متحف مكة المكرمة

متحف مكة المكرمة، أو متحف قصر الزاهر، هو متحف يقع في مدينة مكة المكرمة، غربي المملكة العربية السعودية، يُبرز المظهر الحضاري والتاريخي لمنطقة مكة المكرمة.

أُنشِئ متحف مكة المكرمة عام 1365هـ/1946م، بأمر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يقع في قصر الزاهر بمكة المكرمة، ويشغل مساحة 3,425م2، وكان قصرًا للضيافة، وفي عام 1378هـ/1958م أصبح مقرًّا لمدرسة الزاهر المتوسطة، وفي عام 1427هـ/2006م رُمِّم وحُوِّل إلى متحف للآثار والتراث في منطقة مكة المكرمة.

يضم المتحف عددًا من قاعات العروض المتحفية، منها: قاعة آثار المملكة العربية السعودية، التي تعرض النقوش الصخرية، والقلاع، وطرق الحج، والمنشآت التاريخية، وبعض القطع الأثرية ومكتشفات الحفريات الأثرية لمختلف مناطق السعودية.

وتعرض قاعة ما قبل التاريخ البيئة الطبيعية للإنسان في عصور ما قبل التاريخ، وطريقة تفاعله معها وأدواته الحجرية، إضافةً إلى الحقب التاريخية التي مرت به، وبداية معرفته بالزراعة واستئناس الحيوان.

وتتناول قاعة التاريخ الجيولوجي والطبيعي، التاريخ الطبيعي والجيولوجي لمنطقة مكة المكرمة والحياة الفطرية بأنواعها. فيما تروي قاعة ما قبل الإسلام قصة نشأة مكة المكرمة وأسواقها القديمة، وجميع الأنشطة الإنسانية، وحكاية بناء البيت وبعض الأحداث التاريخية، كرحلة الشتاء والصيف وحادثة الفيل، إضافةً إلى ديانات العرب قبل الإسلام.

وتعرض قاعة السيرة النبوية مقتطفات من سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، منذ ولادته حتى وفاته. أما قاعة تطور الكتابة، فتروي سير تطور الكتابة العربية منذ بداياتها، وأنواع الخطوط، وأماكن نقشها في منطقة مكة المكرمة، وأشهر الخطاطين، كما تعرض نماذج منها.

وتحتوي قاعة العملات على عدد من العملات الإسلامية التي تعود إلى فترات إسلامية متعاقبة تُبيِّن مراحل سَكِّ العملة. وتعرض قاعة الحج صورًا وخرائط لطرق الحج المؤدية إلى مكة المكرمة، وللقلاع التي استخدمت استراحات للحجاج، إضافةً إلى صور قديمة لرحلات الحج، ومجسم للمشاعر المقدسة.

فيما تروي قاعة عمارة المسجد الحرام، المراحل التي مرت بها عمارته، بدءًا من عهد الخلفاء الراشدين، ومرورًا بالعصرين الأموي والعباسي، حتى التوسعات في عهد الدولة السعودية، ومراحل بناء الكعبة المشرفة، وكسوتها مع مجسم للمسجد الحرام.

وتحكي قاعة الدولة السعودية قصة تأسيس المملكة العربية السعودية، بالكلمة والصورة والخريطة.

وهناك قاعات أخرى، كقاعة التعليم التي تروي قصة نشأة التعليم في مكة المكرمة عبر مختلف العصور، والمدارس فيها، كما تضم قاعة التراث المكي عددًا من التراثيات المكية، كأدوات البادية والصناعات الخوصية، والأسلحة القديمة، وأدوات الصيد والزراعة والطهي والإضاءة والزينة، في حين تحتوي قاعة روائع الفن الإسلامي على مجموعة مختارة من التحف الإسلامية المتنوعة من مختلف البلاد الإسلامية، وفيها جِرار وأطباق مزخرفة وشمعدانات نحاسية، وغيرها.