العسل في السعودية، هو أحد المنتجات الطبيعية في المملكة العربية السعودية، يُنتجه نحل العسل من رحيق الأزهار، أو من إفرازات أجزاء النباتات الحية، أو من مُخرجات الحشرات الماصة للعصارة النباتية الحية من رتبة "Hemiptera".
ويتكون العسل في معظمه من سكر الفركتوز والجلوكوز، إضافةً إلى مكونات أخرى، منها الأحماض العضوية، والأنزيمات، والجزيئات الصلبة الناتجة عن جمع العسل. ويتفاوت لونه ما بين عديم اللون تقريبًا، إلى البني الغامق، وقد يكون سائلًا، أو لزجًا، أو متبلورًا؛ جزئيًّا، أو كليًّا. كما يتفاوت طعم العسل ونكهته، تبعًا للمصادر النباتية التي تغذى عليها النحل.
كانت تربية النحل تتركز في جنوب غربي السعودية، وأجزاء من منطقة المدينة المنورة، باستخدام السلالة المحلية للنحل، إلا أنه في الثمانينات من القرن العشرين الميلادي، واكبت السعودية النهضة الزراعية، إذ انتشرت المشاريع والشركات الزراعية الخاصة التي أدخلت تربية النحل ضمن أنشطتها، مما أدى إلى إدخال سلالات من النحل المستورد إلى المراعي النحلية في السعودية، سواءً الطبيعية أو الزراعية.
وأسهم التنوع البيئي وبرامج الإقراض الحكومي من خلال صندوق التنمية الزراعية، في زيادة الإقبال على تربية النحل وانتشار هذه الظاهرة في مناطق جديدة في السعودية، وساعد في انتشار تربية النحل زيادة الوعي العام بأهمية العسل كمادة غذائية، وارتفاع معدلات استهلاك العسل وزيادة استخدامه في منتجات الطب البديل والشعبي، إضافةً إلى أنَّ مشاريع تربية النحل مُنخفضة تكاليف الإنشاء، مع سرعة دورة رأس المال، مما جعلها فرصة عمل لبعض الشباب، وفي بعض الأحيان مصدر دخل إضافي.
وبدأ النحالون الجدد تربية النحل باستخدام الخلايا الحديثة، لغياب التربية التقليدية مسبقًا، إذ بدأوا باستيراد طرود من سلالات النحل. ومع مرور السنوات واتباعهم للنحالة المتنقلة؛ اكتُشف مزيد من المراعي النحلية، خاصة وسط وشمالي السعودية، وصولًا إلى المناطق الجنوبية، ومن ثم تنوعت أساليب تربية النحل في السعودية، من خلال الخلايا البلدية، والتربية في الجبال، والخلايا الحديثة.
برامج وزارة البيئة والمياه والزراعة لتربية النحل
اعتمدت وزارة البيئة والمياه والزراعة لتحقيق خطتها على عدد من البرامج، هي: برنامج تطوير البنى التحتية ورفع وتنمية كفاءة المحتوى المحلي وبناء القدرات، وبرنامج تطوير الخدمات الإرشادية والزراعية والبحث العلمي، وبرنامج تحسين وتطوير سلالة نحل العسل المحلية وحمايتها، وبرنامج تطوير صناعة النحل وإنتاج العسل وتشجيع الاستثمار، وبرنامج تنظيم وتنمية المراعي النحلية وحمايتها.
وبحسب البيانات الإحصائية الصادرة في عام 1442هـ/2021م، ينتشر في السعودية أكثر من مليون طائفة نحل تُنتج 5000 طن من العسل.
إنتاج العسل في السعودية
تتصدر منطقة مكة المُكرمة مناطق السعودية من حيث كمية الإنتاج، التي بلغت 890,937 كجم، تليها منطقة عسير بإنتاج وصل إلى 681,735 كجم، ثم منطقة جازان في جنوبي السعودية 328,951 كجم، ثم منطقة تبوك التي وصل إنتاجها إلى 212,843 كجم، تليها منطقة نجران بكمية إنتاج بلغت 165,573 كجم، فمنطقة حائل التي سجلت كمية إنتاج وصلت إلى 113,091 كجم، ثم منطقة الباحة بكمية إنتاج 74,026 كجم.
ثم تأتي منطقة المدينة المنورة بإنتاج 28,247 كجم، فمنطقة القصيم بـ22,718 كجم، ثم منطقة الرياض التي سجلت إنتاجًا بلغ 10,707 كجم، فالمنطقة الشرقية بإنتاج 3,807 كجم، ومنطقة الجوف بـ 3,465 كجم، لتصل بذلك الكمية المُنتجة في مناطق السعودية كافة إلى 2,536,100 كجم، وذلك حسب إحصاءات أصدرتها وزارة البيئة والمياه والزراعة، وتغطي عام 1440هـ/2018م.
مصطلحات العسل في السعودية
عرفت الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية مُصطلحات العسل كالتالي:
عسل النحل: هو المادة الحلوة الطبيعية التي تنتجها شغالات نحل العسل من رحيق الأزهار أو من إفرازات أجزاء النباتات الحية، وهو خالٍ تمامًا من أي إضافات خارجيَّة.
عسل الزهر أو الرحيق: هو العسل الذي ينتج في الأساس من رحيق الأزهار أو من جمع شغالات النحل.
عسل الندوة العسلية: هو العسل الناتج من إفرازات الحشرات الماصة للعصارة النباتية.
عسل القرص: هو العسل المخزن بواسطة شغالات النحل في خلايا أقراص العسل الشمعية حديثة التكوين، الخالية من أحد أطوار نمو الحشرة، ويباع داخل أقراص العسل المغلقة على شكل أقراص كاملة أو أجزاء منها.
عسل نحل مفروز: وهو العسل الذي يتحصل عليه من عملية ترشيح العسل للتخلص من حبوب اللقاح.
عسل نحل مضغوط: عن طريق ضغط أقراص العسل الخالية من أحد أطوار نمو الحشرة.
عسل نحل مسال: يُحصل عليه بإسالة أقراص العسل المفتوحة والخالية من أحد أطوار نمو الحشرة.
عسل كتل أو قطع عسل أقراص: يكون العسل سائلًا، ويحتوي على قرص أو أكثر.
عسل مرشح: وهو العسل الذي يتحصل عليه من عملية ترشيح العسل للتخلص من حبوب اللقاح.
عسل مخابز: هو عسل ملائم للاستخدامات الصناعية ويدخل كأحد المكونات في عمليات التصنيع الغذائي أو الصناعات التجميلية.
أنواع العسل في السعودية
تتوفر أنواع مُتعددة من العسل في السعودية، منها: عسل السدر، وعسل الأكاسيا (الطلح، والسمر، والضهيان)، وعسل البرسيم، وكداد، والصيفي، والسحاة، والربيعي، والحمضيات.
ولكل نوع لونٌ مختلف يُمكن من خلاله التمييز بين أنواع العسل، إذ يميل لون عسل السدر إلى الأشقر الأحمر، وعسل الشوكة لونه يميل إلى السواد، فيما يمتاز عسل المجرى باللون الأبيض، ويُعدُّ نادرًا.
كما تتميز بعض أنواع العسل بالشذا الخاص والنكهة، وهذه الميزة تساعد على معرفة نوع العسل من خلال شمه وذوقه، وتشترك جميع أنواع العسل بأن لها رائحة خاصة تتبع للمنبع الأصلي النباتي الذي يؤخذ العسل من رحيقه.
مهرجانات العسل في السعودية
تُنظم مهرجانات العسل في عدد من مناطق السعودية، إذ تستضيف الباحة مهرجان العسل الدولي، إضافةً إلى مهرجان عسل جازان، ومهرجان العسل بالمجاردة، ومهرجان العسل بأبها، ومهرجان العسل في رجال ألمع، ومهرجان أيام العسل في دومة الجندل، ومهرجان العسل في النبهانية،ومهرجان العسل والمنتجات المدينية في المدينة المنورة، ومهرجان العسل الدولي بمحافظة بلجرشي، ومهرجان العسل بمحافظة العرضيات، ومهرجان العسل بحائل، ومهرجان العسل والمنتجات الزراعية بتبوك، ومهرجان العسل والفواكه بالنماص، ومهرجان العسل بنجران، ومهرجان العسل بأضم، ومهرجان العسل الشتوي بمحافظة غامد الزناد، ومهرجان العسل والسمن ببني مالك، ومهرجان العسل بمركز كحلا، ومهرجان العسل بالقطيف، ومهرجان العسل في مركز بحر أبو سكينة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة