متحف طارق عبدالحكيم

متحف طارق عبدالحكيم، هو متحف موسيقي أعلنت وزارة الثقافة إنشاءه في 27 ذي الحجة 1441هـ/17 أغسطس 2020م ضمن المنطقة التاريخية بحي البلد في مدينة جدة بمنطقة مكة المكرمة؛ تكريمًا للفنان طارق عبدالحكيم، إذ أُعد بمحتويات تبرز إسهاماته خلال مسيرته الفنية، ودوره في إثراء الموسيقى السعودية.

ويعد طارق عبدالحكيم أحد رواد الموسيقى السعودية، ويأتي المتحف تقديرًا لجهوده التي قدمها خدمةً لبلاده في مجالات الموسيقى والثقافة، ويتولى المتحف المقام ببيته حفظ تاريخه، والتاريخ الموسيقي للسعودية بصورة عامة.

دشّنت هيئة المتاحف في 15 جمادى الآخرة 1445هـ/28 ديسمبر 2023م، مركز طارق عبدالحكيم في المنطقة التاريخية بجدة تحت شعار "نغمة بين التراث والمستقبل"، ويحوي المركز المتحف الذي يستعرض الإرث الموسيقي السعودي والمحطات البارزة في مسيرة طارق عبدالحكيم.

تسعى وزارة الثقافة من خلال إقامة متحف طارق عبدالحكيم إلى أن يكون منصةً للأجيال القادمة من المهتمين بالموسيقى السعودية، تُستمد منها المعرفة الموسيقية، وتقدم مادة يُعتمد عليها في البحوث والمشاريع الإبداعية، ويأتي اختيار الوزارة لطارق عبدالحكيم احتفاءً بجهوده الفنية، وإبرازًا لدوره في مسيرة الفن السعودي.

يتضمن متحف طارق عبدالحكيم مجموعةً من أرشيفه ومتعلقاته الشخصية، من بكرات لتسجيلاته، وآلات موسيقية، وألبومات صور، وبعض المقطوعات الموسيقية التي تعود لكبار المطربين العرب، مثل: أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، إضافةً إلى وثائق صوتية ومرئية تسجل أداءه لمؤلفاته بمشاركة فنانين آخرين، ومؤلفاته الوطنية.

وينقسم المتحف إلى قسمين رئيسين، أولهما قسم لعرض تاريخ حياة الفنان الراحل، فيما خُصص الثاني ليكون مركزًا للأبحاث الموسيقية، يشتمل على مقالات وكتابات معنية بالموسيقى السعودية، إضافةً إلى بحوث عن الموسيقى في العالم العربي، إذ يخدم هذا القسم المهتمين والباحثين ويوسع معرفتهم.

عُرف طارق عبدالحكيم خلال مسيرته الفنية بعميد الفن السعودي، إذ كان باحثًا في الموسيقى إلى جانب عمله مغنيًا وملحنًا، ومؤرخًا يجمع الآلات الموسيقيّة والوثائق، كما كان مُهتمًّا بالفنون الشعبية وقائدًا لفرقة موسيقية.

اهتم بالإرث الشعبي الوطني فكتب ما يزيد على عشرة كتب ومخطوطات تتناول الموسيقى الإقليمية، والموسيقيين والآلات، كما كتب أعمالًا تغطي الموضوعات التراثية والثقافية، من الطعام التقليدي إلى الأساطير والأقوال والألعاب. وإلى جانب ذلك ألّف أكثر من 500 مؤلَّف في الموسيقى، وكتب عدّة أغان شعبية، وكان له دور في تأسيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 1393هـ/1972م.

وفي عام 1396هـ/1976م عُيّن طارق عبدالحكيم رئيسًا لقسم الفولكلور في المملكة، وشكّل فرقةً وطنيةً لتقديم العروض في المناسبات المهمة، وحصل على الاعتراف محليًّا ودوليًّا، وفي عام 1401هـ/1981م كان أول عربي يحصل على جائزة "اليونسكو" الدولية للموسيقى، وسادس موسيقي يحصل عليها في العالم. وفي عام 1403هـ/1983م، انتُخب رئيسًا لمجلس الموسيقى العربية التابع لجامعة الدول العربية، وأعيد انتخابه عام 1987م لتمثيل المملكة.

 في 26 شعبان 1445هـ/7 مارس 2024م، احتفل مركز طارق عبدالحكيم بافتتاح غرف التفاعل الجديدة في متحف المركز، من خلال مهرجان عائلي تفاعلي مميز في منطقة جدة التاريخية "البلد". وتضمن المهرجان، الذي استمر يومين، تقديم فعاليات متنوعة تناسب جميع أفراد العائلة.

وخلال المهرجان، دشّن مركز طارق عبدالحكيم أول آلة قانون ليزر في العالم معروضة في الغرفة التفاعلية الجديدة بالمتحف. وتعد هذه الآلة أداة موسيقية مميزة، حيث تحل أشعة الضوء محل الأوتار المادية، وعندما تلمس يدا العازف الأشعة، تصدر الآلة نغمات عربية مبتكرة. وقدّم هذا الحدث فرصة للجمهور لخوض تجربة موسيقية مميزة واستكشاف غرف التفاعل في المتحف.