العمارة التقليدية في منطقة حائل

العمارة التقليدية في منطقة حائل، هي المميزات التي تفرد بها العمران في منطقة حائل شمالي المملكة العربية السعودية، من حيث الشكل، وطريقة البناء، والمواد المستخدمة فيه، حيث تبرز الخصائص الحضارية للمنطقة، وتسخّر الموارد الطبيعية فيها للبناء وإضفاء العناصر الجمالية، بما يتناسب مع الظروف المعيشية للسكان وطبيعة المنطقة.

تشكلت الأساليب المعمارية في منطقة حائل من خلال تاريخها الممتد إلى عصور ما قبل التاريخ والعصر الحجري، إذ تبرز الهوية العمرانية والفنون في المنطقة حضارات متعددة منها الحضارة الإسلامية، وتظهر القيم المادية والمعنوية في المساجد، والبيوت، والمباني التراثية، والمنشآت العسكرية. كما تتميز الخصائص العمرانية في منطقة حائل بأسلوب المدرسة النجدية والطراز الحائلي، الذي يتخذ من الزخرفة والجص الأبيض أساسًا له.

يُستعمل في تشييد البيت الحائلي القش (التبن) المخلوط مع الطين؛ لبرودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة في شمال السعودية، إذ يعزز المزيج من تماسك وصلابة وعزل البيت أمام عوامل التعرية. كما يزين الجص الأبيض حواف البيت، والساتر السطحي، والنوافذ.وتحتوي بعض النقوش الجصية على آيات دينية، وحكم،فيما يأخذ بعضها أشكالًا هندسية،وأشكال نباتات، وأشجار،ويقع أعلى باب البيت الحائلي بروز يُستدل به لمعرفة طارق الباب يُعرف باسم "الطالعي" وتلازمه "الكاتولة".

وتظهر الأساليب العمرانية في منطقة حائل في البيوت الطينية القديمة التي تتميز بالطراز الحائلي القائم على خلط الطين، والأثل، وجذوع وسعف النخل، إذ يزيد المزيج من عمر البيوت الطينية، وذلك يعود للسماكة التي يتمتع بها الجدار أو "العروق" أو "المداميك" التي يتراوح حجمها بين 30 و40 سم. ويستغرق بناء "العرق" الواحد يومًا كاملًا، ويتطلب ما بين 7 أيام و14 يومًا حتى يجف؛ لارتفاعه وطوله، في حين يُبنى العرق الثاني خلال فترة جفاف العرق الأول، لتشكل بذلك مباني طينية يظهر من خلالها الطراز العمراني الحائلي.

يبدي سكان منطقة حائل اهتمامهم بالضيوف من خلال المنزل، إذ يحتوي البيت الحائلي على غرف مخصصة للضيوف، ويضم مكانًا مخصصًا لإنتاج اللبن أسفل الدرج يسمى بـ"دار العدة" و"القصير"، إلى جانب وجود غرفة مخصصة للعب الأطفال تسمى "المراغة". ويضم البيت الحائلي أجزاءً قد تختلف من بيت لآخر، لكن يمكن أن تُقسم عامة إلى سبعة أقسام رئيسة، وهي: 

أطلقت أمانة منطقة حائل في 20 جمادى الآخرة 1443هـ/23 يناير 2022م، مبادرة "التراث العمراني" في المنطقة، بهدف تحسين المشهد الحضري من خلال المحافظة على المواقع الأثرية، وإبراز المباني التراثية، ومعالجة التشوه البصري، بمشاركة 50 متطوعًا ومتطوعة؛ سعيًا للارتقاء بالبيئة السياحية وجودة الحياة، ضمن أعمال بلدية محافظة الحائط. واستمرت المبادرة ليومين وفق خطط تطويرية تعمل على إزالة الأنقاض مجهولة المصدر من أحياء المنطقة، إلى جانب تركيب فوانيس تتناسب مع الممرات التراثية وتضفي عليها جمالًا. كما شملت المبادرة تطوير المنطقة من خلال تجميل ساحات القرية التراثية، وتسهيل وصول السكان والسياح إلى المحافظة.