الينابيع في السعودية، هي أحد مصادر المياه في المملكة العربية السعودية، وقد اكتشفت عدة ينابيع لها أهمية تاريخية للسكان والمسافرين، وتتمركز معظمها في منطقة الدرع العربي غربي السعودية لاحتوائه على رسوبيات وطبقات من مياه جوفية، وتعد ينابيع المياه الجنوبية الغربية في منطقة السيح (وسط السعودية) من أبرزها لما تتميز به من قاع ومياه وفيرة.
مفهوم ينابيع المياه
الينابيع هي نقطة تدفّق المياه الجوفيّة خارج الأرض، وتتكون مياه الينابيع من هطول الأمطار وتسربها في طبقات التربة والصخور المساميّة إلى داخلها مثل: الحجر الجيري والحجر الرملي، ومن ثمَّ تخزينها لتصبح جزءًا من المياه الجوفيّة، ثمّ تنتقل المياه الجوفية من خلال الشقوق والتصدعات وتصبح محصورةً بين طبقتين. وتتدفق مياه الينابيع من ارتفاعٍ عالٍ عن الأرض إلى ارتفاعٍ منخفضٍ وتخرج في ينابيع بعدة أشكالٍ، ويمكن تصنيفها اعتمادًا على مستوى درجة حرارة المياه.
أنواع الينابيع في السعودية
تتعدد أنواع مياه الينابيع في السعودية لتشمل نوعين رئيسين: الأول " ينابيع المياه الطبيعية" التي يمكن استخدامها في الشرب، والزراعة وتختلف أنواع المعادن الموجودة فيها بحسب اختلاف طبقات الصخور المحيطة بهذه المياه وتقع في شرقي وغربي السعودية.
أما النوع الثاني فهو "الينابيع الحارة" وترتبط معظم مياه الينابيع الحارة غربي السعودية بوجود الحرات البركانية، حيث تقع معظمها في المناطق المتاخمة للحرات البركانية في اتجاه البحر الأحمر، إذ تتسرب مياه الأمطار من خلال الشقوق إلى باطن الأرض وتتجمّع بالقرب من غرفة الصهارة البركانية، ونتيجة لذلك تسخن هذه المياه وتندفع إلى أعلى بفعل الضغط عبر الشقوق.
فوائد الينابيع في السعودية
تتمتع مياه الينابيع في السعودية بمميزات مختلفة وخاصة، فالمياه المعدنية تحتوي على العديد من المعادن ذات الفوائد الكبيرة للجسم والدماغ، وذلك لقدرة الجسم المرتفعة والسريعة على امتصاص المعادن المذابة في الماء، وتشمل هذه المعادن كبريتات المغنيسيوم، والكالسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، وكبريتات الكلوريد.
أما مياه الينابيع الحارة، فإنها تتميز بقدرتها على تخفيف التوتر، فالمعادن المتوفرة فيها تحفز عملية الشفاء باسترخاء العضلات، وتخفيف الأوجاع، إضافة إلى أنها تعمل على تنظيف البشرة، ومعالجة الأكزيما والصدفية، وعدد من الأمراض الجلدية.
أسماء الينابيع في السعودية
تنتشر الينابيع في عدد من مناطق السعودية، ومنها:
نبع عين الجوبة: يقع في مركز الجوبة في محافظة وادي الدواسر التابعة لإمارة منطقة الرياض، ويتميز النبع بشدة السخونة، ويقصده السياح للعلاج لاحتوائه على الكبريت، وعلاجه لبعض الأمراض الجلدية والروماتيزم وتوسعة الأوعية الدموية بالجسم.
نبع مياه زبيدة: يقع في جبل طاد بين الطائف ومكة المكرمة، وهي عين ماء غزيرة، تنبع من وادي عثمان، وبعد ذلك تمر في جبل عرفات، ثم تقطع وادي عُرنَة إلى الخَطْم، ومن ثم تنحدر إلى منى، ثم إلى مكة المكرمة، وتُعد مركز السقاية لأهل مكة قديمًا.
ينابيع جازان: تقع في جازان جنوبي السعودية، وهي نحو ستة ينابيع بعضها ذات مياه معدنية باردة، والأخرى مياهها ساخنة، منها "العين الحارة" في بني مالك.
نبع مياه الضلع: يقع جنوب غربي مدينة السيح بمحافظة الخرج التابعة لإمارة منطقة الرياض، وهو أحد ينابيع السعودية البارزة، يبلغ عمقه 30 مترًا، ويتميز بصفائه، إذ يمكن رؤية الصخور من خلال الماء.وتضم السيح العديد من العيون والينابيع ذات المياه المعدنية الكبريتية التي نالت مكانة بارزة منذ القدم، ومنها عين سمحة وعين أم خيسة وعين فرزان الواقعة شمالي السيح.
نبع قرية ذي عين: يقع في قرية ذي عين الأثرية بمنطقة الباحة جنوبي السعودية، ويتميز بأنه ينبع من أعلى قمم الجبال ثم ينحدر إلى عدة أودية .
نبع عين الجوهرية: يقع بقرية البطالية في محافظة الأحساء شرقي السعودية، ويعد من المواقع السياحية ذات القيمة التاريخية، وتتميز المياه فيه بالعذوبة والبرودة، وتقدر مياه عين الجوهرية بـ20 ألف جالون في الدقيقة، ويصل ماؤها إلى سطح الأرض عبر ثلاث فوهات، مكونةً بحيرة كبيرة.
نبع عين موسى: يقع في وادي مقنا بمنطقة تبوك شمال غربي السعودية، ونشأت هذه الينابيع القديمة من وسط الرمال وهي سبب رئيس وراء شعبية مقنا.
نبع وادي الطيب: يقع في وادي الطيب في منطقة تبوك ويصب في خليج العقبة، ويتميز بطبقات رسوبية وصخرية وجودة مياهه تتفاوت من سنة لأخرى، ويعد من العجائب الطبيعية في تبوك والأماكن السياحية البارزة.
نبع وادي الديسة: يقع هذا النبع في قرية الديسة الزراعية بالعُلا شمال غربي السعودية في منطقة تتكون من الحجر الرملي والحمم البازلتية، ومصدر أحد الينابيع الموجودة في وسط الوادي غير معروف وهو يتدفق من بقعة صخرية.
اكتشاف ناسا ينابيع سعودية
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عام 2012م اكتشاف ينابيع جديدة وسط الصحراء في السعودية، إذ استخدمت ناسا مزيجًا من الأطوال الموجية لكشف أربع صور أوضحت وجود حقول زراعية تمتد نحو كيلو متر واحد تم ترميزها باللون الأخضر، وهذه الحقول الخضراء اتضح أنها تشتمل على مياه مخزنة من العصر الجليدي، إضافة إلى مياه الأمطار التي نزلت خلال مئات الآلاف من السنوات، وهذه المياه الأحفورية ملأت طبقات المياه الجوفية ولكنها مدفونة تحت رمال الصحراء المتحركة وتمكنت السعودية من اكتشافها عن طريق أعمال الحفر في الرمال.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة