العصيدة، هي أحد الأطباق الشعبية في المملكة العربية السعودية، وتشترك معظم مناطق السعودية في طريقة إعداد العصيدة، مع بعض الاختلافات في التوابل ونوعية الدقيق المُستخدم فيها، كما تحدد مقادير تحضيرها ما إذا كانت عصيدة حلوة أم مالحة، وذلك بحسب كل منطقة.
طريقة إعداد العصيدة
تُصنع العصيدة من الدقيق، حيث يؤتى بالدقيق ويذر في ماء فاتر بعدما يكون القدر في مرحلة ما قبل الغليان، ثم يحرك الدقيق في الماء بملعقة خشبية تسمى "مسوط أو مسواط" إلى أن تنضج العصيدة وتتماسك، وبعدها تنزل عن النار وتقدم للأكل بعد أن يوضع عليها السمن البلدي والحليب واللبن. ويُمكن تصنيفها ضمن الأكلات الشتوية في السعودية، إذ تضم مجموعة من المكونات عالية السعرات الحرارية، مما يمنح الجسم الطاقة والدفء.
وغالبًا ما تقدم إلى جانبها أطباق تكميلية أخرى، مثل: التمر والعسل والسمن، في المقابل تُقدم العصيدة بوصفها طبقًا جانبيًّا ضمن الولائم الكُبرى. وتختلف عصيدة اللحم عن عصيدة التمر، ويتقاطع كلا النوعين من حيث مكونات العجين من دقيق البر الكامل، أما مكونات المرق فهي عبارة عن لحم كتف أو فخذ الغنم والبصل والتوابل الكاملة.
ويُسلق اللحم مع بهارات غير مطحونة، ثم يُضاف اللحم إلى وعاء آخر يحوي البصل المحمر وحبات التمر والسمن والبهارات، يُضاف إليها الدقيق تدريجيًّا مع مراعاة التحريك المستمر بالمسواط أو الملعقة الخشبية، ويعد انفصال عجين العصيدة عن القدر إشارة مهمة إلى استوائها.
ويستغرق تحضير العصيدة نحو 30 دقيقة، وتقدم أحيانًا إلى جانب اللحم أو المرق بالخضراوات واللحم، كما تخزن في حافظات منعًا لتسرب البرودة إليها والاحتفاظ بحرارتها أطول فترة ممكنة.
سبب تسمية العصيدة
تعكس تسمية العصيدة التطبيق العملي لآخر مراحل تحضيرها، وهو حرفيًّا عصد الخليط الثقيل من دقيق البر، وفي أوقاتٍ سابقة ارتبط تحضير العصيدة بالمسواط، وهو عود خشبي مدبب يُستخدم في تحريك الأكلات ذات القوام الكثيف، مثل: السليق والجريش والخبيص، ويستعاض عنه حاليًّا بأجهزة كهربائية، تساعد على تحضيرها، مثل قدر الضغط الذي جعل عملية تحضير العصيدة أكثر سهولةً، لكن محبي التراث يلتزمون بنمط تجهيز الأكلات الشعبية وفق الأسلوب التقليدي بالأدوات القديمة.
الاختبارات ذات الصلة