تم نسخ الرابط بنجاح

قطار المشاعر المقدسة

saudipedia Logo
قطار المشاعر المقدسة
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

قطار المشاعر المقدسة، هو قطار كهربائي ترددي، يربط المشاعر المقدسة في مكة المكرمة ابتداءً من مشعر عرفات مرورًا بمشعر مزدلفة وانتهاءً عند جسر الجمرات. ويعمل القطار سبعة أيام في موسم الحج. وانطلق القطار لأول مرة عام 1431هـ/2010م، وتبلغ سعته الاستيعابية 350 ألف شخص. بدأت شركة الخطوط الحديدية السعودية "سار" إدارة وتشغيل هذا الخط منذ عام 2019م بقرار مجلس الوزراء.

سكة حديد قطار المشاعر المقدسة

نفذت الأعمال الإنشائية لقطار المشاعر المقدسة الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية السعودية المحدودة، في نحو عامين.ويصل طول سكة الحديد الخاصة بالقطار إلى 18 كم، يسير عليها 17 قطارًا جميعها يعمل بأنظمة التشغيل الآلية. ويضم كل قطار 12 عربة بمجموع كلي قدره 204 عربات، تستوعب كل واحدة منها 300 راكب، وتصل سرعتها إلى 80 كم في الساعة. ويقطع القطار المسافة بين منى وعرفات في نحو 20 دقيقة. وتبلغ سعة القطار الواحد ثلاثة آلاف راكب. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لقطاراته 72 ألف راكب في الساعة.

محطات قطار المشاعر المقدسة

تضم المشاعر المقدسة (عرفات، ومزدلفة، ومنى) تسع محطات في كل مشعر منها ثلاث محطات للقطار مرتفعة عن الأرض، وطول كل منها 300م، وتحتوي على منحدرات ومصاعد وسلالم عادية وكهربائية، كما تحوي المحطات بوابات أوتوماتيكية تفصل بين القطار ومناطق الانتظار تعمل بتقنية الاستشعار للتعرف على حاملي التذاكر. ويمر القطار بثلاث محطات مختلفة في مشعر عرفات، وبعدها بثلاث محطات أخرى في مزدلفة، ثم يتوقف في المحطة الأولى في بداية مشعر منى، ثم في وسطه، فيما تصل محطته الأخيرة إلى الطابق الرابع في منشأة جسر الجمرات. وروعي في تصميم محطات القطار عدد أبواب الدخول والخروج، التي يبلغ عددها 60 بابًا لكل جانب، لتسهل الدخول والخروج للحجاج أثناء رحلتهم على متن القطار.

المشاريع المساندة لقطار المشاعر المقدسة

يرتبط مشروع قطار المشاعر المقدسة بعدد من المشاريع المساندة في خدمة الحجاج وتسهيل أداء المناسك، ومنها، مشروع تظليل الممرات والمنحدرات المخصصة للمشاة، ومشروع ربط حي العزيزية بمنشأة الجمرات بعدد من الأنفاق والمظلات، لحماية الحجاج من أشعة الشمس والعوامل الجوية الأخرى.

نقل الحجاج عبر قطار المشاعر المقدسة

تحدد وزارة الحج والعمرة عدد الحجاج الذين ينقلهم قطار المشاعر المقدسة، وتخصص لهم أساور ملونة لتحديد المحطات التي ينطلقون منها والأخرى التي ينزلونها، للتنظيم والترتيب. وتخصص للعاملين في خدمة الحجاج تذاكر شاملة لجميع المحطات، بهدف تسهيل تنقلهم وتوفير الخدمات التي تحتاجها المخيمات خلال أيام الحج. كما يستفيد رجال الأمن والموظفون الرسميون من خدمات قطار المشاعر المقدسة عن طريق إداراتهم التي تنسق بدورها مع وزارة الحج والعمرة، والجهات المشرفة والمشغلة لمحطات القطار. وتفوج الحشود إلى المحطات في مسارات محددة إلى مناطق الانتظار أسفل المحطات التي تستوعب أكثر من 3000 حاج.

ضبط الحشود في قطار المشاعر المقدسة

يساعد مشروع ضبط الحشود في قطار المشاعر المقدسة على ضبط وفرز وتنظيم حركة الحجاج في المسارات المؤدية إلى بوابات محطات قطار المشاعر المقدسة، وفرز حملة التذاكر على بوابات القطار، وضبط وتنظيم حركة الحجاج أسفل محطات القطار، وتسهيل حركتهم للصعود إلى أرصفة محطات القطار عبر المصاعد والسلالم، وحماية أسوار وبوابات المحطات، ومنع الافتراش داخل المحطات.

وأطلقت هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة تطبيقًا ذكيًا لربط الحجاج بمركز السيطرة على الحشود في قطار المشاعر المقدسة، لتنظيم تنقلاتهم من المخيمات حتى وصولهم إلى القطار، وفق جداول تحركاتهم الزمنية. ويمثل التطبيق حلقة وصل بين قادة أفواج الحجاج وغرفة التحكم الخاصة بمركز السيطرة على الحشود، ويحتوي على الجدول الزمني لتفويج الحجاج، ويتيح الفرصة أمام الجهات المعنية للاستعداد للتفويج بحسب الجدول الزمني المحدد لكل فوج.

كما تتعاقد الخطوط الحديدية السعودية "سار" مع نحو 7500 موظف موسمي  بلغات عدة، منها: الإنجليزية، والتركية، والأردية، والإندونيسية، والنيجيرية، إضافة إلى اللغة العربية، لإدارة الحشود داخل محطات القطار.

نظام تشغيل قطار المشاعر المقدسة

يعمل قطار المشاعر المقدسة بالنظام الترددي (المترو)، إذ تنظم حركة القطار وفقًا للاحتياج اليومي في موسم الحج، وبحسب النسك المفروضة لكل يوم، ومن خلال مركز التشغيل والتحكم بالمقر الرئيس لإدارة القطار تُحدد مواقع مرور وتوقف القطار من خلال خمس حركات تبدأ من يوم السابع من ذي الحجة حتى نهاية أيام التشريق. وبعد نهاية كل موسم حج تقيم الأعمال وتراجع الخطط للموسم المقبل. كما تبدأ بعد نهاية كل موسم حج صيانة القطارات والخطوط الحديدية، وتطوير الأنظمة التشغيلية. ويجري تشغيل القطار تجريبيًا لمدة 60 يومًا في شوال وذي القعدة وتجهز تدريجيًا وصولاً للتشغيل الكامل، ثم عقب ذلك محاكاة كاملة لحركات الحج، بهدف تقييم جاهزية الأنظمة والمعدات للتشغيل الفعلي.

مركز التحكم في قطار المشاعر المقدسة

يشغل مركز التحكم والتشغيل بتقنيات تسهم في تحرك القطار بمعايير أمن وسلامة عالية، للحيلولة دون وقوع أخطار أو حوادث. ويعد المركز مسؤولاً عن جميع حالات الطوارئ الخاصة في المحطات من خلال التدخل السريع عند الحاجة. ويوجه مركز التحكم قائد القطار في جميع الاتجاهات للحركة داخل المشاعر، بالتنسيق مع الجهات المعنية والجهات الخارجية عن طريق مراقبة المحطات من خلال 1500 كاميرا موزعة في جميع المحطات وعلى أساسها تُوجه الفرق الموجودة داخل المحطات.

ويوجه مركز التحكم والتشغيل في حالات الطوارئ فريق التدخل السريع عند ورود البلاغ من المحطة، أو من قائد القطار لتقديم الدعم المباشر في المحطات قبل وصول القطار حتى لا تتأثر الرحلات.

عدد المنقولين عبر قطار المشاعر المقدسة

نقل قطار المشاعر المقدسة خلال موسم حج 1444هـ/2023م، أكثر من 2.13 مليون راكب بين محطات منى وعرفات ومزدلفة، خلال سبعة أيام، اعتبارًا من اليوم السابع من ذي الحجة إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة آخر أيام التشريق، وذلك على متن 2208 رحلات ترددية.

قطار المشاعر المقدسة صديق للبيئة

أزاح قطار المشاعر المقدسة نحو 50 ألف حافلة ركاب من الطرق، مما يقلص الزحام المروري، ويسهم في خفض الانبعاثات الكربونية. كما يعمل بالطاقة الكهربائية، مما يجعل مستوى انبعاثاته الكربونية صفريًا، وهو صديق للبيئة، ويسهم في الحفاظ على البيئة في منطقة المشاعر المقدسة، والحفاظ على الصحة العامة لحجاج بيت الله الحرام.

جوائز مشروع قطار المشاعر المقدسة

اختير مشروع قطار المشاعر المقدسة من قبل منظمة الاتحاد الدولي للاستشارات الهندسية "فيديك" من بين أفضل 24 مشروعًا على مستوى العالم خلال الـ100 عام الماضية، وذلك لتميّز المشروع وإسهامه في تحسين ظروف الحياة، وتخفيف الزحام، والمحافظة على نظافة البيئة من آثار التلوث الناجم عن عوادم السيارات. كما فاز مشروع قطار المشاعر ضمن "منشأة الجمرات"، بجائزة "فرانس إيدل مان أوارد" بالولايات المتحدة الأمريكية، لأفضل البحوث التطبيقية والتشغيلية.