هيئة البيعة، هي الجهة المعنيَّة بمبايعة ملك المملكة العربية السعودية واختيار ولي العهد، من أبناء وأحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وعند وفاة الملك تدعو الهيئة إلى مبايعة ولي العهد ملكًا على البلاد، أما في حالة وفاتهما معًا في وقت واحد فتختار الهيئة خلال مدةٍ لا تتجاوز سبعة أيام الأصلح للحكم من أبناء الملك المؤسس وأبناء الأبناء والدعوة إلى مبايعته ملكا على البلاد، وذلك وفقًا لنظامها، والنظام الأساسي للحكم.
تأسست هيئة البيعة في 26 رمضان 1427هـ/19 أكتوبر 2006م، ويقع مقرها الرئيس في العاصمة الرياض، وتعقد اجتماعاتها في الديوان الملكي، ويجوز بموافقة الملك عقد اجتماعاتها في أحد مقارِّ الديوان الملكي داخل السعودية، أو أي مكانٍ آخر يحدده الملك.
وللهيئة ميزانية سنوية يكون الصرف منها حسب القواعد والتعليمات المعتمدة من الملك، وينشأ لها مركز للوثائق يتولى حفظ محاضرها وجميع وثائقها والتقارير ذات العلاقة بالهيئة وأعمالها، وتعد هذه الوثائق سرية.
اجتماعات هيئة البيعة
تعد اجتماعات هيئة البيعة سريةً وتعقد بناءً على موافقة الملك، ولا يحضرها إلا أعضاؤها وأمينها العام، إضافةً إلى من يتولى ضبط مداولات اجتماعاتها بعد موافقة الملك، ويصوت على قرارات الهيئة عن طريق الاقتراع السري وفق نموذج يعد لهذا الغرض، ويقوم الأمين العام تحت إشراف الهيئة بفرز الأصوات، وإعلان نتيجة التصويت إن وجدت.
ولا يعد اجتماع هيئة البيعة نظاميًّا إلا بحضور ثلثي أعضائها على الأقل، بمن فيهم رئيس الهيئة أو من ينوب عنه، وفي حال التساوي يرجح الجانب الذي صوت معه رئيس الاجتماع. ويجوز في الحالات الطارئة التي لا يتوفر فيها النصاب النظامي، عقد اجتماعات الهيئة بحضور نصف أعضائها، وتصدر قراراتها بموافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين.
رئاسة هيئة البيعة
لهيئة البيعة رئيس وأعضاء وأمين عام، وقبل مباشرة أعمالهم في الهيئة يؤدون القسم أمام الملك، ويفتتح رئيس الجلسة الاجتماعات، ويعلن انتهاءها، ويدير المناقشات ويأذن بالكلام، ويحدد موضوع البحث، وينهي المناقشة، ويطرح الموضوعات للتصويت، ويجب على أعضاء الهيئة الالتزام بحضور اجتماعاتها، وعلى العضو الذي يطرأ ما يستوجب غيابه أن يخطر رئيس الهيئة كتابةً بذلك، ولا يجوز لأي عضو الانصراف نهائيًّا من اجتماع الهيئة قبل انتهائه، إلا بإذن من رئيس الاجتماع.
ويرأس الهيئة أكبرُ الأعضاء سنًّا من أبناء الملك المؤسس، وينوب عنه الذي يليه في السن من إخوته، وفي حالة عدم وجود أي منهم، يرأس الاجتماع أكبر الأعضاء سنًّا من أبناء الأبناء في الهيئة، ويجب ألا يقل سن عضو الهيئة عن 22 عامًا، وأن يكون مشهودًا له بالصلاح والكفاية، وتُحدد مدة العضوية في الهيئة بأربع سنوات غير قابلة للتجديد، ويجوز التجديد لعضو الهيئة في حال اتفاق إخوته على ذلك بعد موافقة الملك، وبحسب النظام يطلع العضو على جدول أعمال الهيئة ومرفقاتها في مقر انعقاد الهيئة، ولا يجوز له أن يصطحب الوثائق خارج مقر انعقادها.
الأمين العام لهيئة البيعة
يرتبط الأمين العام لهيئة البيعة بالملك، ويعين بمرتبة وزير، وهو مسؤول أمامه عن كل الشؤون المالية والإدارية للهيئة، ويلتزم موظفو الهيئة ومن يستعين بهم الأمين العام بالمحافظة على سرية المعلومات والمداولات التي يطلعون عليها خلال عملهم بالهيئة، وفي حال الإخلال بهذا الالتزام، تطبق على المخالف العقوباتُ المناسبة، وفقًا لما تقضي به الأنظمة واللوائح.
حالات لانعقاد اجتماعات هيئة البيعة
عند وفاة الملك تعقد هيئة البيعة اجتماعًا بصفةٍ فوريةٍ للدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكًا، وتشمل أبرز الحالات التي تنعقد فيها الهيئة:
- في حالة توفر القناعة لدى الهيئة بعدم قدرة الملك على ممارسة سلطاته لأسبابٍ صحيةٍ، تكلف اللجنة الطبية المنصوص عليها في النظام بإعداد تقرير طبي عن الحالة الصحية للملك، فإذا أثبت التقرير الطبي عدم قدرة الملك على ممارسة سلطاته تعد الهيئة محضر إثبات بذلك، وعندئذ تنتقل مباشرةً سلطات الملك بصفةٍ مؤقتةٍ إلى ولي العهد إلى حين شفاء الملك.
- في حالة وصول إخطار كتابي من الملك إلى رئيس الهيئة بأنه قد تجاوز الأسباب الصحية التي لم تمكنه من ممارسة سلطاته، على الهيئة تكليف اللجنة الطبية المشار إليها بإعداد تقرير طبي جديد، على أن يكون ذلك في مدة لا تتجاوز 24 ساعةً، وإذا أثبت التقرير الطبي قدرة الملك على ممارسة سلطاته، فعلى الهيئة إعداد محضر إثبات لذلك، وعندئذ يستأنف الملك ممارسة سلطاته.
- في حالة أثبت التقرير الطبي أن عدم قدرة الملك على ممارسة سلطاته تعد حالةً دائمةً، فعلى الهيئة إعداد محضر إثبات لذلك، وعندئذ تدعو الهيئة لمبايعة ولي العهد ملكًا على البلاد على أن تتم هذه الإجراءات وفقًا لنظام الهيئة والنظام الأساسي للحكم في مدة لا تتجاوز 24 ساعةً.
- في حالة توفر القناعة لدى الهيئة بعدم قدرة الملك وولي عهده على ممارسة سلطاتهما لأسباب صحية، فعلى الهيئة تكليف اللجنة الطبية المنصوص عليها في نظام الهيئة بإعداد تقرير طبي عن حالتهما الصحية، فإذا أثبت التقرير الطبي أن عدم قدرتهما على ممارسة سلطاتهما تعد حالةً مؤقتةً، تُعد الهيئة محضر إثبات لذلك، وعندئذ يتولى المجلس المؤقت للحكم إدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب إلى حين شفاء أي منهما.
ووفقًا لنظام الهيئة، تشكّل هيئة البيعة مجلسًا مؤقتًا للحكم من خمسةٍ من أعضائها، يتولى إدارة شؤون الدولة بصفة مؤقتة، وليس لهذا المجلس أي صلاحية لتعديل النظام الأساسي للحكم، أو أنظمة البيعة، أو مجلس الوزراء، أو مجلس الشورى، أو نظام المناطق، أو نظام مجلس الأمن الوطني، أو أيٍّ من الأنظمة الأخرى ذات العلاقة بالحكم، كما ليس له حل مجلس الوزراء أو مجلس الشورى أو إعادة تكوينهما، وعلى المجلس خلال المدة الانتقالية المحافظة على وحدة الدولة ومصالحها الداخلية والخارجية وأنظمتها.
ويُختار ولي العهد في مدة لا تزيد على 30 يومًا من تاريخ مبايعة الملك، إذ يختار الملك بعد التشاور مع أعضاء الهيئة واحدًا أو اثنين أو ثلاثة ممن يراهم لولاية العهد، ويعرض هذا الاختيار على الهيئة، وعلى الهيئة بذل الجهد للوصول إلى ترشيح واحد منهم لتسميته وليًّا للعهد، وفي حال عدم ترشيح الهيئة لأي أحد ممن رشحهم الملك، عليها ترشيح من تراه وليًّا للعهد.
وللملك في أي وقت أن يطلب من الهيئة ترشيح من تراه لولاية العهد، وفي حال عدم موافقة الملك على من رشحته الهيئة، فعلى الهيئة التصويت على من رشحته ومرشح آخر يختاره الملك، ويسمى الحاصل منهما على أكثر الأصوات وليًّا للعهد.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة