الصيادون والغواصون في السعودية، هم ممتهنو الصيد والغوص في المناطق الساحلية من المملكة العربية السعودية على البحر الأحمر والخليج العربي، وقد كانت مهنة الصيد والغوص مصدر رزق لشريحة كبيرة من سكان السواحل قديمًا.
ومارس أهل السواحل هذه المهن، واكتسبوا الخبرات في ركوب البحر ومعرفة أسراره وتقلباته، وأصبح الصيد جزءًا من حياتهم، وكثير منهم توارثوا المهنة. وقد تستمر رحلة الصيد أيامًا عدة في البحر حاليًّا، فيما كانت لا تزيد على يوم واحد سابقًا.
اعتمد الصيادون على البحر في رزقهم، لذلك يتحمَّلون مشاقه، وهم يبدؤون يومهم بعد صلاة الفجر ثم يتجهون إلى مراكبهم وينطلقون. وكان الصيد يستمر يومًا واحدًا، لعدم توفر ثلاجات تحفظ فيها الأسماك، ويحرصون على بيع الأسماك في اليوم نفسه خوفًا من تلفها، وتُباع بالشكّة وهي مجموعة من الأسماك كانت تُربط بسعف النخيل، ويأخذون ثمنها أغراضًا من التجار، أو مواد غذائية كالأرز والسكر.
وفي مناطق أخرى كانت الأسماك تباع بالوزن، أما الأسماك التي لا تباع فيوضع عليها الملح حتى لا تفسد، لتجفيفها وبيعها فيما بعد، وهي عملية تستغرق نحو ثلاثة أشهر. ومن أدوات الصيد التي استخدمها الصيادون بحسب مسمياتها في البحر الأحمر: الصخوة والأشرعة والباروص والأشورة والسنارة والشركان، أما في الخليج فلها مسميات أخرى، مثل: الحضرة، والحدوق، والقرقور.
ومن الأسماك التي تُصطاد في البحر الأحمر: الناجل، والطرادي، والشريف، والبياض (القز)، والعقام، والدراك (الكنعد)، والشعور، والحريد، والكشر، والنجار، والسيجان، والعربي، والبلطي، وأبو قرن، والقرش. ومن مسميات أسماك الخليج العربي: الكنعد، والهامور، والسود، والسكن، والقد، وأحمر، والفرد، والحاقول، والجب، وكُقدار، وبنت الطير، وثور، وبقرة، وشخل، وسمان، وضلع، وسبيطي، وحمام عربي، وشعري، وبياض، والصافي، والقرقفان، ومجوي، وبطان، وفسكر، وحامر، وصُنيفي، وحيسون، وراعي، وجنم، وباشخين، وشحدود، وسلس، وحُر، وميد، وجواف، وحمام، وجراد، وعنقود، وقظام، وسنور، ولزاق، وربيب، وكاسور، وزراق.
الغوص وصيد اللؤلؤ
يرتبط الصيد بالغوص من أجل اللؤلؤ الذي يُصطاد مثل الأسماك أيضًا، ويتطلب ذلك دورًا مهمًا لمن يُعرف بـ"النهام"، وهو رجل يقف على ظهر السفينة وينهم (ينشد) بصوته الجميل ويؤدي أغاني البحر التي يشحذ بها الهمم، وتعطي الصيادين دافعًا كبيرًا لمواصلة العمل لساعات أكثر من أجل صيد اللؤلؤ.
وصيد اللؤلؤ صعب ويتطلب مهارات كبيرة في الغوص، وكان يُعد من الأهداف الاستراتيجية للصيادين والغواصين في مواسم الغوص التي كانت تستمر نحو أربعة أشهر.
وتتفاوت قيمة اللؤلؤ بحسب جودته، وبحسب خبرات الغواصين، فنوع السحتيت من اللؤلؤ مثلًا لا يقدر بثمن، فيما يُعد الدانة من أثمن الصيد، ومن يظفر بغنيمته يتجه بها إلى الطواش، وهو تاجر اللؤلؤ الذي يشتري ما يصيده الغواصون من البحر.
وللحصول على أفضل أنواع اللؤلؤ يغوص الصيادون لأعماق بعيدة في البحر، تصل في بعض الأحيان إلى نحو 18م، وهو عمق يحتاج إلى جهد وتمرين متواصل يستمر عليه الغواص منذ الصغر.
فئات الصيادين
مع تطور أساليب الصيد والغوص، وُضعت التنظيمات وإرشادات السلامة التي تحمي الصيادين والغواصين خلال رحلاتهم في البحر، ولذلك صُنّف الصيادون إلى فئات، منها: فئة الحرفي، الذي يحق له استخراج رخصة صيد مدتها ثلاثة أعوام، وهي الرخصة الوحيدة التي تخوِّل صاحبها استخراج جميع أدوات الصيد من خيط وجلب وبعض الشباك داخل عرض البحر لمدة ثلاثة أيام وقد تزيد.
ومن بين فئات الصيادين الأخرى فئة الراجل، وهو عادة ما يستخدم الشباك على مسافة قريبة من الشاطئ داخل البحر، ولا تزيد رخصته على عام واحد، إضافة إلى فئة عامل سعودي، وهو عادة ما يكون مرافقًا للصياد الحرفي على القارب داخل البحر، ومدة رخصته عامان فقط.
مشروع صياد
في عام 1440هـ/2018م، أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة مشروع "صياد" لتمكين المواطن السعودي من مزاولة مهنة الصيد، واستدامة قطاع الصيد، إذ يبلغ عدد قوارب الصيد بالسعودية نحو 15 ألف قارب، يعمل بها 30 ألف شخص، نسبة الصيادين وعمال الصيد السعوديين منهم 41% فقط.
دعم الصيادين
في عام 1446هـ/2024م، أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة، برنامج الدعم المالي المباشر لصيادي الأسماك السعوديين الممارسين للمهنة "ريف السعودية". ويقدم البرنامج الدعم المالي في حالات منع الإبحار من الجهات المختصة، بسبب سوء الأحوال الجوية أو للدواعي الأمنية وغيرها، وفي حالات تحطم أو احتراق أو غرق القارب أثناء الإبحار، وفي حالات الإصابات الجسدية أثناء الصيد وتضرر المستفيد من ممارسة الصيد مؤقتًا، بشرط تقديم المستندات المطلوبة لكل الحالات من الجهة المختصة من خلال بوابة "ريف" الإلكترونية.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة