



جغرافيا المدينة المنورة، هي مظاهر السطح والبنية الجيولوجية والظواهر الطبيعية والمناخ في المدينة المنورة غربي المملكة العربية السعودية. تقع المدينة ضمن تشكيلات الدرع العربي، الذي يتكون من صخور بركانية ورسوبية.
حدود المدينة المنورة الجغرافية
تقع المدينة المنورة على دائرة عرض 24 درجةً و28 دقيقةً شمالًا، وخط طول 36 درجةً و39 دقيقةً شرقًا، وهي مقر إمارة منطقة المدينة المنورة، وبها المسجد النبوي الشريف، وقبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
تحدها من الشمال محافظتا خيبر والعلا، ومن الغرب محافظتا ينبع وبدر، ومن الجنوب محافظة المهد ومحافظة رابغ التابعة إداريًّا لمنطقة مكة المُكرَّمة، ومن الشرق محافظة الحناكية. يحيط بالمدينة المنورة عديد من الجبال، منها جبل أحد شمالًا، وعير جنوبًا، وتبعد نحو 250 كم عن ساحل البحر الأحمر من الجهة الشرقية، وترتفع نحو 635 م عن سطح البحر.
مساحة المدينة المنورة
تقع المدينة المنورة في تجويف صخري عند نقطة التقاء ثلاثة وديان، هي: وادي العقيق، ووادي العاقول، ووادي الحمض، وتشغل مساحة المدينة المنورة نحو 700 كم2، فيما تعد الأولى من حيث عدد السكان بمنطقة المدينة المنورة، إذ يسكنها 1,477,047 نسمة حسب تعداد السعودية 2022، كما تحتل المرتبة الخامسة من حيث التجمعات الحضرية بعد الرياض وجدة ومكة المكرمة والدمام، وهي خامس المدن السعودية التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة.
حرات وثنايا المدينة المنورة
تتميز المدينة المنورة بعديد من الحرات تُشكل اثنتان منها حدَّيْ المدينة من جهتي الشرق والغرب، وهما الحرة الشرقية والحرة الغربية، يُطلق على الحرة الشرقية حرة واقم وحرة بني قريظة وحرة زهرة، كما تُسمى الحرة الغربية باسم حرة الوبرة، وفي جنوب المدينة المنورة تقع حرة شوران جنوب مسجد قباء.
وتحتضن المدينة عدة ثنايا، منها ثنيتا الوداع الشمالية، والوداع الجنوبية على طريق مكة المُكرمة، وهي جنوبي المدينة المنورة قُبيل مسجد قباء، أما ثنية الوداع الشمالية التي تُسمى أيضًا ثنية الرِّكاب فتقع عند مخرج نفق طريق سُلطانة عند سفح جبل سلع.
جبال المدينة المنورة
تتميز المدينة المنورة بجبالها، ومنها ما كانت وما زالت جزءًا من تاريخ المدينة، وكانت شاهدًا على وقائع تاريخية كان لها الأثر الباقي خاصة في العهد الإسلامي، منها جبل أحد وهو أحد المعالم البارزة في السيرة النبوية، إذ شهد غزوة أحد، ويحتضن قبور 70 شهيدًا من الصحابة رضوان الله عليهم الذين استشهدوا في غزوة أحد.
ويمتد جبل أحد على شكل سلسلة من الشرق إلى الغرب مع الميل باتجاه الشمال بطول 7 كم وعرض ما بين 2 و3 كم، في حين يصل ارتفاعه إلى 350 م، ويقع على بعد 5 كم تقريبًا عن المسجد النبوي الشريف، وهو جبل صخري من الجرانيت يغلب على صخوره اللون الأحمر، وبه رؤوس كثيرة وعدة هضاب، كما يتميز بكثرة الشعاب، ومنها شعب أحد، إضافةً إلى نُقر طبيعية تُسمى المهاريس، منها شق المهراس الموجود في الجزء الأمامي من جبل أحد.
ويُجاور جبلَ أُحد جبلُ الرماة ويُسمى أيضًا جبل عينين، وهو الجبل الذي اعتلاه الرماة في غزوة أحد، كما يُشكل جبل عير -ويُسمى جبل "عاير"- حد المدينة المنورة من الجهة الجنوبية، ويُطِّلُ جبل سلع على المدينة المنورة من الجهة الشمالية، وهو الذي عسكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حفر الخندق، وتقع على سفحه الغربي المساجد السبعة.
وهناك جبال أخرى في المدينة المنورة، منها جبال الجماوات وجبل سُليع وجبل أنعم.
أودية المدينة المنورة
تشتهر المدينة المنورة بأوديتها، ومنها: وادي العقيق ويُعرف أيضًا بالوادي المبارك، الذي يسير إلى مشارف المدينة حتى يصل إلى جبل عير، ثم يسير غربًا ويمر بذي الحليفة حتى يلتقي بوادي بطحان بالقرب من منطقة القبلتين ليواصل بعدها سيره باتجاه الشمال الشرقي ثم الشمال حيث يلتقي بوادي قناة القادم من شرقي المدينة عند منطقة زغابة.
ويسيل شرق مسجد قباء وادي بطحان، الذي يتشعب إلى عدة شعب، منها وادي مذينب، كما يُعدُّ وادي قناة من أكبر أودية المدينة المنورة، ويقع شمالي المدينة المنورة عند سفح جبل الرماة، إضافة إلى: وادي الرانوناء، ووادي مهزور، وسيل المبعوث، ووادي أبو هريرة.
آبار المدينة المنورة
في المدينة المنورة آبارٌ عدة، أبرزها سبعة آبار تُعرف بالآبار النبويَّة، هي: بئر أريس (بئر الخاتم)، وبئر حاء، وبئر رومة (بئر عثمان بن عفان)، وبئر غرس، وبئر بضاعة، وبئر البُصَّة، وبئر العهن.
مناخ المدينة المنورة
المناخ في المدينة المنورة عامة متقلب، ويتميز بدرجات حرارة مُرتفعة نسبيًّا تتراوح بين 31 و43 درجة مئوية في الصيف، وبين 14.5 و26 درجة مئوية في الشتاء، وتشهد المدينة أعلى ارتفاع لها في درجات الحرارة خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، في حين تبلغ درجة الحرارة أدنى معدلاتها خلال أشهر ديسمبر ويناير وفبراير.
وتعد الرطوبة منخفضةً على مدار العام لبعدها عن ساحل البحر، فيما عدا فترات هطول الأمطار، ويبلغ متوسط الرطوبة النسبية نحو 13.6% في الصيف، ويصل خلال أشهر الشتاء إلى نحو 37%، بينما ينخفض خلال أشهر الربيع ليصل إلى نحو 22.3%، وفي الخريف 23%.
وتؤثر الرياح التي تسود المدينة المنورة في درجات الحرارة، إذ تهب رياح باردة قادمة من الجبال من جهة الشمال الغربي، ورياح ساخنة جافة قادمة من جهة الجنوب، وأدت التغييرات في المناخ إلى ارتفاع درجة الهواء بمقدار 1.7 درجة مئوية بين عامي 1959م و2013م. ويبلغ متوسط سرعة الرياح نحو 5-8 عقدة في الساعة.
كما يُعدُّ هطول الأمطار منخفضًا في المدينة المنورة بمعدل يصل إلى 94 ملم سنويًا، وتُسجل عادة هطولًا للأمطار ما بين شهري نوفمبر ويناير.
الخلفية التاريخية للمدينة المنورة
المدينة المنورة هي المدينة المُقدسة الثانية عند المُسلمين بعد مكة المكرمة، وتكمن أهميتها في احتضانها المسجد النبوي الشريف، مسجد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ووري فيه جثمانه الثرى، وكذلك احتضانها أول مسجد بني في الإسلام، وهو مسجد قباء.
ويطلق المسلمون لقب "طيبة الطيبة" على المدينة المنورة، وهي أوَّل عاصمة في تاريخ الإسلام إذ قدِم إليها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مُهاجرًا من مكة المُكرَّمة، وبهجرته كانت بداية التأريخ الهجري.
ونشأت المدينة المنورة قبل الهجرة النبوية بنحو 1500 عام، وعُرفت قبل ظهور الإسلام باسم "يثرب"، يقصدها المسلمون لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبره الشريف الذي يقع داخل المسجد مع قبري صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة