تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران، هو مركز تخصصي خدمي، يحتوي على مختبر ومعمل دائم لإنتاج الحمضيات والفواكه المُحسنة والمُطورة الخالية من الأمراض، أسسته وزارة البيئة والمياه والزراعة عام 1402هـ/1982م، وأصبح لاحقًا من مراكز أبحاث الزراعة البارزة في منطقة الشرق الأوسط، والعالم العربي.

أقسام مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران

يحتل مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران مساحة 160 هكتارًا (1600 دونم)، في المنطقة الزراعية بحي الغويْلّة، ويحتوي على آلاف الأشجار، تخضع لتجارب في أساليب الري، وفي المساحات الزراعية، وتطوير الإنتاج، والتسميد وتنوعاته. ويجري المركز تجارب تهدف لخدمة المشروع الوطني في استدامة الزراعة ودعم المزارعين. ويتكون المركز من أقسام عدة، وهي: وقاية المزروعات، الذي يحتوي على بنك الأصول الوراثية، والحمضيات، والفاكهة، وخصوبة التربة وتغذية النبات، والري، والإدارة.

مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران والتعاون الدولي

وقع مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران اتفاقية مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، ضمن التعاون الفني بين وزارة البيئة والمياه والزراعة والمنظمة، تتجدد هذه الاتفاقية كل خمس سنوات، وبموجبها يُستقطب باحثون وخبراء متخصصون في الزراعة وتطويرها من عدة دول، ترافقهم خلال القيام بالأبحاث كوادر وطنية من المبتعثين للخارج، لدراسة تخصصات الزراعة وأقسامها، ليتسلموا مهام التطوير والدراسات في المركز.

بنك الأصول الوراثية في مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران

يحتوي بنك الأصول الوراثية في مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران عددًا كبيرًا من أشجار الأمهات، التي توضع في قوالب متخصصة، وتستنبت شتلات أشجار الحمضيات والفواكه من براعمها، التي حفظت في مناخ يلائمها باستخدام نظام المحميات الزراعية المُطور، الذي يمنع دخول الحشرات، ويحافظ على درجة حرارة مناسبة بجدران تبريد مائية، ومراوح كبيرة موزعة في جوانب المحمية. وتضمن هذه الأجواء المحافظة على أنواع الأمهات.

ويحتوي المركز على أكثر من 125 نوعًا من الحمضيات الموجودة في العالم، منها 40 صنفًا من اليوسفي، و40 صنفًا من البرتقال، و20 صنفًا من الليمون، و20 صنفًا من "جريب فروت"، وغيرها.

وساهم المركز في إدخال عدد من الفواكه والحمضيات إلى أسواق السعودية، بعدما استورد بعضها من الولايات المتحدة، والبرازيل، وشرق آسيا، وعمل تجارب عليها، ثم تمكن من استنباتها ورعايتها، ثم توزيعها على المزارعين ومراكز الزراعة لزراعتها، ومنها: العنب البناتي، والحبحب الأبيض، وطماطم أبو شوكة.

أعمال ومهام مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران

تتركز أعمال مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران في: تنويع القاعدة الإنتاجية في مجال المحاصيل البستانية، ودعم مراكز وبرامج الأبحاث التطبيقية، والمساعدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للسعودية من بعض المحاصيل، وخفض الاستيراد، خصوصًا في مجال الحمضيات.

وتشمل مهام المركز إنشاء مزرعة بساتين وحقول تجريبية نموذجية، والمختبرات التي تحتاجها، وتحسين وتطوير طرق الزراعة المختلفة، لتناسب ظروف البيئة المحلية، وإقامة مشاتل لإنتاج الفواكه والحمضيات، خصوصًا الموالح، للاكتفاء أو التقليل من عملية الاستيراد، وتنفيذ برامج في مجال الأبحاث الزراعية، لإيجاد حلول للمشكلات والعوائق التي تواجه زراعة المحاصيل البستانية بصورة عامة، والحمضيات خصوصًا، ودراسة احتياجات الماء للمحاصيل الرئيسة وطرق الري الحديثة، بهدف الاقتصاد في استعمال المياه. وينفذ المركز برامج إرشاد وتدريب للمزارعين، وللكوادر الفنية في المنطقة.

مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران وتوعية المزارعين

ساهم مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران في توعية وإرشاد المزارعين بكيفية تأسيس وإدارة المزارع المتخصصة في زراعة الحمضيات، بتجارب في مجال اختيار الأصول والأصناف، والحرص على انتقاء ما يناسب كل منطقة حسب نوع التربة والمياه.

وأنتج المركز أكثر من 1.7 مليون شتلة مطعمة، خالية من الأمراض الفيروسية وشبه الفيروسية والبكتيرية، إذ كانت جميع الطعوم المختارة من أمهات معزولة، فحصت لتأكد من خلوها من الأمراض، وبذلك  يضمن المركز أن كل ما يزرع جاء من أشجار مضمونة معتمدة وخالية من الأمراض، مما يقلل من انتشار هذه الأمراض. واعتمدت أصناف لإكثارها تجاريًا، وتوزيعها على المزارعين في منطقة نجران، وبقية مناطق السعودية. ويجري المركز تجارب على أصول الحمضيات، وخصوبة التربة، وتغذية الحمضيات، والتسميد، والري، ووقاية النبات، والمعاملات الزراعية، لتزويد المزارعين بتقنيات حديثة لرعاية أشجار الحمضيات، بالإرشاد والتدريب.

مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران وزراعة النخيل

أثمر تعاون مركز أبحاث البستنة بنجران والمركز الوطني لبحوث الزراعة بالرياض عام 1440هـ/2019م، النجاح في إكثار صنفين من النخيل المنتخبة بزراعة الأنسجة، عن طريق "النورات الزهرية"، وهما: البياض، والمواكيل، وهما من الأصناف النادرة، إذ أنجز المركز مسوحًا ميدانية لأصناف النخيل المميزة، وراقب نقاط البيع، ثم جمع "النورات الزهرية" للأصناف المختارة، وأرسلها لمختبر الإكثار النسيجي، حتى نجح المركز في إكثار الصنفين.

مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران وزراعة المانجو

زرع مركز أبحاث البستنة بنجران أصنافًا عدة من المانجو بالسعودية، اختيرت من دول أجنبية وعربية، ذات ظروف جافة أو شبه جافة، لتكون مشابهة لظروف المنطقة، والسعودية عمومًا. وجرب المركز منذ عام  1406هـ/1986م زراعة أصناف: الفنداكي، وتومي أتكنز، وهندي خاص، وجلن زل، وبالمر، وكيت، وسوداني، وفالنسيا برايد، وسنسيشن، وهدن، إضافة لأصناف بذرية، وقد أعطت معظم الأصناف نوعًا جيدًا وإنتاجًا مرتفعًا، وبمواصفات جودة عالمية، خصوصًا أصناف: الفنداكي، والهندي الخاص، والجلن، والتومي أتكنز.

وأدخل إكثار المانجو ضمن برنامج إكثار شتلات الفاكهة في المركز، وكانت النتائج مشجعة للتوسع في هذا المجال، إذ زرعت حقول جديدة، لتغطية طلب المزاعين المتزايد.

مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران والمكافحة الحيوية

نجح مركز أبحاث البستنة بنجران في المكافحة الحيوية لحشرة سيليدي الموالح الآسيوية، التي تصيب أشجار الحمضيات في السعودية، بعدما اكتشف ظهور الحشرة في مزرعة شرق منطقة نجران، نتيجة جلب المزارع شتلات ليمون بنزهير، تحمل أعدادًا كبيرة من الحشرة بجميع أطوارها، تمثل خطرًا لا بد من مكافحته سريعًا وبشكل حاسم، وحصر انتشاره لضمان الإبقاء على زراعة هذا المحصول الذي تتميز به المنطقة، خصوصًا أن الحشرة تنقل جرثومة مرض الاخضرار المدمر للحمضيات، مما تسبب في القضاء على معظم مزارع الحمضيات في غرب السعودية.

ونفذ المركز عمليات رش لإضعاف الحشرة، ثم بدأ المكافحة الحيوية بالبحث عن طفيليات ومفترسات طبيعية تتغذى على هذه الحشرة، فأجريت مسوحات ميدانية للتعرف على أهم الحشرات النافعة المحلية المتطفلة على هذه الحشرة، مثل "التامريكسيا رادياتا"، وفي عام 2000م، بدأ إكثار هذا الطفيل بكميات كبيرة، ووزع وأعيد نشره سنويًا في المناطق الوسطى والشرقية من نجران، التي تزرع فيها الحمضيات بكميات تجارية.

وأثبت المسوحات أن فعالية هذا الطفيل تزداد سنةً بعد أُخرى، رغم عدم تقيد بعض المزارعين بإيقاف عملية الرش بالمبيدات، وأصبحت أعداد حشرة السيليدي الآسيوية لا تُذكر، كما أصبحت عملية الرش معدومة ضد هذه الحشرة، مما أدى إلى إنتاج ثمار حمضيات خالية من بقايا المبيدات.