العمارة التقليدية في منطقة مكة المكرمة، هي طراز بناء معماري قديم، اختصت به مباني منطقة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، من حيث الشكل، وطريقة البناء، والمواد المستخدمة فيها، وأساليب زخرفتها وتزيينها التي يغلب عليها الطابع الإسلامي، تشكلت وفقًا للظروف البيئية والاجتماعية للسكان بحيث تناسبت مع متطلبات المعيشة وطبيعة الحياة في المنطقة قديمًا.
تنوع الأنماط المعمارية في منطقة مكة المكرمة
تُعد أساليب البناء المعماري القديمة من الأدلة على ثقافة الحضارات السابقة، تستطيع من خلالها تقفي الظروف البيئية والقيم الحضارية والاجتماعية التي عاش الإنسان مواجهًا لها، ومثلت مكة المكرمة ملتقى حضاريًّا تأثر بانفتاحه على العالم الخارجي، إضافةً إلى أنها تاريخيًّا حلقة وصل؛ لموقعها الجغرافي الاستراتيجي بين الشام واليمن، مما انعكس على الأساليب المعمارية المتراكمة عبر سنوات من الخبرة والمعرفة، مكونةً عدة أنماط معمارية، ظهرت في منطقة مكة المكرمة من خلال أدوات البناء وطرق التشييد والتصاميم.
الأساليب المعمارية التقليدية في البناء الحجازي
يغلب على تفاصيل البيت الحجازي أفكار ثابتة ذات ملمح عربي تستبشر بضوء الشمس، ومن ذلك الهندسة المعمارية في النوافذ التي سميت "الرواشين" واتصلت بالمشربية، تُصمم هذه الرواشين بأشكال وأحجام مختلفة، وكان عددها وتوزيعها على طول المبنى خارجيًّا أو الاكتفاء بوضعها على أعلى دور بالمبنى، والأشكال الهندسية المنقوشة على خشبها، دلالة عن مستوى ثراء صاحب المنزل، وتُستخدم هذه الرواشين منفذًا للضوء، ومنظمة للهواء الداخلي وساترًا في الوقت نفسه لأهل الدار.
استخدم في البناء نوع خاص من الحجر يسمى حجر الشميسي "القاحوط" لونه أحمر يميل للأصفر، تميزه سهولة الاستخدام كونه يمتص الرطوبة ولا يمرر الحرارة للداخل، واستخدم بعد ذلك في بناء القصور والبيوت الحجازية "الطين الأسود" عوضًا عن الأسمنت، وحجر "الكاشور" أو الحجر "المنقبي" وهو حجر جيري مرجاني، كلاهما كان يُستخرج من شواطئ البحر الأحمر وأرصفته الصخرية.
ولهذه البيوت طابع صناعة وتصميم يسمح بإعادة فكها وتركيبها بشكل أفقي أو رأسي بسبب خشب "التكليلة" الذي يشبه دوره الحالي في البناء الحديث الكمرات، كان خشب التكليلة يوضع بشكل أفقي في كل جدار ولا يزيد ارتفاعه على متر، ومع هشاشة الحجر المنقبي، يسهم خشب التكليلة بتوزيع الوزن بين أدوار المنزل منعًا لميلان أو سقوط البيت، هذا التفصيل في البناء آنذاك لم يكرر أو يتمثل بيوت العالم الأخرى.
التفاصيل الداخلية للعمارة التقليدية في منطقة مكة المكرمة
كان أهل الحجاز يسمون منازلهم بالبيت الحجازي حتى القرن الرابع عشر الهجري، احتفاءً بباقي فن العمارة الإسلامية، ومنازلها آنذاك تبنى بالحجر الشبكي، وظهر في تصاميم البيوت والقصور الحجازية.
قُسّم البيت الحجازي من الداخل لأجزاء رئيسة، ولا يكاد بيت في منطقة مكة المكرمة يخلو من هذه التفاصيل الداخلية، وهي: الدهليز، والمجلس، والصفّة، وغرفة المبيت، والمركب.
- الدهليز: غرفة مفروشة بالرمل في مواجهة الداخل للمنزل، تُعلّق على جدرانها قطع من السجاد، ويوضع بها كرسيان مزخرفان من الخشب، يستقبل أصحاب المنزل ضيوفهم بهذه الغرفة. كما أن المتعارف عليه أن تغلب المفارش والمساند المكسوة بقماش القطيفة مع طابع الخشب المنقوش والمزخرف والأقواس المضاف لها الفسيفساء في التفاصيل والتأثيث الداخلي للمنزل.
- المجلس: يلي الدهليز في التفصيل الداخلي للمنزل، ويُعد أكبرها في المساحة وأحسنها فرشًا.
- الصفّة: هي غرفة ملتصقة غالبًا بالمجلس، وتستخدم للمعيشة أو المبيت.
- غرفة المبيت: هي غرف علوية للنوم تخص الأسرة.
- المؤخر: سميت غرفة المؤخر بذلك الاسم؛ لكونها آخر غرفة في البيت وتخص النساء.
- المركب: مطبخ المنزل، ويكون عادة بالقرب من الدهليز والمجلس.
الاختبارات ذات الصلة