائمة التراث العالمي، وهو منطقة "الحِجْر" الواقعة في محافظة العلا شمال غربي السعودية، وتضم شواهد باقية على حضارة الأنباط بين القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد، وشواهد أخرى على عصور ما قبل الأنباط، مثل: المقابر، ورسوم الكهوف، والنقوش والآبار.

وبعد دخول "الحجر" قائمة التراث العالمي بعامين، تبعها حي الطريف التاريخي الواقع في محافظة الدرعية شمال غربي مدينة الرياض عام 1431هـ/2010م، ليكون ثاني موقع سعودي يُسجل ضمن قائمة مواقع التراث العالمي،وهو حي تاريخي أسس خلال القرن الخامس عشر الميلادي، ويشمل المباني الإدارية التي كانت تُدار منها شؤون الدولة السعودية الأولى، ومكان سكن مؤسسها الإمام محمد بن سعود وأسرته، إضافة إلى معالم الدرعية وقصورها البارزة ومبانيها الأثرية، مثل: قصر سلوى، ومسجد الإمام محمد بن سعود.

وفي عام 1435هـ/2014م، صدرت موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيل منطقة جدة التاريخية (باب مكة)، لتكون ثالث موقع في السعودية ينضم إلى قائمة التراث العالمي، وهي منطقة يعود تاريخها إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، حين اتخذها ميناءً لمكة المكرمة عام 26هـ/647م، وتضم عددًا من المباني والمساجد التاريخية والمواقع الحربية القديمة.

وبعد عام من انضمام جدة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي، انضمت إليها منطقة الفنون الصخرية في جبة والشويمس بمنطقة حائل عام 1436هـ/2015م، التي تضم آلاف النقوش الثمودية والرسوم الصخرية التي يعود أقدمها إلى العصر الحجري الحديث، وتصنف بأنها من أكبر متاحف التاريخ الطبيعية المفتوحة في العالم.

وفي عام 1439هـ/2018م، أدرجت لجنة التراث العالمي واحة الأحساء، خامس موقع سعودي، ضمن قائمة التراث العالمي، وهي منطقة زراعية وأثرية تقع في شرق السعودية على مساحة إجمالية تتجاوز 85 كم2، لتشكّل أكبر واحة في العالم سجلتها موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وتضم أكثر من 2.5 مليون نخلة منتجة للتمور، وفي عام 1442هـ/2021م، أعلنت لجنة التراث العالمي تسجيل "منطقة حمى الثقافية" في قائمة التراث العالمي للمنظمة، لتكون سادس المواقع التراثية السعودية المسجلة في القائمة.

وفي 5 ربيع الأول 1445هـ/20 سبتمبر 2023، م أُعلن تسجيل محمية عروق بني معارض في قائمة التراث العالمي، كأول موقع للتراث العالمي الطبيعي على أراضي المملكة.

وفي عام 1446هـ/2024م، أُعلن تسجيل 'المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية' الواقعة جنوبي منطقة الرياض في قائمة التراث العالمي لـ'اليونسكو'، لتكون ثامن المواقع  السعودية في قائمة اليونسكو؛ كونه موقعًا ثقافيًّا ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني. 

المواقع السعودية المدرجة في القائمة التمهيدية 

بعد إدراج موقع الحِجر الأثري، وحي الطريف بالدرعية التاريخية، وجدة التاريخية رسميًّا ضمن قائمة التراث العالمي، وافق مجلس الوزراء في 29 ذي القعدة 1435هـ/23 أكتوبر 2014م، على طلب تسجيل عشرة مواقع جديدة في قائمة التراث العالمي، منها: طريق الحج الشامي، وطريق الحج المصري، وقرية الفاو، وقرية رجال ألمع التراثية، وقرية ذي عين التراثية، وواحة الأحساء، وموقع الفنون الصخرية في بئر حمى بمنطقة نجران، وحي الدرع بدومة الجندل بمنطقة الجوف، سُجّل منها واحة الأحساء، وموقع الفنون الصخرية في بئر حمى بمنطقة نجران.

وفي عام 1440هـ/2019م، أدرج موقعان جديدان في القائمة التمهيدية، هما: محمية جزر فرسان، ومحمية عروق بني معارض.

معايير الترشيح لقائمة التراث الثقافي

انضمام مواقع السعودية التراثية إلى قائمة التراث العالمي، يعني أنها استوفت على الأقل معيارًا واحدًا من معايير الترشيح العشرة التي وضعتها اللجنة، وهي: أن تمثل تحفة عبقرية خلّاقة من صُنع الإنسان، وأن تمثل إحدى القيم الإنسانية المهمة والمشتركة لفترة من الزمن، وأن تمثل شهادة فريدة من نوعها أو استثنائية لحضارة قائمة أو مندثرة، وأن تكون مثالًا بارزًا على نوعية من الأبنية والمخططات التي توضح مرحلة مهمة في تاريخ البشرية، وأن تكون مثالًا بارزًا على ممارسات الإنسان التقليدية في استخدام الأراضي أو مياه البحر بما يمثل ثقافة ما، أو مثالًا لتفاعل إنساني مع البيئة، وأن تكون مرتبطة مباشرة بالأحداث أو التقاليد المعيشية أو الأفكار أو المعتقدات أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية، وأن تحتوي على ظاهرة طبيعية فائقة أو مناطق ذات جمال طبيعي استثنائي، وأن تقدم أمثلة بارزة على المراحل الرئيسة من تاريخ الأرض، بما في ذلك سجل الحياة والعمليات الجيولوجية المهمة في تطور التضاريس، وأن تظهر أمثلة بارزة على العمليات الإيكولوجية والبيولوجية المهمة في تاريخ تطور النظم الإيكولوجية الأرضية، وأن تحتوي على أهم وأكبر الموائل الطبيعية لحفظ التنوع البيولوجي بالموقع، بما في ذلك تلك التي تحتوي على الأنواع المهددة بالانقراض.

المواقع السعودية في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو

اهتمت السعودية بمسار تسجيل المواقع التراثية في قائمة التراث العالمي بوصفه نشاطًا مهمًا يسهم في إبراز التراث الحضاري للمملكة عالميًا، إضافة إلى الحفاظ على الثراء التاريخي والأثري والتراثي المتنوع للمملكة، وتأهيل هذه المواقع وفقًا لمعايير المنظمات العالمية المختصة، ويبلغ عدد المواقع السعودية المسجلة على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو ثمانية مواقع، وهي:

الحجر (مدائن صالح)

تُعد الحجر مركزًا تجاريًّا منذ الألفية الأولى قبل الميلاد، وتحتوي على كثير من آثار الحضارات التي شهدتها عبر العصور، مثل المدافن المنحوتة داخل الجبال، والبالغ عددها نحو 111 مدفنًا، تعود للعصور النبطية.

وفي 4 رجب 1429هـ/7 يوليو 2008م، سُجّلت الحجر في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بوصفها أول موقع للمملكة يسجل في هذه القائمة، وذلك خلال اجتماع اللجنة المنعقد في كيبيك بكندا. 

الجبل الفريد في الحجر. (سعوديبيديا)
الجبل الفريد في الحجر. (سعوديبيديا)
الموقع الجغرافي للحجر والأهمية التاريخية

تقع الحجر في محافظة العلا شمال غربي السعودية، وتبعد نحو 402 كم عن المدينة المنورة، ونحو 1111 كم عن مدينة الرياض، وتبلغ مساحتها نحو 13 كم2، وتعد قديمًا ملتقى للقوافل التجارية التي تسلك طريق البخور الذي يربط جنوبي الجزيرة العربية بشمالها، وبالمراكز الحضارية في بلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر،وحسب الدراسات الحديثة، كانت الحجر تقع أقصى المواقع الجنوبية في الإمبراطورية الرومانية، وكانت تعد المدينة الجنوبية الرئيسة لمملكة الأنباط.

المعالم الأثرية في الحجر

تزخر الحجر بعديد من النقوش والرسوم التي تدل على وجود حضارات وحقب زمنية مختلفة، منها: النبطية، والمعينية، واللحيانية، والثمودية، وتتنوع معالمها الأثرية بين الفنون الصخرية على واجهات منحوتة، والآبار والقنوات المائية، وآثار الطريق القديم للحج الشامي، وآثار سكة حديد الحجاز، وآثار قرية الحجر التراثية، ومدافن الرجوم الركامية.

ومن معالم الحجر الأثرية: "مقابر قصر البنت" وهي مجموعة من المقابر المتجاورة، مكونة من كتلتين صخريتين، الصخرة الأولى تحتوي على 31 مقبرة، بينما تحتوي الثانية على مقبرتين. و"مقابر قصر الصانع" وهي مجموعة مقابر مكونة في كتلتين صخريتين، إحداهما شرقية، تضم ست مقابر ذات واجهات غير مكتملة، والأخرى غربية مكونة من مقبرة واحدة بواجهة مكتملة. و"الجبل الأحمر" عبارة عن كتلتين صخريتين، الأولى تضم نحو 18 مقبرة، والثانية فيها مدفن واحد.

التراث العمراني في الحجر

تضم الحجر في الجهة الشمالية على طريق الحج الشامي القلعة الإسلامية، وهي قلعة مربعة الشكل، مكونة من طابقين، يبلغ ارتفاع سورها 8.35م، وتحتوي على عدد من الغرف، وبئرين، ومصليين، إضافة إلى أربعة أبراج مراقبة. كما يوجد في الحجر آثار سكة حديد الحجاز التي كانت تستخدم لنقل الحجاج من تركيا وبلاد الشام إلى المدينة المنورة، ضمن محطاتها "محطة الحجر" التي افتتحت عام 1325هـ/1907م، وهي مكونة من 16 مبنى.

حي الطريف في الدرعية

في 17 شعبان 1431هـ/29 يوليو 2010م، وافقت لجنة التراث العالمي على تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية في قائمة التراث العالمي لـ"اليونسكو"، وذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي باليونسكو في الدورة الرابعة والثلاثين المنعقدة في مدينة برازيليا بالبرازيل، ليكون الحي ثاني المواقع الأثرية السعودية المُدرجة، بعد اعتماد تسجيل موقع الحجر.

وهو أحد المواقع التاريخية الأثرية في السعودية، يقع في قلب مدينة الدرعية بمنطقة الرياض، بُني أواخر القرن الثاني عشر الهجري/منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، ويوصف بأنه من أكبر المدن 'الأحياء' الطينية في العالم، ويحتضن قصر سلوى الذي كان مقرًّا لحكم الدولة السعودية الأولى، وجامع الطريف الذي يعد أكبر مساجد الدولة السعودية الأولى وقت بنائه، ويعود بناؤه إلى الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، ثاني أئمة الدولة السعودية الأولى الذي تولى الحكم عام 1179هـ/1765م. ويضم عددًا من المعالم التاريخية، منها نحو 13 قصرًا من قصور أفراد الأسرة المالكة، وفيه عدد من المساجد والمباني الحكومية والإنسانية..

جوية لحي الطريف وتظهر البيوت الطينية وأشجار النخيل تحيط بها. (دارة الملك عبدالعزيز)
جوية لحي الطريف وتظهر البيوت الطينية وأشجار النخيل تحيط بها. (دارة الملك عبدالعزيز)

مشروع تطوير حي الطريف

أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اهتمامه ورعايته لحي الطريف وتطوير الدرعية التاريخية، إذ ترأس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية في الهيئة الملكية لمدينة الرياض عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض منذ عام 1419هـ/1998م. كما اعتنى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالطريف، ووجه ببرنامج متقدم خاص به ضمن أعمال هيئة تطوير بوابة الدرعية التي يرأس مجلس إدارتها.

ولما يتميز به حي الطريف من أهمية ومكانة تاريخية وتراثية، تواصل الهيئة الملكية لمدينة الرياض، أعمال تنفيذ مشروع تطوير حي الطريف، ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية، وتشمل مشاريع التطوير "مركز استقبال الزوار"، لتزويدهم بالمعلومات الضرورية عن الأنشطة المقامة في الحي، و"مركز توثيق تاريخ الدرعية"، ومركزًا بحثيًّا تابعًا لدارة الملك عبدالعزيز يهتم بتوثيق تاريخ الدرعية، ويشمل مكاتب إدارية، و"مقر إدارة حي طريف" الذي يختص بأعمال التشغيل والتنظيم لجميع الأنشطة الثقافية والترفيهية والخدمية في الحي، إضافة إلى المتاحف الستة، ومجمع المطاعم، والسوق التراثية، والمساجد.

متاحف حي الطريف

يضم حي الطريف متاحف عدة، منها: متحف الدرعية بقصر سلوى، الذي يهتم بعرض تاريخ الدولة السعودية الأولى وخصائصها في الحكم والإدارة، من خلال العروض المرئية، والصور الفوتوغرافية، وعدد من اللوحات والمجسمات، ومتحف الحياة الاجتماعية، الذي يتفرد بإبراز التفاصيل اليومية التي عاشها سكان الدرعية، وتشمل: التقاليد والعادات، والمهن وأنماط العيش والمناسبات، ومتحف الخيل العربية، ويختص بالخيول العربية أيام الدولة السعودية الأولى، وطرق رعايتها والاهتمام بها، والمتحف الحربي، الذي يعرض المعارك التي خاضتها الدولة السعودية الأولى، ووسائل الحرب والدفاع، والمقتنيات والآثار الخاصة بالحرب.

جدة التاريخية

تعد جدة التاريخية منطقة مركزية أثرية وتجارية وسياحية، تتألف من بقايا السور القديم لمدينة جدة والبوابات والحارات والأسواق والمباني والمعالم والميادين والمتاحف الشخصية والمساجد التاريخية، وفي 23 شعبان 1435هـ/21 يونيو 2014م، وافقت لجنة التراث العالمي على تسجيل جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي لـ"اليونسكو".

وجرى ذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي باليونسكو في دورته الثامنة والثلاثين المنعقد في دولة قطر، لتكون جدة التاريخية ثالث المواقع الأثرية السعودية المُدرجة، بعد اعتماد تسجيل موقعي الحجر وحي الطريف.

باب مكة في جدة التاريخية. (واس)
باب مكة في جدة التاريخية. (واس)

الموقع الجغرافي لجدة التاريخية 

هي أقدم منطقة عمرانية في مدينة جدة، يمتد عمرها إلى نحو 3000 عام، تقع وسط جدة، وتعرف محليًّا باسم "جدة البلد"، يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام، إذ تشير بعض دراسات العلماء إلى وجود استيطان بشري في جدة منذ العصور الحجرية، إذ وُجدت بعض الآثار والكتابات الثمودية في وادي بريمان، شرقي جدة، فيما رجح بعض المؤرخين تأسيسها لبني قضاعة. وفي عام 26هـ/647م، اتخذها الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، ميناءً رئيسًا لمكة المكرمة.

أسوار جدة التاريخية

قديمًا، أمر السلطان أبو النصر قانصوه الأشرف، وهو آخر سلاطين المماليك البرجية ببناء سور يحيط بمدينة جدة التاريخية، عام 917هـ/1509م، وكان للسور سبع بوابات، إلا أنه في العهد السعودي، أضيفت بوابة ثامنة مزدوجة، كل بوابة تحمل اسمًا خاصًّا بها، وهي "بوابات السور الشمالي" باب المدينة، وباب جديد، و"بوابة السور الشرقي" باب مكة، و"بوابة السور الجنوبي" باب شريف، و"بوابة السور الغربي" باب النافعة، وباب الصبة، وباب المغاربة، وباب صريف. وقسمت مدينة جدة التاريخية داخل السور إلى أربع حارات رئيسة في نهاية القرن التاسع عشر، هي: حارة الشام، وحارة اليمن، وحارة المظلوم، وحارة البحر.

مساجد وأسواق جدة التاريخية

تحتوي مدينة جدة التاريخية على عديد من المساجد التاريخية، ذات الطابع العمراني الحجازي، منها: مسجد الشافعي، الذي يقع في حارة المظلوم، ومسجد عثمان بن عفان، ويطلق عليه مسجد "الأبنوس"، ومسجد الباشا، الذي بناه والي جدة "بكر باشا" ويقع في حارة الشام، ومسجد المعمار، الذي بناه والٍ عثماني، وسمي المسجد باسمه، ومسجد الملك سعود، الذي يقع في منطقة البلد. كما حوت جدة التاريخية مجموعة من الأسواق، منها: سوق العلوي، وسوق البدو، وسوق قابل، وسوق الندى، وسوق الجامع، وسوق السبحية، إضافة إلى وجود الخانات، مثل: خان الهنود، وخان القصبة، وخان العطارين.

العمارة التقليدية لمباني جدة التاريخية

تحتوي جدة التاريخية على نحو 400 مبنى، تتراوح أعمارها بين 100 و1400 عام، شُيد معظمها وفق الطراز العمراني لحوض البحر الأحمر، الذي يعتمد على الطين البحري، والحجر المنقبي، إضافة إلى الأخشاب التي تأتي من المناطق المجاورة كوادي فاطمة، أو من الخارج عن طريق الميناء خاصة من الهند، ومن أشهر المباني الموجودة وأقدمها: بيت آل نصيف، وبيت آل جمجوم، ودار آل باعشن، وآل قابل، ودار آل باناجة، وآل الزاهد، وآل الشربتلي.

برنامج مشروع جدة التاريخية

هو مشروع لإعادة إحياء جدة التاريخية المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي في "اليونسكو"، وإبراز المعالم التراثية وتعزيز نموها الاقتصادي، بوصفها مركزًا تجاريًّا مهمًّا على الضفة الشرقية للبحر الأحمر.

ووافق مجلس الوزراء على تحويل إدارة مشروع جدة التاريخية إلى برنامج يهدف إلى إعادة تأهيلها وتطويرها في المجالات العمرانية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتاريخية، والبيئية، وتوفير احتياجاتها من المرافق العامة والخدمات في 21 شعبان 1441هـ/14 أبريل 2020م،وفي 10 محرم 1446هـ/16 يوليو 2024م، وافق المجلس على تمديد البرنامج سنتين إضافيتين. وتنفذ البرنامج وزارة الثقافة.

وانبثق عن برنامج تطوير جدة التاريخية مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية، الذي أُعلن بتاريخ 29 محرم 1443هـ/6 سبتمبر 2021م. ومدة المشروع 15 عامًا يتم خلالها تطوير جدة التاريخية وفق مسارات متعددة، تشمل البنية التحتية والخدمية، وتطوير المجال الطبيعي والبيئي، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الجوانب الحَضرية.

الفنون الصخرية في منطقة حائل

تُعد منطقة حائل موئلًا تاريخيًّا لعديد من النقوش الصخرية الموزعة بين محافظتي جبة والشويمس، وفي 16 رمضان 1436هـ/3 يوليو 2015م، سُجّلت مواقع الفنون الصخرية في منطقة حائل بالسعودية في قائمة التراث العالمي، بوصفها رابع المواقع الأثرية السعودية المُدرجة، وتشمل الفنون الصخرية في المنطقة عدة مواقع من بينها جبل أم سنمان في جبة، وموقعا راطا والمنجور في الشويمس.

الموقع الجغرافي لجبة 

تقع جبة وسط صحراء النفود الكبير، في الشمال الغربي لمدينة حائل، وتبعد عنها نحو 103 كم، على طريق القوافل القديم الرابط بين شرقي البحر الأبيض المتوسط وهضبة نجد، وتعد إحدى محافظات مدينة حائل، وأحد مواقع الفنون الصخرية البارزة فيها، تبلغ مساحتها نحو 12,500 كم، وتشتهر بالزراعة لوفرة المياه فيها.

المواقع الأثرية في جبة

تُعد جبة أكبر موقع للفنون الصخرية في السعودية، وتضم عديدًا من المواقع الأثرية التي يوجد فيها فنون صخرية تمثل النمط المبكر للحفر والنقش، منها ما يعود إلى العصر الحجري الحديث الأول، أي: قبل الميلاد بـ5000 إلى 7000 سنة، إذ جرى توثيق 12 موقعًا للفنون الصخرية تعود لتلك الحقبة، ومن الرسوم الصخرية: أشكال الأبقار ذات القرون الطويلة، والأشكال البشرية ذات الحجم الطبيعي، ومنها يعود إلى العصر الحجري الحديث المتأخر (5000-3000 ق.م) الذي تميزت فنونه الصخرية بالفنون التخطيطية للأشكال البشرية والحيوانية، وقلّ عدد الأبقار وظهرت بدلًا منها أشكال الغزلان والوعول والخيول والظباء.

جبل أم سنمان

جرى اكتشاف موقعين يعودان إلى العصر الحجري الأوسط (80,000–40,000 سنة) من الوقت الحاضر، الأول يقع في جبل أم سنمان الأثري، والثاني يقع في الجهة الجنوبية من الجبل نفسه. وتميزت نقوش هذين الموقعين بمشاهد غنية للحياة اليومية للإنسان والحيوان اللذين استوطنا هذه المنطقة. يحتضن جبل أم سنمان الواقع جهة الغرب من مدينة جبة عديدًا من النقوش والرسوم والتشكيلات القديمة التي تعود إلى العصر الحجري، وبعضها إلى العصر الثمودي، وسُجّل فيه نحو 5431 نقشًا ثموديًّا، و1944 رسمًا لحيوانات مختلفة، منها 1378 رسمًا لجمال بأحجام وأشكال مختلفة، كما بلغ عدد الرسوم الآدمية 262 رسمًا، ومن الرسوم والنقوش الصخرية الهامة في جبل أم سنمان: نقش العربة، وهو عبارة عن عربة يجرها حصانان، ومن تشكيلاته الصخرية البارزة: مجسم الأسد، ورجال يرتدون العمائم، ورسومات حيوانية، كالطيور والقرود والوعول.

الموقع الجغرافي للشويمس 

تقع الشويمس على حافة حرة النار الشمالية بالقرب من وادي المخيط، الذي يفصل بين حرة ليلى وحرة النار، وتبعد عن حائل مسافة 300 كم إلى الجنوب،وتبلغ مساحتها أكثر من 50 كم2، وقد شهدت المنطقة أطول معركة في تاريخ العرب، وهي حرب داحس والغبراء. وتتكون جغرافيا المنطقة من مرتفعات الحجر الرملي، ويحيط بواجهاتها الصخرية عددٌ من المواقع الأثرية التي تشتهر بها منطقة حائل، كموقع جُبَّة، وجبلي راطا والمنجور، ومدينة فدك القديمة (الحائط حاليًّا)، ويتميز موقع الشويمس بوجود لوحات إفريزية، يصل طول إحداها إلى نحو 12م.

المواقع الأثرية في الشويمس

تعد الشويمس متحفًا مفتوحًا للنقوش الصخرية في شبه الجزيرة العربية، وتحتوي على عديد من الفنون الصخرية المنفذة على الواجهات الصخرية بالحز والحفر الغائر، التي تميزت بالدقة في التنفيذ، وتعود إلى ثلاث فترات، الأولى منتصف الألف السابع قبل الوقت الحاضر، والثانية الفترة الثمودية، أي: بين 1500-2500 سنة قبل الوقت الحاضر، والثالثة الفترة العربية، وهي فترة ما قبل الإسلام.

تكوينات صخرية في منطقة حائل. (وزارة الثقافة)
تكوينات صخرية في منطقة حائل. (وزارة الثقافة)

وتضم آثار الشويمس نقوشًا بشريةً وحيوانيةً ذات أحجام طبيعية، وأخرى مكبرة من النعام والجمال والأبقار والأسود والفهود والوعول والغزلان، إضافةً لرسوم بشرية لأفراد وجماعات يمارسون الصيد ورعاية الحيوانات، واحتفالات اجتماعية ودينية، وكتابات بخط المسند الشمالي، والخط الكوفي، ونقوش ثمودية، كما تضم أشكالًا لأقدام بشرية (رجال-أطفال)، وأخرى حيوانية منحوتة بشكل جميل على سطح أحد الأحجار الموجودة بالقرب من مدخل أحد الكهوف.

واحة الأحساء

تزخر مدينة الأحساء، أكبر محافظات المنطقة الشرقية، بالعمق التاريخي والحضاري، إذ يعود تاريخ الاستقرار البشري فيها إلى آلاف السنين، وتضم عديدًا من المباني التاريخية والمواقع الأثرية.

الموقع الجغرافي لواحة الأحساء والأهمية التاريخية

تقع واحة الأحساء في محافظة الأحساء، شرقي السعودية، على مساحة تتجاوز 85 كم2، وتعد أكبر واحة نخيل في العالم، إذ يبلغ عدد أشجار النخيل فيها نحو 2.5 مليون نخلة، كما أنها تعد محطة تجارية للقوافل القادمة من آسيا وإفريقيا وبلاد الرافدين والشام، والمحملة بالتمور والتوابل والبخور، وتمتلك واحة الأحساء طبوغرافية، متمثلة في عديد من العناصر، مثل: الكهوف، والسهول، وأساليب رفع المياه، والعيون، والجبال، والمستوطنات البشرية، والقنوات الحديثة والتاريخية، ومناطق الصرف الطبيعية.

واحة الأحساء عالميًّا

في عام 1439هـ/2018م، سُجّلت واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي باليونسكو، خلال اجتماع لجنة التراث العالمي الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة، في فرع التراث الثقافي، بوصفها خامس المواقع الأثرية السعودية المُدرجة، بعد اعتماد الحجر، وحي الطريف في الدرعية، وجدة التاريخية، ومواقع الفنون الصخرية في منطقة حائل. وفي عام 1442هـ/2020م، دخلت واحة الأحساء موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بصفتها أكبر واحة في العالم تتغذى من المياه الجوفية، من خلال 280 بئرًا ارتوازية. كما أنها اختيرت لتكون عاصمة للسياحة العربية لعام 2019م، بقرار من المجلس الوزاري العربي للسياحة.

واحة النخيل في الأحساء. (واس)
واحة النخيل في الأحساء. (واس)

التراث العمراني في واحة الأحساء

تضم واحة الأحساء عديدًا من المواقع التراثية، منها "قصر صاهود"، الواقع في حي الحزم بالمبرز، وسمي بذلك نسبة إلى المدفع الذي وجد داخل القصر، بُني القصر بين عامي 1790 و1800م، وكان الهدف من بنائه حماية الأراضي الزراعية، والمحافظة على المدينة من الغارات، يضم القصر عديدًا من المرافق، منها: مسجد، وغرف للجنود، ومستودع، وبئر، ومجلس للضيوف، إضافة إلى إسطبلات للخيول. كما تضم واحة الأحساء "موقع جواثا الأثري"، وهو أول مسجد أنشئ في شرقي الجزيرة العربية، وثاني مسجد في الإسلام تقام فيه صلاة الجمعة بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بناه بنو عبد قيس وحلفاؤهم بنو تميم وبكر بن وائل الذين كانوا يسكنون الأحساء آنذاك، يقع في الهفوف، ويبعد عنها نحو 20 كم. وتضم الواحة "سوق القيصرية" وهي من من أقدم الأسواق الشعبية في الخليج العربي، بنيت عام 1238هـ/1822م، وصممت فيها المحال التجارية على نحو متقارب، في شكل صفوف داخل ممرات مسقوفة ومغلقة، لذلك تعد القيصرية أكبر سوق مسقوفة في السعودية، إذ تضم نحو 400 محل، موزعة بين جزأين رئيسين، أحدهما الجزء الأكبر، ويمتد بين شارعي الخباز والحدادين، والثاني بين شارع الحدادين، وسوق الحريم (البدو).

منطقة حمى الثقافية

هي موقع أثري، يعد من أكبر المتاحف المفتوحة للنقوش الأثرية الصخرية، يحتوي على عديد من الأماكن الأثرية، والنقوش والرسوم الصخرية، ويعد من مواقع الرسوم الصخرية المهمة في السعودية، حيث يمتد الفن الصخري في منطقة حمى على مساحة 557 كم2. في 14 ذي الحجة 1442هـ/24 يوليو 2021م، سُجّلت "منطقة حمى الثقافية" بنجران في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

النقوش الصخرية في منطقة حمى الثقافية بمنطقة نجران. (واس)
النقوش الصخرية في منطقة حمى الثقافية بمنطقة نجران. (واس)

وجرى ذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي باليونسكو في دورته الرابعة والأربعين، بوصف "منطقة حمى الثقافية" سادس المواقع التراثية السعودية المسجلة في القائمة.

الموقع الجغرافي لمنطقة حمى الثقافية والأهمية التاريخية

تقع منطقة حمى الثقافية شمالي مدينة نجران بـ130 كم، في منطقة نجران، جنوبي السعودية، وقد عرفت بأنها من المحطات المهمة على طرق القوافل القادمة من جنوبي شبه الجزيرة العربية، كما أنها كانت إحدى الأسواق الأساسية في شبه الجزيرة العربية، تحتضن أكثر من 34 موقعًا أثريًّا، وتضم مجموعة من الآبار، منها: أم نخلة، والقراين، والجناح، وسقيا، والحماطة، والحبيسة. 

المواقع الأثرية في منطقة حمى الثقافية

تضم منطقة حمى عديدًا من المواقع الأثرية التي تزخر بالنقوش الصخرية والرسوم، منها "وادي المسمى" وهو جبل من الصخور الجيرية، يبلغ ارتفاعه نحو 1275م، ويوجد في أسفل الجبل عديد من الرسوم الصخرية التي تضم كتابات ثمودية، وأشكال نساء، وبقر صغير، وفرسان. كما تضم "موقع فرزة آل حجاب"، وهو عبارة عن مقبرة، تقع شمال شرقي آبار حمى، وتبعد عنها مسافة 6.2 كم، ويعود تاريخها إلى ما قبل العصر الحديدي، يضم الموقع بعض الرسوم والنقوش الصخرية، والقبور المبنية من الأحجار المصفوفة. وفي المنطقة أيضًا "وادي شسعة"، الذي يضم سلسلة من الصخور التي تحتوي على رسوم وكتابات ونقش عربي جنوبي، وقد سجل على هذه الصخرة 35 نقشًا، منها نقش سبئي، و25 نقشًا عربيًّا جنوبيًّا، ويوجد في وادي شسعا صخرتان، إحداهما جنوبية، بها لوحة كبيرة منقوش عليها رسوم لبعض الحيوانات، وكتابات عربية كوفية ورسوم آدمية، فيما احتوت الصخرة الثانية على مجموعة من اللوحات، عليها رسوم لنعامتين وبقر ووعول وامرأة، إضافة الى نقش نبطي وكتابات عربية.

كتابات ونقوش صخرية في منطقة حمى الثقافية بمنطقة نجران. (واس)
كتابات ونقوش صخرية في منطقة حمى الثقافية بمنطقة نجران. (واس)

النقوش الصخرية في منطقة حمى الثقافية

تُعد منطقة حمى الثقافية أحد أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم، إذ تضم 550 لوحة فن صخري، تحوي مئات الآلاف من النقوش والرسوم الصخرية، منها: "نقش الحقون" المكتشف في جبل الحقون، الذي يعود إلى كعب بن عمرو بن عبد مناة، و"رسمة الصياد" وهي من الرسوم الصخرية البارزة في المنطقة، تقع في منطقة نجد خيران، ويُعتقد أنها من رسم أحد المسافرين. 

محمية عروق بني معارض

في 5 ربيع الأول 1445هـ/20 سبتمبر 2023 م أُعلن تسجيل محمية "عروق بني معارض" في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، كأول موقع للتراث العالمي الطبيعي على أراضي المملكة، وذلك امتدادًا لجهود المملكة المستمرة في حماية أنظمتها البيئية الطبيعية والمحافظة عليها، والاهتمام بتراثها الثقافي. واتُخذ قرار التسجيل خلال الدورة السنوية الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي التي استضافتها الرياض خلال الفترة من 10 حتى 25 سبتمبر 2023م. 

تأسيس محمية عروق بني معارض

 أسست محمية عروق بني معارض عام 1413هـ/1993م، وتعد أكبر المحميات التي يشرف عليها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية من حيث المساحة، بمساحة تبلغ نحو 12,787 كم²، وتنقسم الحماية فيها إلى مستويين: الأول للحيوانات البرية، والثاني للبيئة والأشجار. 

وتقع المحمية على الحافة الجنوبية الغربية لصحراء الربع الخالي، وتبعد بالسيارة نحو 396 كم عن مدينة نجران باتجاه الشمال، وتضم عددًا من التشكيلات الأرضية والمواطن الفطرية الطبيعية المهمة، منها كثبان رملية مرتفعة وهضبة جيرية متقطعة، وهي المحمية الوحيدة التي تقع في منطقة نجران.

الحالة البيئية لمحمية عروق بني معارض

تصنف الحالة البيئية للمحميَّة عامة بالجيدة، والحياة الفطرية النباتية والحيوانية فيها ممثِّلة للبيئات القاحلة. من أكثر النباتات انتشارًا فيها: الغضا والأثموم وأشجار الطلح والبان والحرمل والطرف والعشر.

ومن الحيوانات في محمية عروق بني معارض: الذئب والقط الرملي والثعلب الرملي والضبع المخطط والوبر والأرنب البري، ومن الطيور: الحبارى والقطا والحجل والصرد الرمادي والرخمة المصرية وأنواع عدة من القنابر، إضافة إلى أنواع عدة من الزواحف كالضب والورل.

وكانت محمية عروق بني معارض آخر موطن في الجزيرة العربية شوهد فيه المها العربي عام 1399هـ/1979م، كما أن النعام العربي وظبي الريم وظبي العفري والوعل كانت تعيش فيها سابقا. وفي عامي 1416هـ/1995م، و1417هـ/1996م نُفذ برنامج إعادة توطين المها وظباء الريم والإدمي في المحمية، إلى أن تأقلمت تلك الحيوانات وتكاثرت طبيعيًا في بيئة المحمية.

المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية

في عام 1446هـ/2024م، أُعلن تسجيل "المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية"' الواقع جنوبي منطقة الرياض في قائمة التراث العالمي لـ'اليونسكو'، كونه موقعًا ثقافيًّا ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني. 

ونجحت السعودية في تسجيل "المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية" في القائمة خلال اجتماعات الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة بمدينة نيودلهي في جمهورية الهند خلال الفترة من 22 إلى 31 يوليو 2024م.

وبهذا التسجيل تصبح المواقع السعودية المسجلة على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو هي: موقع الحِجر الأثري (1429هـ/ 2008م)، وحي الطريف بالدرعية التاريخية (1431هـ/2010م)، وجدة التاريخية (1435هـ/2014م)، وموقع الفنون الصخرية بمنطقة حائل (1436هـ/2015م)، وواحة الأحساء (1439هـ/2018م)، ومنطقة حمى الثقافية (1442هـ/2021م)، ومحمية عروق بني معارض (1445هـ/2023م)، إضافة إلى تسجيل المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية (1446هـ/ 2024م).

موقع منطقة الفاو الأثرية

تقع "منطقة الفاو الأثرية" في محافظة وادي الدواسر جنوبي منطقة الرياض، وتمتد على مساحة محمية تبلغ 50 كم2، وتحيطها منطقة عازلة بمساحة 275 كم2، عند تقاطع صحراء الربع الخالي وتضاريس سلسلة جبال طويق التي تشكل ممرًا ضيقًا يسمى "الفاو". ويحتوي على مظاهر متنوعة فيها تفاعل الإنسان مع بيئته، ومنها: الأدلة الأثرية التي تعود إلى عصر فجر التاريخ، إضافة إلى المقابر الكبيرة التي تشكّلت بتشكيلاتٍ واضحة تتوافق مع التصنيفات الأثرية التي تعود إلى فترات زمنية قديمة، إضافة إلى احتواء الموقع على مجموعة كبيرة من العناصر الحضارية والمعمارية التي تُنسب إلى مدينة القوافل التي وُجدت في القرية، ومنها واحة قديمة احتوت على مجموعة من أنظمة الري، وهي معززة بمجموعة استثنائية من الاكتشافات الأثرية والفنون الصخرية، ومجموعة من النقوش الكتابية القديمة.