تم نسخ الرابط بنجاح

الاستراتيجية الوطنية لداء السكري

saudipedia Logo
الاستراتيجية الوطنية لداء السكري
مقالة
مدة القراءة 6 دقائق

الاستراتيجية الوطنية لداء السكري، هي إحدى الاستراتيجيات الوطنية في المملكة العربية السعودية، أطلقها المركز الوطني للسكري التابع للمجلس الصحي السعودي، في عام 2020م، وتهدف إلى وضع الأسس العلمية للتوعية والوقاية من داء السكري، ومتابعة معدلات الإصابة بالمرض والتقليل منها، ووضع خطط لعلاج المصابين، وإعادة تأهيلهم بعد انتهاء مرحلة العلاج، إضافةً إلى تنفيذ الخطط والأهداف التي تضمنتها الاستراتيجية ومتابعة سيرها على المستوى الوطني.

جهود إطلاق الاستراتيجية الوطنية لداء السكري

قبل إطلاق الاستراتيجية الوطنية لداء السكري، عقد المجلس الصحي السعودي ورشة عمل لمناقشة الأهداف الاستراتيجية، حضرها 52 ممثلًا لمختلف القطاعات في 16 تخصصًا ذا علاقة، وحددت الورشة مبادرات الاستراتيجية وأهدافها، وشارك فيها عدد من الجهات، من بينها: وزارة الصحة، ووزارة التعليم، وقسم الشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني، والخدمات الطبية في وزارة الداخلية، والخدمات الطبية للقوات المسلحة، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، والهيئة العامة للغذاء والدواء، إضافةً إلى مجلس الضمان الصحي.

وقدمت الورشة دراسة إحصائية عن عيادات ومراكز الرعاية الصحية التي تقدم خدماتها للمصابين بداء السكري، سواء كانت خدمات رعاية أولية أو رعاية ثانوية أو مرجعية، لمعرفة نقاط القوة والضعف في خدماتها المقدمة للمصابين بالسكري، وللمساعدة على البدء في بناء نظام إحصائي لمراكز ووحدات السكري، الذي يضمن تحقيق الأهداف التي تعمل الاستراتيجية على الوصول إليها.

مصادر الاستراتيجية الوطنية لداء السكري

اعتمد المركز الوطني للسكري خلال بحثه وتكوينه للاستراتيجية الوطنية لداء السكري على عدة مصادر، لضمان الشمولية والتعدد في مصادر البيانات، ومنها: برامج التحول الصحي تحت إشراف مكتب تحقيق رؤية السعودية 2030، والدراسات والبحوث المرتبطة بداء السكري، التي تصدر عن جهات أكاديمية وصحية عدة، ومناقشة وجهات نظر شركاء المركز وآرائهم، والاعتماد على التجارب والممارسات العالمية الناجحة في هذا المجال، إضافةً إلى الاطلاع على التقارير السابقة من الشركاء، وورش العمل التي عُقدت حول الموضوع نفسه.

محتويات الاستراتيجية الوطنية لداء السكري

تضمنت الاستراتيجية الوطنية لداء السكري عدة محتويات، يسعى المجلس الصحي السعودي، ممثلًا في المركز الوطني للسكري، إلى تنظيمها والعمل عليها، والاستفادة من البيانات والمعلومات التي تضمنتها، والتي تشمل: جمع الإحصاءات والأرقام المتوفرة عن دراسة حالة مرض السكري في السعودية، وتحديد الأهداف الاستراتيجية التي يسعى المركز إلى تحقيقها، وتنظيم الخطوات العملية التي يتبعها المركز من أجل تحقيق أهدافه، ووضع الأهداف التفصيلية التي يسعى المركز للقيام بها لتحقيق الأهداف العامة.

أهداف الاستراتيجية الوطنية لداء السكري

تعمل الاستراتيجية الوطنية لداء السكري على تحقيق عدد من الأهداف العامة، منها: تقييم آثار داء السكري على المجتمع ورصد انتشاره ومعدلات الإصابة به باستمرار، وتطوير سياسات عامة بهدف دعم برامج الوقاية من السكري وعلاجه، وتطوير برامج الكشف المبكر عن داء السكري من النوع الثاني لوقاية شرائح المجتمع منه، والحد من الفروقات والتباين في مستويات الخدمة لمرضى داء السكري في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.

كما تشمل الأهداف العامة للاستراتيجية فتح المجال للتعاون بين الجهات المعنية بالصحة العامة في السعودية، لنشر برامج دعم التواصل الذي يهدف إلى تقليل نسبة الإصابة بالسكري، ورفع كفاءة التعاون بين جهات الصحة العامة ومقدمي الخدمات الصحية في السعودية، لتوفير خدمات طبية مناسبة لمصابي السكري، إضافةً إلى نشر الوعي وتعزيز نمط الحياة في المجتمع للوقاية من الإصابة بداء السكري.

سجل وطني لداء السكري

تشمل الأهداف التفصيلية للاستراتيجية الوطنية لداء السكري إنشاء سجل وطني للسكري وإتاحته لجميع القطاعات الصحية، وتنفيذ أبحاث وطنية تحدد نسبة الإصابة بالسكري في شرائح المجتمع من مختلف الفئات العمرية، وتحديد عوامل الخطورة ونسبة الأشخاص في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري، ووضع معايير قياسية وطنية لكلٍ من: مراكز السكري ووحدات السكري وعيادات السكري، ونشرها للقطاعات الصحية وتطبيقها، إضافةً إلى رفع الوعي المجتمعي من خلال تبني مشروع توحيد ومراقبة المحتوى الإعلامي، لترويج ثقافة الأكل الصحي والممارسات الصحية الجيدة.

ومن الأهداف التفصيلية أيضًا تفعيل سياسات لتنظيم الإعلانات التجارية المتعلقة بالأطعمة والمشروبات التي تسبب السمنة والسكري، سواء كانت إعلانات مسموعة أو مرئية، لإلزام صانعي الإعلان وضع نصائح وتحذيرات للتوعية بضرورة الطعام الصحي، ووضع رسائل تحفز على الاهتمام بالصحة والممارسات الصحية في المناهج الدراسية، وتطوير معايير ولوائح تنظيمية لقوائم الأطعمة التي يسمح بها في المدارس والجامعات، ووضع رقابة صارمة وفرض عقوبات على المخالفين، إضافةً إلى تحفيز المصابين بداء السكري على ممارسة الرياضة وإقامة ورش العمل التدريبية لهم.

الكشف المبكر عن داء السكري

تتضمن الاستراتيجية الوطنية لداء السكري أهدافًا تفصيلية أخرى، منها: وضع آليات للكشف مبكرًا عن داء السكري وتحديد عوامل الخطر ومستوياتها، وتوفير خدمات عامة وبيئة تشجع على نمط الحياة الصحي، وإنشاء شبكة السكري السعودية للمساهمة في رفع كفاءة الرعاية الطبية لمصابي داء السكري، وجمع مديري مراكز السكري على المستوى الوطني، لتسهيل تبادل خبراتهم وتجاربهم، وتأسيس صندوق لدعم الأنشطة التثقيفية والتوعوية ماليًّا، وعقد مؤتمر بالتزامن مع اليوم العالمي للسكر، إضافةً إلى إنشاء مواعيد وطنية مجدولة على مدار السنة للتوعية بداء السكري ومخاطره، ومشاركة تلك المعلومات مع القطاعات الصحية في السعودية.

إحصاءات الاستراتيجية الوطنية لداء السكري

تضمنت الاستراتيجية الوطنية لداء السكري أبحاثًا ودراسات إحصائية عن داء السكري بأنواعه ونسبة انتشار كل نوع في السعودية، وأعداد المصابين نتيجة مضاعفات المرض، والتكاليف المالية المتوقعة للوقاية والعلاج، إضافةً إلى الآثار الاجتماعية والاقتصادية لداء السكري على الفرد والمجتمع.

ويُعد داء السكري من النوع الثاني من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في السعودية، وتجاوز عدد المصابين به في عام 1444هـ/2022م، مليوني مصاب، ومثلهم ممن هم في مرحلة ما قبل السكر، وتبلغ زيادة الإصابة به سنويًّا نحو 1%. وتحتل السعودية مرتبة متقدمة من حيث الإصابة بالنوع الأول من السكرى لدى الأطفال واليافعين تحت سن العشرين من العمر.

وتشير الأبحاث والدراسات التي تضمنتها وثيقة الاستراتيجية الوطنية لداء السكري المنشورة في عام 2015م، إلى أن نسبة المصابين بداء السكري من المواطنين المقيمين في السعودية تبلغ نحو 51% من كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، بمعدل انتشار يبلغ نحو 13.4%، وتصل نسبة المصابين ممن لديهم مستويات مضبوطة من السكر إلى نحو 31.6%، في حين أن 43.6% ممن خضعوا للفحوصات التشخيصية لم يعلموا بإصابتهم بداء السكري، وكشفت الدراسات أيضًا أن نسبة 15.2% من السعوديين في مرحلة ما قبل السكري.

ونشرت بعض الدراسات المذكورة في وثيقة الاستراتيجية الوطنية لداء السكري نسبًا عن الإصابة بمضاعفات داء السكري، وتشمل: الاعتلال العصبي بنسبة 82% من المصابين، واعتلال الشبكية 31%، واعتلال الكلية 32%، ومضاعفات القدم 3.30%، والتي تشمل قرح قدم داء السكري بنسبة 2.05%، وبتر الأطراف 1.06%، إضافةً إلى الغرغرينا بنسبة 0.19% من المصابين.

ووفقًا لدراسات قدمها الاتحاد العالمي للسكري في عام 2015م، بالاعتماد على بيانات نشرتها وزارة الصحة السعودية؛ فإن تكلفة علاج داء السكري في السعودية هي 24 مليار ريال، ومن المتوقع أن تزداد حتى تصل إلى نحو 40 مليار ريال بحلول عام 2045م.

الأدلة الإرشادية الوطنية للممارسة السريرية لداء السكري

تحقيقًا لأحد أهداف الاستراتيجية الوطنية لداء السكري؛ أطلق المجلس الصحي السعودي، في عام 1443هـ/2021م، الأدلة الإرشادية الوطنية للممارسة السريرية لداء السكري، لتكون مرجعًا وطنيًّا لتحديد الممارسات السريرية لداء السكري، كما تعد مرجعًا وطنيًّا لمستهدفات التحكم في مستويات سكر الدم، وتسهم في تحسين مستوى سلامة المصاب بداء السكري. وتستهدف الأدلة الممارسين الصحيين في مجال داء السكري في جميع القطاعات الصحية الحكومية والخاصة في أنحاء السعودية، كما تهدف الأدلة لتحسين الممارسات السريرية لداء السكري، وتحسين جودة الرعاية الصحية لمصاب داء السكري في السعودية، وتناولت الأدلة جوانب مختلفة لداء السكري، منها: الوقاية، والكشف المبكر، ومضاعفات داء السكري، والمسارات السريرية.

برنامج داء السكري التدريبي الوطني

أطلق المركز الوطني للسكري، التابع للمجلس الصحي السعودي، في عام 1444هـ/2023م، برنامج داء السكري التدريبي الوطني لأطباء الرعاية الصحية الأولية في السعودية ضمن الاستراتيجية الوطنية لداء السكري. ويستهدف البرنامج تدريب الأطباء في مجال إدارة مرض السكري والوقاية منه، وتعزيز المعرفة والمهارات للممارسين الصحيين للجوانب الرئيسة لمرض السكري وكيفية إدارة مضاعفاته.

وطور المركز الوطني للسكري المادة العلمية المقدمة في البرنامج بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للسكري (ADA)، ليوفر معلومات شاملة عن إدارة داء السكري، بما يتماشى مع الأدلة الارشادية السريرية، إضافة إلى محتوى علمي متخصص، مثل: داء السكري في رمضان، وفي الحج والعمرة.

ويتكون البرنامج التدريبي من ثلاثة محاور، تشمل: داء السكري وكيفية إدارته وعلاجه، وإدارة داء السكري في فئات وحالات خاصة مثل: السكري والحمل، السكري وكبار السن، السكري ورمضان، ومضاعفات داء السكري وكيفية إدارتها وعلاجها.