ميقات ذي الحليفة

ميقات ذي الحليفة، ويسمى "آبار علي"، هو أحد المواقيت المكانية التي يجب على من يريد دخول مكة المكرمة بنية الحج أو العمرة المرور بأحدها للإحرام، وهو ميقات أهل المدينة المنورة ومن جاء على طريقهم. 

سمّي بالحليفة نسبة إلى تصغير نبات "الحُلاف" الذي يكثر في الموقع،كما سمّي بـ "آبار علي" لأن الخليفة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أمر بحفر آبار عندما أقام في ذي الحليفة، كما يعرف الموقع باسم "مسجد الشجرة"،لأن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- استظلّ تحت شجرة في الموقع عند خروجه إلى العمرة وأثناء رحلته في حجة الوداع. يقع مسجد الميقات شمال مكة المكرمة، ويرتفع موقعه عن مستوى سطح البحر بـ 640 م، ويطل على الجانب الغربي لوادي العقيق في المدينة المنورة،يبعد عن المسجد الحرام في مكة المكرمة 433 كم، فيما يبعد عن المسجد النبوي نحو 14 كم.

بُني مسجد ميقات ذي الحليفة في عهد عمر بن عبدالعزيز عندما كان والي إمارة المدينة المنورة في الفترة 87 - 93هـ، وجُدد بناؤه في العصر العباسي، وكان صغير المساحة ومبنيًّا من اللبن والحجارة لا يجد الحجاج والمعتمرون في المواسم راحتهم فيه فأمر الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بتجديد المسجد وتوسعته.

أُعيد بناء ميقات ذي الحليفة على مساحة إجمالية نحو 178 ألف م2، تشمل المسجد والمرافق الخدمية التابعة له، ويتكون البناء الحديث من مجموعتين من الأروقة تفصل بينهما ساحة تبلغ مساحتها نحو ألف م2، وله أقواس تنتهي بقباب طويلة يبلغ ارتفاعها عن الأرض 16 م، بُني المسجد على شكل مربع بمساحة 6 آلاف م2،يتسع لـ 7 آلاف مصلّ، ويضم المسجد نحو 500 دورة مياه، وإلى جوارها خُصصت أماكن للإحرام، ومغاسل للوضوء والاغتسال، ومواقف للسيارات، كما بُني سوق لتأمين احتياجات الحجاج والمعتمرين، إلى جانب مئذنة على شكل سلّم حلزوني يبلغ ارتفاعها 62 م. وهو مبني بطراز وتصميم هندسي مميز، إذ روعي فيه زراعة المسطحات الخضراء والأشجار؛ للتخفيف من درجة حرارة الجو، لا سيما في فصل الصيف.