تم نسخ الرابط بنجاح

العمارة التقليدية في منطقة الحدود الشمالية

saudipedia Logo
العمارة التقليدية في منطقة الحدود الشمالية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

العمارة التقليدية في منطقة الحدود الشمالية، هي أنماط البناء المتبعة في المباني التقليدية في منطقة الحدود الشمالية وما تميزت به من ناحية الشكل، وطريقة البناء، والمواد المستخدمة فيه التي تبرز الخصائص الحضارية للمنطقة، وتسخّر الموارد الطبيعية فيها للبناء وإضفاء العناصر الجمالية، بما يتناسب مع الظروف المعيشية للسكان وطبيعة المنطقة.

مواقع التراث العمراني في منطقة الحدود الشمالية

يمثل التراث العمراني كل ما شيده الإنسان من مدن وقرى وأحياء ومبانٍ، مع ما تتضمنه من فراغات، ومنشآت، وقطع لها قيمة عمرانية، أو تاريخية، أو علمية، أو ثقافية، أو وطنية، وتضم منطقة الحدود الشمالية نحو 39 أصلًا من أصول التراث العمراني المتنوعة في أنماطها المعمارية والغنية بمكوناتها التراثية المتعددة، حيث يقع في محافظة رفحاء 15 موقعًا للتراث العمراني، منها "قصر الملك عبدالعزيز التاريخي" بمركز لينة، وقرية لينة التراثية، وسوقها الشعبية، ومساجدها التاريخية.

كما تضم مدينة عرعر ثمانية مواقع للتراث العمراني، منها "قرية أم خنصر التراثية"، وثمانية مواقع أخرى في محافظة طريف، ومنها "القرو التراثي"، وجمرك طريف ومطارها القديم، بينما تضم محافظة العويقيلة ثمانية مواقع للتراث العمراني منها مبنى "السوق القديم" بالدويد، وجامع "الدويد".

المواد الخام في العمارة التقليدية في منطقة الحدود الشمالية

تعتمد العمارة التقليدية في منطقة الحدود الشمالية على عدة عناصر، منها المواد المستعملة في البناء، وهي مواد مأخوذة من البيئة المحلية، وفي مقدمتها الطين، الذي تخلط معه مواد أخرى للتقوية، ومنها التبن، فيما استعملت الأخشاب، سواءً المأخوذة من جذوع النخيل أو أشجار الأثل الذي لم يكن متوافرًا في المنطقة -وكان يجلب من منطقة حائل- في صناعة سقوف البيوت والأبواب والنوافذ.

سمات المباني في العمارة التقليدية بمنطقة الحدود الشمالية

لم يكن البناؤون في منطقة الحدود الشمالية يضعون مخططات لبناء المنازل، وكان تصميم البيوت بسيطًا، ويحدد المستوى الاجتماعي والمادي حجم المنزل، وعدد الغرف، ومواد البناء، وأشكال الزخارف، وأثرت البيئة المحافظة في حجم النوافذ، وإغلاق الفناء، وإيجاد قسم معزول للنساء، بعيدًا عن قسم الضيوف.

وكان أهالي المنطقة يحرصون على تزيين منازلهم بالزخارف الجصية، خصوصًا ما يعرف بـ"الوجار"، أو "الكمار"، الذي يتصدر مجلس الضيوف، إذ ترص فيه أدوات القهوة، كما كانوا يحرصون على زخرفة الأبواب الخشبية، وتلوينها بألوان جذابة.

مباني العمارة التقليدية في منطقة الحدود الشمالية

من نماذج المباني التي تعكس أنماط العمارة التقليدية في منطقة الحدود الشمالية سوق قرية لينة، الواقعة على بعد 105 كم جنوب محافظة رفحاء، ويمتد على مساحة 5 آلاف م2، وهو من الأسواق البارزة تاريخيًّا في المنطقة، وشيد عام 1352هـ/1933م، ويحتوي على 80 محلًّا، تمثل مخازن للمواد الغذائية المستوردة من الدول المجاورة، وكانت هذه المخازن تعرف باسم "السبابيط"، وشُيد السوق من الطين، فيما صنعت مظلاته من سعف النخيل وتستند على أعمدة.

كما كانت قرية لينة مقرًّا لقصر الملك عبدالعزيز في لينة، الذي شُيد عام 1354هـ/1935م، بعد توحيد المملكة العربية السعودية، ويقع القصر على مساحة 4320 م2، وشيد من الطين واللبن والحجارة، ويوجد في أركان السور أربعة أبراج دائرية كبيرة، تستخدم للحراسة والمراقبة، كما يحتوي على بوابة كبيرة مصنوعة من الخشب، ويتكون من غرف للسكن، وأخرى للضيافة والاستقبال، ويوجد فيه مسجد مسقوف بسعف النخيل، كما يحوي القصر بئرًا موجودة قبل بناء القصر، إضافة إلى إسطبل للخيل، وفناء واسع تطل عليه الغرف.

ويتخذ قصر الملك عبدالعزيز في لينة شكلًا هندسيًّا مربعًا، ويبدو نموذجًا مصغرًا من قصر المصمك الأثري بمدينة الرياض، إذ يتشارك قصر لينة مع القصور التاريخية في منطقة الرياض في نمط البناء المعماري النجدي.

ومن القصور التاريخية في منطقة الحدود الشمالية قصر الإمارة القديم وسط مدينة عرعر، الذي بني عام 1373هـ/1954م، وبني من دور واحد، على شكل قوس، وتبلغ مساحته 1485م2، وبني من الحجر المُشذب الذي أحضر من الجبال الواقعة جنوبي المدينة، وشُيد بجودة وإتقان.

وخضع القصر لعمليات ترميم داخلية وخارجية، لم تمس بتصميمه، ويحتوي القصر على مجموعة من مكاتب العاملين في الإمارة، ومجالس استقبال الأهالي والزوار، كما يحتوي على ساحة داخلية تقع غربي القصر، تبلغ مساحتها 528م2، ويتكون القصر من واجهة أمامية تحوي بوابة تؤدي إلى صالة رئيسة تستعمل للاستقبال، فيما تحتوي الجهة الجنوبية من القصر على قاعة اجتماعات، مرتبطة بصالة طعام، أما الجهة الشمالية من القصر فتضم عددًا من الغرف.

ومن نماذج المباني التي تبرز أنماط العمارة التقليدية في منطقة الحدود الشمالية قرية أم خنصر التراثية التي تبعد 66 كم عن مدينة عرعر إلى جهة الشرق، وتقع على الخط الدولي الذي يربط عرعر برفحاء، وتعد هذه القرية الأقدم بين بقية القرى المجاورة في المنطقة.