استزراع سمك القاروص الآسيوي في السعودية

استزراع سمك القاروص الآسيوي في السعودية، هي عملية تفريخ وإنتاج أسماك القاروص الآسيوي أو الباراموندي، الذي يُعد من الأنواع الأكثر انتشارًا في المملكة العربية السعودية، إذ توسع استزراعه بشكل كبير لملاءمته لظروف المناخ فيها.

بدأت السعودية بزراعة هذا النوع من الأسماك في عام 1998م، في مركز أبحاث الثروة السمكية بجدة، وبدأ الإنتاج التجاري له منذ عام 2006م. وتُعد الفترة منذ عام 2011م فترة ازدهار استزراع هذا النوع، إذ استُزرع في مجموعة من الأنظمة، مثل: الأحواض، والبرك الترابية، والأقفاص العائمة، ووصل الإنتاج إلى 5,000 طن في عام 2014م.

تواصلت الأبحاث العلمية في استزراع سمك القاروص الآسيوي، ونجح باحثون سعوديون بقسم الأسماك البحرية في مركز الأبحاث السمكية بجدة عام 2017م، في إنتاج نحو 91,703 إصبعية من هذه الأسماك، بمتوسط وزن جرام واحد. والإصبعيات أسماك تخطت مرحلة الحساسية الشديدة للفقد عند تربيتها في الأحواض، ويطلق عليها هذا الاسم لحجمها القريب من إصبع اليد. 

يتوفر في سمك القاروص الآسيوي عديد من المزايا التي تجعله مناسبًا للاستزراع، إذ تُصنف هذه الأسماك أنواعًا خنثوية من الناحية الجنسية، فمعظم الأسماك تصل مرحلة النضج الجنسي وهي ذكور ببلوغها عمر 3–4 سنوات، ثم تتحول إلى إناث لاحقًا بعمر 5–7 سنوات.

ولدى سمك القاروص الآسيوي جسم طويل، مضغوط، ذو تخنصر ذيلي عميق، والرأس مدبب، ذو شكل مقعر يتحدب أمام زعنفة الظهر. أما الفم فكبير ومائل قليلًا، ويصل الفك العلوي خلف العين، والأسنان زغابية، ولا توجد أنياب. وتحمل الحافة السفلى لمنطقة ما قبل الغطاء الخيشومي شوكة قوية، والغطاء الخيشومي توجد به شوكة صغيرة، ونتوء مسنن أعلى منشأ الخط الجانبي، ويحوي القوس الخيشومي السفلي الأول 16-17 سنًا خيشومية.

وتبدو حراشف سمك القاروص الآسيوي (القشور) كبيرة مسننة (مشطية)، وزعنفة الظهر بها من 7 إلى 9 أشواك ومن 10 إلى 11 شعاعًا، أما زعنفة الصدر فقصيرة ودائرية، ويوجد عديد من الأسنان القصيرة القوية أعلى قاعدتها. وتحتوي زعنفة الظهر وزعنفة الشرج على صفائح قشرية، وزعنفة الشرج دائرية، وبها 3 أشواك ومن 7 إلى 8 أشعة قصيرة، وزعنفة الذيل دائرية أيضًا.

وبالنسبة إلى لونه، فهو إما بني زيتوني في الأعلى، وفضي في الجانبين والبطن (وهذا في الغالب هو لون اليوافع)، أو أخضر/أزرق في الأعلى، وفضي في الأسفل، ولا توجد بقع أو خطوط على الزعانف أو الجسم.

يُعد سمك القاروص الآسيوي من أسماك الأنهار، التي تعيش في المياه العذبة والمختلطة، مع إمكانية أقلمتها للعيش في المياه المالحة، ويوجد في البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي.وهو من الأسماك القانصة المفترسة، إذ تتغذى الأسماك الناضجة على القشريات والأسماك.

توسعت تربية واستزراع سمك القاروص الآسيوي عالميًا، وهو من الأسماك التي دخلت حديثًا في تربية الأحياء المائية، نظرًا لمميزاته العديدة، التي تجعله مناسبًا للتربية، سواء في الأقفاص، أو الأحواض الترابية، ومن هذه المزايا:

يتميز سمك القاروص الآسيوي بنسبة خصوبة عالية، إذ يمكن للأنثى التي تبلغ من الطول 120 سم أن تنتج من 30 إلى 40 مليون بيضة، ولذلك يتطلب الأمر أعدادًا قليلة من الأمهات، لإنتاج عدد كاف من اليرقات في المفرخات. وتظل اليرقات في مستنقعات التحضين بمياه المصبات لشهور عدة، قبل أن تغادرها إلى نهايات المياه العذبة للأنهار والجداول الساحلية.

وتبقى يوافع سمك القاروص الآسيوي في المياه العذبة حتى عمر 3 إلى 4 سنوات (يصل طولها 60-70سم)، حيث تصل إلى النضوج الجنسي بصفتها ذكورًا، ثم تتحرك في اتجاه مجرى النهر أثناء موسم التزاوج لتُسهم في عملية التبويض.

وبسبب تحمله لمستوى عالٍ من الملوحة، فهو يستزرع في درجات ملوحة متباينة، تتراوح بين مياه عذبة ومياه مالحة. وتتطلب طبيعته المفترسة فرزًا دوريًا باستخدام الفراز للأسماك، كل 3-4 أيام، وتوزيعها على أحواض أخرى حسب حجمها، لتفادي افتراس الأسماك لبعضها. ويربى من مرحلة الإصبعيات (5-10 جرامات)، إلى مرحلة التسويق (500-600 جرام)، خلال 6 أشهر، وتخزن الإصبعيات بكثافة 10 سمكات/م3. وتستخدم البدالات في الأحواض الترابية لزيادة مستوى الأكسجين، فلا يقل عن 5 ملجم/لتر، وتقدر نسبة عيش الأسماك مع نهاية فترة التربية بأكثر من 90%

يعتمد سمك القاروص الآسيوي في تغذيته على العلائق التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين والدهون،ويتغذى طبيعيًا أيضًا على الأسماك الطازجة، مثل: أسماك الباغة (الماكريل)، مع حبوب زيت السمك. ويتغذى صناعيًا باستخدام أعلاف تحتوي على بروتين بنسبة 48%، بواقع 4% من وزن الأسماك في الشهر الأول، و3% في الشهر الثاني، و2% خلال الشهر الثالث والرابع، ثم تقل عن 1% من وزن الأسماك إلى نهاية فترة التربية.