المشغوثة، هي أحد الأطباق الشعبية التي يشتهر بإعدادها أهالي منطقة عسير جنوب غربي المملكة العربية السعودية، وتحديدًا محافظتي النماص وتنومة، وهي عصيدة ذات قوام سميك، تتكون من دقيق الذرة الممزوج مع الحليب أو اللبن المملح. كانت قديمًا تحرك بوساطة عصا خشبية تعرف باسم "المسواط" وتقدم عادة في صحاف مصنوعة من جذوع الشجر مطلية من الخارج بالقار، لتحفظ حرارة الطعام، إضافة إلى تعزيز نكهته.
تسميات المشغوثة
تتنوع تسمية طبق المشغوثة ومن ذلك: العيش، والعصيدة، واللهيدة، وقديمًا كانت تعرف باسم "المشخوث" وترجع تسمية المشغوثة بهذا الاسم إلى تفسير السكان المحليين بأنها طريقة مزج المكونات في طبق أو الكيفية في وضع العسل والسمن عليها، أو ترجع تسميتها إلى فعل "شغث"، وهي طريقة تحريك الدقيق في المقلاة لتحميصه.
ويتشابه طبق المشغوثة مع بعض الأطباق الشعبية في مناطق المملكة، مثل: طبق المبثوث في منطقة عسير، وطبق المثرية في منطقة الباحة، وطبق المويسه في منطقة نجد، وإن اختلفت طرق تحضيرها أو مكوناتها أو قوامها.
مكونات وطريقة عمل المشغوثة
يتطلب صنع طبق المشغوثة مكونات عدة وهي: الحليب كامل الدسم، والدقيق العادي، والهيل، ودقيق الذرة، واختياريًا دقيق القمح الكامل، والعسل، والسمن. ويوضع الحليب في القدر على نار متوسطة، ثم ينخل عليه الدقيق بشكل تدريجي، مع التحريك باستمرار، حتى يبدأ في الغليان، ويصبح ذا قوام يعرف باسم "النخط"، وأثناء ذلك يضاف إليه الهيل مع مواصلة التحريك لمدة عشر دقائق حتى يمتزج الحليب والدقيق والهيل، وبعدها تعدل النار بصورة خفيفة، ثم يوضع عليها دقيق الذرة المنخول مع التحريك دون توقف، ويضاف بحسب الرغبة دقيق القمح الكامل، ثم يحرك على نار هادئة لمدة 15 دقيقة حتى يختفي أثر الدقيق غير المطبوخ وتخرج منه رائحة "الشويط" وهي بداية احمرار المكونات في أسفل القدر، التي تدل على استواء الطبق وجاهزيته، وبعدها يسكب العسل والسمن، ويزين البعض الطبق بحبات التمر.
طرق تقديم المشغوثة
تقدم المشغوثة وجبة تقليدية في إفطار شهر رمضان، كما يتناولها البعض في وقت السحور بوصفها وجبة مشبعة تتيح كمية كبيرة من السعرات الحرارية، التي تعين الصائم على تحمل الصيام حتى وقت الإفطار، أو تقدم في موائد المناسبات كحفلات الزفاف، أو استقبال الضيوف، أو الأعياد.
ومن العادات المتعارف عليها تقديم طبق المشغوثة في صحاف مع العسل أو مدهونًا بالسمن والعسل المحليين في يوم الزفاف للضيوف بعد صلاة العصر، بوصفها وجبة خفيفة نسبيًا قبل وجبة العشاء.
ويسمى تقديم المشغوثة على صحاف، بـ"وصل" أو "قدوم"، أو "قيول"، ويقصد بالعبارة الشعبية "صحاف المشاغيث" حسن الضيافة وتباهي المرء بكرمه.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة