العمارة التقليدية في منطقة الباحة

العمارة التقليدية في منطقة الباحة، هي نمط معماري وأسلوب بناء يظهر تاريخ المجتمع في منطقة الباحة، جنوب غربي المملكة العربية السعودية، وهي تعكس الجوانب الثقافية والعادات الاجتماعية والتقاليد والحالة الاقتصادية للمنطقة.

تنعكس أنماط العمارة التقليدية في منطقة الباحة على القلاع والحصون والبيوت والمساجد المشيدة من مواد خام مأخوذة من الطبيعة المحلية للمنطقة، مثل: الأشجار، كالزيتون البري، والعرعر، والطلح، والسدر، إضافة إلى الأحجار والرمل المستخدمين في بناء الأسقف، وكذلك الأعمدة والأبواب والسواري، التي تنقش بأشكال مختلفة، ثم تطلى بمادة القار الأسود. وتتغير الألوان في رسم النقوش، واستخدمت صخور الجرانيت، والبازلت في البناء، وتستعمل أحجار المرو (الكوارتز) في أعمال التزيين، ويعكس النمط المعماري مهارة سكان الباحة.

شيدت البيوت التقليدية في منطقة الباحة بالحجر والطين متجاورة، تفصل بينها ممرات وأزقة ضيقة، تتيح لقاطنيها تبادل المنافع، وتتباين هذه المنازل في الشكل، بين المربع، والمستطيل، والمثلث، ويحدد ذلك موقع الأرض، وتتألف البيوت عادة من دورين، يخصص الأرضي للمواشي وتخزين الأعلاف، فيما يستعمل العلوي للسكن.

يمتد على مرتفعات منطقة الباحة والقطاع التهامي عدد من القرى التراثية التي تتناغم مع التضاريس الجبلية الوعرة والسهلة، وتباين المناخ بين المعتدل إلى البارد، مما ألقى بظلاله على الأنماط العمرانية في منطقة الباحة. ومن هذه القرى: قرية ذي عين الأثرية، المشيدة في القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي، وتضم 58 بيتًا، غالبيتها حجرية، متعددة الطوابق، وبعضها محفورة على قمة جبل.

وتضم قرية الأطاولة حصن مشيخة آل عثمان، وسوق ربوع قريش، والمسجد التاريخي، إضافة إلى قريتي الخلَف والخلِيف التاريخيتين المتجاورتين، وتحتويان على نقوش أثرية، تضم آيات قرآنية وأدعية منقوشة على أحجار البازلت، وقرى: العبادلة، وآل موسى الأثرية، ومطير العيش التاريخية في الحجرة، والملد الأثرية، والظفير، ورغدان، والسواد، والحلة، والعصداء، والبكير، وآل نعمة، وجدرة، وشبرقة، وبني محمد، وقرية سبيحة.

ومن المواقع التراثية والتاريخية، التي تعكس أنماط العمارة التقليدية في منطقة الباحة قلعة بخروش بن علاس الواقعة شمال غربي محافظة القرى، وهي قلعة محاطة بأسوار عالية، ويحيط بها برجان، وهناك قصر ابن رقوش التاريخي شمالي الباحة، الذي بني عام 1249هـ/1833م. ويتكون من خمسة منازل كبيرة، يحتوي بعضها على ثلاثة أدوار، مبنية بطراز معماري خاص، إضافة إلى مجلس، ومسجد، ومهاجع للخدم، وبئر ماء، وفناء داخلي، إضافة إلى منزلين آخرين حول القصر، تشكل جميعها منظومة سكنية متكاملة. فيما يطل حصن الأخوين (التوأمين) على قرية الملد، ويتكون من حصنين متجاورين في قمة تل مرتفع، وتجاوره منازل تراثية قديمة، ونزل العايد للتراث في قرية بني كبير، إضافة إلى حصون الصحيفة جنوبي بلجرشي، وحصن العينية، وحي الدار بقلوة، وبيت بن كدسة، وحي رغدان، وحي البركة. وتضم بعض هذه المواقع متاحف تعرض تاريخ المنطقة وتراثها.

يضم السجل الوطني لهيئة التراث 194 موقعًا أثريًا وتراثيًا تعكس التراث العمراني لمنطقة الباحة، التي تضم 72 قرية تراثية مُصنفة ومرمزة بلوحات "باركود" وفقًا لإحصاءات الهيئة، التي أعادت تأهيل وترميم عدد من القرى والمواقع، منها قرية ذي عين التراثية، وقصر بن رقوش.