تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
العمارة التقليدية في منطقة الجوف
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

العمارة التقليدية في منطقة الجوف، هي تراث معماري وموروث حضاري يمثل أحد الشواهد التاريخية في منطقة الجوف شمالي وسط المملكة العربية السعودية. 

وتحتضن محافظات منطقة الجوف مواقع عمرانية تراثية، وتتشابه مع نمط العمارة التقليدية في وسط السعودية (منطقة نجد)، في تخطيطها للمدن والقرى والمنازل، واستخدامها بعض العناصر المعمارية والزخرفية، إضافة إلى اعتمادها في عملية البناء على مادة "طوب اللبن". 

مواد العمارة التقليدية في منطقة الجوف

يعد طوب اللبن المادة الرئيسة في البناء التقليدي للمدن والقرى في منطقة الجوف، باستثناء بعض المباني كالقلاع والقصور، التي استخدم فيها الحجر مادة رئيسة في عملية البناء، أو الحجر مع طوب اللبن. وتستخدم هذه المواد لأسباب بيئية عدة، منها المناخ الحار، والأحوال الجوية المتقلبة، وندرة سقوط الأمطار.  

تخطيط العمارة التقليدية في منطقة الجوف  

تشترك منطقة الجوف في تخطيطها العمراني التقليدي مع غيرها من مدن وقرى السعودية، في اعتمادها على نظام التكوين المعماري المدمج، كتجمع المباني في نمط معماري مندمج مع شبكة طرق ضيقة ومتعرجة، وارتفاع أجزاء المبنى الواحد ضمن ارتفاع المباني المجاورة. وكان وجود مثل هذا التخطيط المعماري في المنطقة نتيجة عوامل عدة، منها: النظام الأسري والاجتماعي، الذي أسهم في تجاور وتلاصق المباني وتقاربها، إضافة إلى الدواعي الأمنية، بهدف الدفاع عن المدينة أو القرية، في حالة الغارات الخارجية، إذ ساعد ضيق الشوارع وتعرجها على سهولة مجابهة الغزاة وتعقبهم.  

وأثر العامل الديني في تلاصق المباني وتقاربها في المنطقة، عن طريق توجه الشوارع نحو المسجد، ومن العوامل التي أدت إلى هذا النمط المعماري، مواجهة الظروف البيئية القاسية، إذ أسهم تجمع المباني وتقاربها في التصدي لدرجات الحرارة المرتفعة، إضافة إلى تظليل بعض أجزاء المباني، وحماية المشاة من أشعة الشمس، كما ساعدت الطبيعة المتعرجة لشبكة الطرق على الاحتفاظ بالهواء البارد أثناء الليل، لتلطيف الجو خلال ساعات النهار، إلى جانب الحد من سرعة الرياح والتقليل من آثارها.   

تصميم العمارة التقليدية في منطقة الجوف

يشتمل المنزل التقليدي في منطقة الجوف على عناصر معمارية عدة، مثل: الفناء الداخلي الواسع، والحوائط السميكة المبنية من مادة الطوب والأحجار، والأسقف المبنية من الطين والأخشاب وسعف النخيل. وراعى التخطيط لواجهات المنازل مقابلة الرياح، إضافة إلى احتوائها على نوافذ وفتحات مطلة على الخارج. كما تتكون معظم المنازل من طابقين، أرضي وآخر علوي، ودرج حجري، أو يتكون المنزل من طابق واحد أرضي، ودرج يفضي إلى السطح. 

ويضم المنزل الدهليز، وهو بناء يأخذ شكل الغرفة بشكل مرتفع، يتوسطها مدخل رئيس يفضي إلى مجلس الرجال، الذي يعرف باسم "القهوة"، أو "المشب"، وله فناء مستقل بجدار من طوب اللبن، وباب يعرف باسم "المصيف". كما يحتوي المجلس على فتحات مربعة أو مثلثة الشكل، قريبة من السقف، إضافة إلى "السوامة"، وهي فتحة مستطيلة في السقف، تسهم في تسريب الدخان من موقد النار (الوجار). ومن محتويات المجلس "الكوات"، وهي دخلات في الجدار تستخدم لوضع المساريج ذات شكل مربع أو مستطيل، وتزين جدران المجلس بالنقوش أو الرسوم النباتية أو الهندسية.   

ومن مرافق المنزل في منطقة الجوف: غرف ذات حجم متوسط وقليلة النوافذ، تحتوي على رفوف من جريد النخل بإحدى زواياها، والمطبخ (الموقد)، والليوان أو الديوان وهي الصالة، وسقيفة أو روشن، وهي غرفة فوق السطح، تستخدم للنوم في ليالي الصيف أو أوقات الظهيرة. كما يضم المنزل "الوهد"، وهو مخزن يحتوي على الخوابي، والخابية التي يُعجن ويعبأ بها التمر، إضافة إلى حواصر القمح. كما تخصص بعض المنازل غرفة صغيرة لتخزين الأعلاف في فصل الصيف، لاستهلاكها في الشتاء. ويعتمد في تسقيف الغرف على جذوع شجر الأثل، وتغطى بجريد النخل.    

والنمط السائد في العمارة التقليدية في منطقة الجوف نظام الفتحات الثلاث المربعة، كالمباني التقليدية في دومة الجندل، والقريات، إضافة إلى وجود فتحات مثلثة الشكل عرفت بها العمارة النجدية.