تم نسخ الرابط بنجاح

زراعة الذرة في السعودية

saudipedia Logo
زراعة الذرة في السعودية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

زراعة الذرة في السعودية، تشتهر في المناطق الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية؛ نظرًا لتميزها بتضاريس جبلية وسهلية، وأراضٍ صالحة للزراعة، حيث تتنوع ما بين أراضٍ طينية، وزراعية صفراء، إلى جانب وفرة الأمطار.

وتعد الذرة الرفيعة محصولًا غذائيًّا يشكل أهمية لدى سكان منطقة عسير، ويطلق عليها "المطيان أو الأماطي، عند أهالي المنطقة، وتصنف من أقدم المحاصيل الزراعية، وتزرع  في فصل الصيف؛ لاحتياجها لدرجات حرارة عالية خلال مراحل نموها.

زراعة الذرة في منطقة عسير

تصدرت منطقة عسير في عام 1443هـ/2021م المناطق الإدارية في السعودية من حيث عدد الحيازات الزراعية، إذ وصل عددها بالمنطقة إلى 69,466 حيازة وبنسبة 24.5% من إجمالي عدد الحيازات في المملكة، وتنقسم الأراضي الزراعية في المنطقة إلى أراضٍ طينية تقع على حواف الأودية حيث تسقى من سيول الأودية والأمطار الموسمية، فتصبح أراضي خصبة صالحة للزراعة.

ويسمى القسم الثاني الأراضي الصفراء، والتي تمثل الجزء الأكبر من الأراضي الزراعية في المنطقة، ويعتمد المزارعون على الأمطار ومياه الآبار لهذه الأراضي، إضافةً إلى الأراضي الزراعية التي تتشكل على سفوح الجبال وتأخذ شكل مدرجات زراعية تسقى بمياه الأمطار الموسمية.

ويعتقد المزارعون المحليون أن مقدار جودة ووفرة المحصول، مرتبطة بدقة حساب مطالع النجوم، إضافةً إلى مواقيت الزراعة خلال الفصول الأربعة للسنة الواحدة، وتعرف باسم "الحلال"، بمعنى كل فصل أو حل يدخل بيوم الأحد وينتهي بيوم السبت، وكل حل سبعة نجوم، وكل نجم 13 يومًا أي ثلاثة أشهر بالتمام.

زراعة الذرة في محافظة ظهران الجنوب

تشتهر محافظة ظهران الجنوب بموسم جني محصول حبوب الذرة البلدي، حيث يمر بعدة مراحل وفق آلية وعمل متدرج ومنظم من قبل المزارعين، تبدأ من عملية حرث المزرعة، وذري وسقي تربتها الطينية حتى عملية صرمها، وتستمر قرابة 3 أشهر، ويعد دافع المزارعين إلى الاهتمام بزراعة الحبوب الغذائية في مزارعهم استهلاكه من قبل السكان، وذلك لتغطية الاحتياج المنزلي من الغذاء، حيث كانت قديما تُعَدُّ غذاء جيدا لأهالي المنطقة، أما الجزء المتبقي من الإنتاج الزراعي فيباع في المحافظات والمدن المجاورة كنجران وخميس مشيط وأبها.

وتسمى ثمرة الذرة الرفيعة عند أهالي المحافظة "المطيان"، وتُعَدُّ من أقدم المحاصيل الزراعية في المنطقة، تزرع في فصل الصيف بسبب احتياجها إلى الحرارة المرتفعة خلال فترة النمو، وتمثل المركز الثاني في محاصيل الحبوب الغذائية بعد القمح في المنطقة، وبسبب الدعم المادي الذي تقدمه الدولة يستمر المزارعون في زراعة الذرة، واعتماده لتغذية المواشي والحيوانات، كما ينتجون أيضًا نوعًا آخر من الذرة الصفراء ولكن بصورة قليلة، وتستخدم أيضا غذاء للمواشي، إلى جانب الذرة الشامية.

زراعة الذرة في منطقة جازان

يترقب مزارعو منطقة جازان أشهر مواسم زراعة الذرة والذي يأتي في منتصف أكتوبر من كل عام ويسمى "مذرة المخرط"، إضافةً إلى مواسم الشبّ والخريف والسعودات، وتتنوع سهول المنطقة بأنواع عديدة من الذرة، تشمل الذرة البيضاء، والذرة الحمراء، والشهلاء، والشاحبي، إضافةً إلى الذرة القهرية والغرب، ولثمرة الذرة تسع مراحل قبل الحصاد، تشمل مرحلة المعاصرة، ومرحلة الجضم، ومرحلة مج العذق، تلي ذلك مرحلة الصفو، ومرحلة الخريط وتعد أول مراحل نمو الحبة "البذرة"، ومرحلة النجيف التي تتميز بظهور نصف الحبة تقريبًا، تليها مرحلة الشويط حيث تكون الحبة طرية، ثم مرحلة الخضير، ومرحلة النضج وهي الذرة الحمراء.

ويأتي موسم الخضير في منتصف شهر ديسمبر من كل عام، وهو موسم تشتهر به منطقة جازان، حيث يصل نمو ثمرة الذرة إلى مرحلة "الخضير"، حيث تُقطف خلال هذه المرحلة وتكون سهلة الطحن وتميل إلى اللون الأخضر، وسمي الموسم خضيرًا لاستمتاع أهالي المنطقة بطعم الذرة في مختلف أنواع الوجبات الشعبية التي تضاف فيها وتكون مكونًا أساسيًّا لها.

ويعد الموسم مبعث بهجة لأهالي المنطقة لمحافظته على تقاليدهم الزراعية وأكلاتهم الشعبية، وكذلك للمزارعين حيث يبيعون محصول مزارعهم سواء من الخضير، أو من الحبوب الحمراء عبر منافذ البيع التقليدية في الأسواق الشعبية، والبعض يتجه إلى بيعها أعلافًا للحيوانات في المنطقة، أو يتم تسويقها لقطاع الثروة الحيوانية.

مركز الأبحاث الزراعية في منطقة جازان

يجري مركز الأبحاث الزراعية في منطقة جازان، التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة تجربة الكفاءة الإنتاجية لمحصول الذرة الرفيعة، وذلك بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"، بهدف البحث عن توطين أصناف وأنواع جديدة من الذرة الرفيعة التي تتميز بإنتاجية مرتفعة، إلى جانب الحبوب والأعلاف الخضراء؛ لتغطية احتياجات المملكة من الغذاء والأعلاف، إلى جانب استغلال موسم الأمطار بالزراعة البعلية لتجربة أصناف قصيرة الموسم.