الأكلات الشعبية في منطقة الرياض، هي أكلات شعبية يشتهر بإعدادها أهالي منطقة الرياض وسط المملكة العربية السعودية. وتعرف المنطقة بوفرة الأكلات الشعبية، التي يغلب على مكوناتها السمن ودقيق البر واللحم بشكلٍ عام، وهي تعكس ثقافة الموروث الشعبي للمنطقة في طهي تلك الأكلات وتقديمها.
تشترك منطقة الرياض مع منطقة القصيم في عدد من الأكلات الشعبية، منها: الحنيني، وهي من الأكلات التي يكثر تحضيرها خلال فصل الشتاء، إذ تحوي كميةً عاليةً من السعرات الحرارية التي تمد الجسم بالطاقة والدفء، كما يكثر تقديم الحنيني على موائد الإفطار في شهر رمضان؛ لأنه يحتوي على سعرات حرارية مفيدة للصائم، لاحتوائه على التمر الذي يمد الجسم بالسكريات، مثل معظم الأكلات السعودية، وتحديدًا تلك التي تنطلق من ثقافة منطقتي الرياض والقصيم، إذ يُعدُّ التمر إلى جانب خبز البر الأسمر، صنفين مهمين لصنع الحنيني.
ومن الأطباق المشتركة بين منطقتي الرياض والقصيم المحلى، الذي يتكون أيضًا من التمر، الذي يُنقع في الماء لمدة تصل إلى ثماني ساعات، ثم يُشخل ويوضع على نار متوسطة، ويُخلط مع دقيق البر الأسمر، ويُذر الطحين في القدر، ويضاف إلى التمر مع التحريك المستمر لمدة تصل إلى ثلاث ساعات، وتوضع فوقه قطع من الزبدة أو السمن البلدي، مع التحريك المستمر ليختلط التمر مع دقيق البر، حتى يكسبه ليونة، بحيث يكون ألين من الحنيني والعبيط، ويفضل تقديمه ساخنًا.
ومن الوجبات الرمضانية التي تشتهر في منطقة الرياض، ووسط السعودية عمومًا، القرصان التي تُعد من القمح الأسمر، إضافة إلى التاوة، والمثرود، والثريد، والهريس، والمقشوش، والخميعة، والمليحية، والمحموسة، والفتيتة.
مزايا الأكلات الشعبية في منطقة الرياض
تتميز الأكلات الشعبية في منطقة الرياض بتعقيدها من الناحية العملية، كطبق الجريش، الذي يستغرق طبخه عدة ساعات، ويتضمن عددًا من العناصر الغذائية الرئيسة. وتعتمد تلك الأكلات بصورة أساسية على جودة المكونات مع الإعداد الدقيق.
ورغم كثرة الأصناف المالحة نوعًا ما في الأكلات الشعبية بمنطقة الرياض، إلا أن طبق المراصيع الذي يعتمد في صنعه على دقيق البر والعسل والسمن يُعرَف بوصفه أحد أطباق الحلويات القديمة في ثقافة منطقة الرياض.
ويحظى طبق المرقوق، إلى جانب طبق المطازيز، بشعبية في منطقة الرياض، ويتكون كلٌ منهما من العناصر نفسها تقريبًا، ويختلفان في تحضير العجينة المُستخدَمة وطريقة تقطيعها وإضافتها إلى بقية المكونات، وفي كلا الطبقين تُقطع العجينة وتمزج بالمرق والخضار والتوابل حتى تنضج.
ومن المأكولات البارزة في منطقة الرياض، وتحديدًا في محافظة وادي الدواسر، خصوصًا في أيام الشتاء: الفتة، والعريكة، والمهبش، والعصيدة، والمفروك، والمطازيز. وتتميز كل وجبة منها بخصائصها، فمنها ما يكون اللحم والسمن هو ما يُضاف إليها وتعمل به كالعريكة، ومنها ما يضيف اللحم والبقوليات لها ذوقًا كالفتة أو المهبش، أو العسل والبصل للمفروك، ومنها ما تختص باللحم والخضراوات مثل المرقوق.
وتصنع هذه الأكلات من حبوب البر الأسمر الغني بالألياف النباتية، الذي يشعر الإنسان بالشبع وامتلاء المعدة سريعًا، مما يؤدي إلى إنقاص الوزن والحد من السمنة، كما يفيد في تحسين عمل الجهاز الهضمي، وتليين المعدة وتسهيل إخراج الفضلات والسموم من الجسم والحد من الإمساك، ممّا يجعل حركة الأمعاء سهلة وسريعة، ويُجنّب الإنسان الإصابة بعسر الهضم ومشكلات القولون.
المرقوق طبق منطقة الرياض
اختارت هيئة فنون الطهي عام 1445هـ/2024م المرقوق طبقًا مناطقيًا لمنطقة الرياض، ضمن مبادرة "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق"، التي أطلقتها الهيئة مطلع 2023م بإعلان تسمية "الجريش" طبقًا وطنيًا للسعودية، إضافة إلى "المقشوش" بوصفه الحلوى الوطنية.
وتهدف المبادرة إلى الاحتفاء بثقافة فنون الطهي السعودي، والاستثمار في قيمتها الرمزية، وتوثيق وصفاتها المتنوعة؛ لتعزيز تداولها بين مختلف الشرائح، محليًا ودوليًا، والمحافظة عليها بوصفها وجهًا من أوجه التراث الثقافي لمختلف مناطق السعودية.
الأكلات الشعبية في منطقة الرياض في المهرجانات
في السياق الترفيهي، تُقام كل عام مهرجانات متنوعة تضم أركانًا للأسر المنتجة والمتاجر المهتمة ببيع الأكلات الشعبية في منطقة الرياض، مثل مهرجان الرياض للمأكولات، وتوضح أركان الأسر المنتجة مجهوداتها في طهي وتقديم الأكلات الشعبية بطرق متعددة، وتقدم هذه المهرجانات أركانًا لعرض وتذوق الأكلات الشعبية.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة