مرض السمنة في السعودية، هو زيادة في كتلة الجسم وتراكم الدهون، واختلال في التوازن بين السعرات الحرارية الداخلة للجسم والأخرى التي يحرقها. ويرتبط بأمراض مزمنة عدة.
يرتبط مرض السمنة بعدد من الأمراض غير السارية، مثل: مرض القلب، والسكر، والضغط، وأمراض السرطان، والتهاب المفاصل، وأمراض أخرى، وهو ما حدا بوزارة الصحة لاستحداث برنامج مكافحة السمنة، وأيضًا لارتفاع نسبة السمنة بين السكان في المملكة العربية السعودية.
رافق التغير في النمط الغذائي ونمط المعيشة قلة في النشاط الجسدي، وكان سببًا في زيادة عدد المصابين بالسمنة في السعودية، إذ كشفت الهيئة العامة للإحصاء في نشرة مؤشرات المحددات الصحية في السعودية، المُعلنة في 8 جمادى الأولى 1445هـ/22 نوفمبر 2023م، أن نسبة انتشار السمنة بين سكان السعودية البالغين وصلت إلى 23.7%، وتتقارب هذه النسبة بين الذكور والإناث، بينما كانت نسبة أصحاب الوزن المثالي أعلى بصورة ملحوظة بين الإناث 39.6%، مقارنة بـ29.5% بين الذكور. وبلغت نسبة انتشار السمنة 7.3% بين الأطفال دون سن الـ15، بينما بلغت نسبة الأطفال الذين هم أقل من الوزن الطبيعي 41%.
ووفقًا لنتائج المسح الوطني للمعلومات الصحية لعام 2019م بلغت نسبة سمنة البالغين (18 فأكثر) في السعودية 20.2٪. ويُعد معدل انتشار السمنة أعلى بين النساء بنسبة 21.4٪، مقارنة بـ 19.2٪ للرجال. ونسبة الأطفال الذين يعانون زيادة الوزن والسمنة في السعودية لعام 2012م 15% يعانون زيادة الوزن، و6% مصابون بالسمنة من الأطفال ما دون الخامسة. أما الأطفال من خمس سنوات فما فوق فتبلغ نسبة من يعانون زيادة الوزن 23%، و9.3% يعانون السمنة. وتحتل السعودية المرتبة الثالثة عربيًّا في معدلات السمنة.
أسباب الإصابة بمرض السمنة
حددت وزارة الصحة ثمانية أسباب للإصابة، وهي: التاريخ المرضي العائلي، وطبيعة النظام الغذائي للفرد أو الأسرة، وقلة أو عدم ممارسة الرياضة، يُضاف إلى ذلك بعض الأمراض مثل متلازمة كوشينج، والغدة الدرقية غير النشطة، ومتلازمة برادر ويلي. كما يمكن أن تقود بعض المشكلات الصحية إلى قلة النشاط البدني، مثل التهاب المفاصل الذي قد ينتج عنه زيادة في الوزن، وبعض الأدوية التي تسبب مرض السمنة، ومنها مضادات الاكتئاب، وأدوية الصرع، وبعض أدوية السكري. فيما يمكن أن تؤدي بعض وسائل منع الحمل إلى زيادة الوزن، إضافة إلى عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو الإفراط في النوم، وتقدم العمر والحمل.
مضاعفات مرض السمنة
لمرض السمنة مضاعفات عدة، فعلى صعيد البالغين، تشمل: السكتة الدماغية، وأمراض القلب، وارتفاع مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية، وداء السكري من النوع الثاني، والتهاب المفاصل والعظام، وارتفاع ضغط الدم، وبعض المشكلات النفسية، مثل: ضعف الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية، وهو ما يؤدي إلى الاكتئاب، وانقطاع التنفس المؤقت أثناء النوم، وأمراض المرارة، وبعض أنواع السرطان، مثل: سرطان القولون، والمستقيم، والثدي، والرحم، والبنكرياس، والبروستات، والمريء، والكبد، والكلى، فضلاً عن أمراض نسائية، مثل: العقم، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، ومشكلات في الجلد مثل صعوبة التئام الجروح.
أما مضاعفات السمنة لدى الأطفال؛ فتشمل المضاعفات المرضية، مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة خطر الإصابة بداء السكري (النوع الثاني)، وأضرار بالمفاصل، ومشكلات تنفسية عند اللعب والنوم. إضافة إلى مضاعفات اجتماعية ونفسية، ومنها: فقدان الثقة بالنفس، والعزلة الاجتماعية، مما يؤدي إلى الاكتئاب، وكذلك مضاعفات تظهر عند الكبر، مثل: استمرار السمنة إلى مراحل العمر المتقدمة، وما يصاحبها من أخطار تهدد الصحة.
وإضافة إلى المصاعفات الصحية للسمنة، لها آثار اقتصادية واجتماعية، وأخرى على المستوى الوطني، من حيث تقليل الإنتاجية وزيادة الأعباء المالية والاقتصادية على الدولة في تشخيص وعلاج السمنة.
علاج مرض السمنة
يمكن للبدناء إجراء بعض التغييرات في عاداتهم، مثل ممارسة الرياضة، وتناول طعام صحي، ويمكن أن يكون المستهدف هو التخلص من 5 إلى 10% من وزن الجسم خلال ستة أشهر،إضافة إلى التعديلات السلوكية وتغيير المفاهيم الغذائية والبدنية الخاطئة، وتناول أدوية إنقاص الوزن تحت إشراف ومتابعة طبية، وجراحة علاج السمنة حسب توجيهات الطبيب المُعالج.
الوقاية من مرض السمنة
حددت وزارة الصحة خطوات لمنع زيادة الوزن غير الصحي وتفادي المشكلات الصحية ذات الصلة. وهي الخطوات الحتمية نفسها لإنقاص الوزن، وتتمثل في: ممارسة الرياضة بصورة يومية، وتشمل الأنشطة المكثفة كالمشي السريع والسباحة، واتباع تغذية صحية متوازنة، مثل تناول الفواكه والخضراوات، وتفادي الدهون المشبعة، والحلويات، والمتابعة بصورة مطولة للأكل والشرب.
وللوقاية من مرض السمنة لدى الطفل، يكون تشجيعه على عدة خطوات، منها: الأكل دون مُلهيات، والحد من وقت مشاهدة الشاشة إلى أقل من ساعتين يوميًّا، وتناول خمس حصص يومية من الفواكه والخضراوات، والابتعاد عن المشروبات الغازية والمُحلاة، واستبدالها بشرب الماء بكمية كافية، وتشجيعه على نشاط حركي لا يقل عن ساعة يوميًا.
أما الوقاية من السمنة لدى البالغين، فمن خلال: تناول الوجبات الرئيسة بانتظام، وخفض استهلاك الأطعمة الغنية بالطاقة، وتناول الأكل ببطء، والتحكم في حجم الوجبة الغذائية، وأيضًا تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وتجنب أنظمة الحمية الغذائية غير الصحية، وشرب كمية كافية من الماء يوميًا، وممارسة نشاط بدني بمعدل 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع، وزيادة المعدل اليومي لمدة 300 دقيقة أو أكثر في الأسبوع، وقراءة البطاقة الغذائية خلف المنتجات، ومتابعة الوزن مرة كل أسبوع، والحرص على النوم فترات كافية.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة