تم نسخ الرابط بنجاح

القرآن الكريم

saudipedia Logo
القرآن الكريم
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

القرآن الكريم، هو كتاب الله المنزل على آخر الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، لهداية البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وهو كلام الله الذي يُتعبد بتلاوته من عباده المسلمين، وتمثل قراءته ركنًا من أركان الصلوات اليومية، و"القرآن الكريم" اسم يصح على الآية الواحدة، وعلى الكتاب كله.

ويمثل القرآن رمز القداسة لدى السعوديين بوصفهم مسلمين، إذ لا يضعونه على الأرض، بل يرفعونه في أماكن تحفظه من التعرض للإهمال والعبث.

مكانة القرآن الكريم

القرآن الكريم آخر الكتب السماوية المنزلة من الله عز وجل، وهو محفوظ من الزيادة والنقصان والتحريف، وهو أحد الأسباب الرئيسة لحفظ اللغة العربية، وتعد آياته من شواهد العربية ودلائلها، وهو المعجزة الخالدة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

تلقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، القرآن عن طريق الوحي بوساطة جبريل عليه السلام، وكان أول نزوله مجموعًا في ليلة القدر في شهر رمضان إلى السماء الدنيا، ثم نزل بعد ذلك مفرقًا على 23 سنة، حسب الوقائع والأحداث. وتتوزع سور القرآن الكريم من حيث النزول إلى مكية نزلت قبل الهجرة، ومدنية نزلت بعد الهجرة، وعددها 114 سورة، وتتميز أحكامه وآياته بالتناسب مع جميع الأزمان.

القرآن في العهد النبوي

كان القرآن الكريم في بداية العهد النبوي محفوظًا في صدور الصحابة رضوان الله عليهم، وانتهى جمعه كاملًا في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحينما كثر القتل في حُفّاظ الصحابة جمعه الخليفة أبو بكر الصديق في مصحف واحد، وحينما اختلف قراء الأمصار في القراءات جمعهم الخليفة عثمان بن عفان على مصحف واحد، ووزعه على البلدان كافة، فأدركَ الناس قبل أن يختلفوا.

ويتميز القرآن الكريم بنَظْمه البديع المخالف لكل معهود على ألسنة العرب، وجزالته التي لا تصح من مخلوق، والإخبار عما تقدم في أول الدنيا حتى نزوله، والوفاء بالوعد المدرك بالحس في العيان، والإخبار عن الغيبيات المستقبلية، وبيان الحلال والحرام وغيرها من الأحكام، وتناسبه فيما تضمنه من ظاهر وباطن دون اختلاف، إضافة إلى مضامينه من الحِكم التي لا يمكن أن تصدر من آدمي.

علوم القرآن الكريم

تتبع القرآن الكريم علوم مصاحبة له، ويجمعها اسم علوم القرآن، وهي مباحث توضح مراحل نزوله وترتيبه وكتابته وجمعه، إضافة إلى قراءاته وما يتعلق به من تفسير وإعجاز، وناسخ ومنسوخ، ومُحكم ومتشابه، إضافة إلى أسباب نزوله التي يتوصل بها إلى فهم الآيات، ودفع توهم الحصر، وتعدي الأحكام صور الأسباب الخاصة.

وأول ما نزل من القرآن الكريم مطلع سورة العلق، قال تعالى "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)"، وآخر ما نزل من القرآن في أرجح الأقوال الآية رقم 281 من سورة البقرة، قال تعالى "وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ".

عناية السعودية بالقرآن الكريم

شهد القرآن الكريم اهتمام الخلفاء والأمراء في الدول الإسلامية المتعاقبة بعد عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وفي العهد السعودي اعتنت السعودية بالقرآن الكريم من خلال دور التحفيظ، والمسابقات القرآنية السنوية، وتأسيس مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وإهداء نسخ القرآن الكريم للحجاج والمعتمرين، ورفد الدول الإسلامية والأقليات المسلمة في مختلف دول العالم وقاراته بالمصاحف المطبوعة بعدد من اللغات العالمية والإقليمية والمحلية.

وعمل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على استحداث قواعد بيانات المصحف بطرق رقمية، من خلال توظيف البرمجيات الحديثة، وتفعيل الخدمات المساندة لنص القرآن الكريم وتلاواته وعلومه، وترجمة معانيه وتفسيره بالدقة المتناسبة مع أهمية القرآن الكريم ومكانته.

كما تهتم السعودية بالقرآن الكريم من خلال الجمعيات المخصصة لتلاوة وتحفيظ القرآن بجميع مدن السعودية، إضافة إلى المسابقات التي تنظمها لحفظ القرآن، ومنها مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، وجائزة الملك سلمان المحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره.

وتختص بعض الجهات التطوعية السعودية بالعناية بالقرآن فتصلح المصاحف، وتعيد تأهيلها وتوزيعها، كما خصصت أماكن للأوراق القرآنية الممزقة للتعامل معها بما يتناسب مع مكانة القرآن دون الاختلاط بأي شيء آخر.

تطبيق مصحف المدينة النبوية

تسهيلًا لتلاوة القرآن الكريم، أطلق مجمع الملك فهد تطبيقًا مخصصًّا لمصحف المدينة النبوية على نظامي تشغيل الهواتف (أندرويد وأبل) عام 1440هـ/2019م، ويتيح التطبيق نسختين من المصحف الشريف هما: النسخة المعروفة لدى الناس من المصحف المستخدم بمصاحف المدينة النبوية بعدد صفحات يصل إلى 604 صفحات، والنسخة غير الموجهة، وهي نسخة إلكترونية كاملة من مصحف المدينة بعدد صفحات يصل إلى 521 صفحة بكتابة الخطاط الدكتور عثمان طه.

ويعد المركز الخيري للعناية بالمصحف الشريف في محافظة الخرج بمنطقة الرياض أحد الروافد القرآنية في السعودية وخارجها، إذ لديه في مستودعاته احتياطي يبلغ مليوني مصحف جاهز للترميم، ويعمل على تدوير 40 ألف مصحف شهريًّا، وتجديدها لتلبية احتياجات نحو 60 دولة، إضافة إلى تعاونه مع عدد من الجهات الحكومية والسفارات السعودية لتلبية الطلبات، وتجديد المصاحف القديمة.