محطة تحلية مياه الشقيق

محطة تحلية مياه الشقيق، تقع في مركز الشقيق التابع لمحافظة الدرب بمنطقة جازان على ساحل البحر الأحمر، وهي إحدى المحطات التابعة للهيئة السعودية للمياه في المملكة العربية السعودية.

أُنشئت محطة التحلية في الشقيق بمرحلتها الأولى عام 1989م لتخدم منطقتي جازان وعسير، واستخدمت تقنية التبخير الوميضي المتعدد المراحل، ووصلت طاقتها الإنتاجية إلى نحو 97,014 م3 من المياه المحلاة يوميًا.

وفي عام 2020م، دشنت المحطة بمرحلتها الثانية، وعملت بتقنية التناضح العكسي وبلغت الطاقة الإنتاجية للمياه 42,500 م3 يوميًا، إذ بدأت أعمال التوسعة للمحطة في شهر ديسمبر لعام 2019م ونُفذت خلال ستة أشهر، بسبب زيادة الطلب على المياه المحلاة في منطقتي عسير وجازان. 

استبدلت الهيئة السعودية للمياه بنظام فلترة البحر في محطة تحلية مياه الشقيق نظام فلترة ذاتيًا، إذ إن لتقنيات التحلية الحديثة أثرًا واضحًا في رفع دقة التحكم للمضخات وتقليل استهلاك الطاقة المستخدمة خلال عملية التحلية، لذلك استخدمت الهيئة تقنية المحركات متغيرة السرعة في كافة محركات مشروع تحلية مياه الشقيق، وشغلت أجهزة قياس عالية الجودة لتحليل المياه ممثلة في مؤشر قياس كثافة الطمي "SDI" ووصلها بنظام التحكم التوزيعي.

وفي جانب الإنجازات، حققت الهيئة من خلاع مشروع محطة تحلية الشقيق رقمًا جديدًا في استهلاك الكهرباء هو 3 كيلو واط لكل م3 من المياه المحلاة، ويُعد رقمًا قياسيًا للمحطات التي تشتغل بتقنية التناضح العكسي.

بلغ الإنتاج السنوي في عام 2020م للمياه المحلاة المنتجة من منظومة إنتاج الشقيق نحو 37,877,319 م3، وقُدرت نسبة السعة المتاحة لإنتاج المياه بنحو 98.6%.

وعملت الهيئة السعودية للمياه على مشروع أنظمة نقل مياه الشقيق المرحلة الثالثة، بهدف توفير الإمداد من المياه المحلاة لمنطقتي جازان وعسير، إضافة إلى تعزيز الأمن المائي في منطقتي عسير وجازان، حيث تم رفع سعة نقل المياه إلى منطقة عسير لـ 500 ألف م3/ يوميًا، وإلى منطقة جازان بمقدار 270 ألف م3/ يوميا من المياه المحلاة، بالإضافة لإمداد 9 محافظات ومراكز شمال تهامة منطقة عسير بالمياه المحلاة للمرة الأولى.

وتبلغ أطوال الأنابيب في مشروع الشقيق نحو 486 كم، والتي مُدّت من الشقيق إلى خزانات أبها التي تقع على ارتفاع 2200م من سطح البحر، إذ يبلغ عدد الخزانات في أبها ثلاث خزانات بسعة تصل إلى نحو 212 ألف م3،وقدرت المسافة الطولية بين الشقيق وأبها بنحو 129 كم، لإمداد المناطق بنحو 275 ألف م3 من المياه المحلاة.

في 23 يناير 2022م، دُشنت المحطة العائمة الأولى لتحلية المياه قرب ميناء الشقيق على الساحل الغربي للسعودية، بقدرة إنتاجية تبلغ 50 ألف متر مكعب من المياه يوميًّا، وضمن حزمة مشاريع مائية لمنظومة وزارة البيئة والمياه والزراعة تستهدف ضمان أمن الإمداد وتعزيز الأمن المائي في كافة مناطق المملكة. 

وجاء تدشين المحطة العائمة الأولى لتحلية المياه ضمن خطة لتطوير محطات عائمة لتحلية المياه لصالح الهيئة السعودية للمياه وتحت إشراف فريقها الفني من الكوادر الوطنية بالكامل، على أن يكون نقل البوارج بحسب احتياجات المناطق على مستوى المملكة. وستسهم هذه المحطات في ضمان استمرارية وفرة المياه المحلاة بمستويات عالية وباعتماد أفضل المعايير والأنظمة المحلية والعالمية المطبّقة.

ويدعم مشروع بناء محطات عائمة لتحلية المياه، الذي يأتي بالتعاون بين الهيئة السعودية للمياه والقطاع الخاص، أمن الحياة البحرية ويحافظ عليها، وتعزيز الابتكار وتوطين أحدث التقنيات وتمكين المحتوى المحلي، وتوفير فرص عمل للشباب، وتحفيز قدرات القطاع الصناعي في السعودية وتعظيم مساهمته في القيمة المضافة الإجمالية وجعله أكثر نشاطا وتنافسية. 

ويشكّل مشروع المحطات، لتوريد ثلاث محطات متنقلة (بارجات) بحجم إنتاج كلي يبلغ 150 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميًّا، إضافة مهمة إلى الجهود الهادفة لأمن إمدادات المياه، وستسهم التقنيات عالية الكفاءة المعتمدة في هذا المشروع والزيادة في السعة الإنتاجية، في دفع عجلة النمو في الاقتصاد الوطني.

وتعتمد محطة تحلية المياه العائمة ذاتية توليد الكهرباء وذاتية التنظيف وذات الكفاءة العالية، على تقنيات متقدمة ورائدة لتصفية ومعالجة مياه البحر، وهي جزء من مرحلة ما قبل المعالجة.

وكمرحلة لاحقة للمعالجة، تأتي مرحلة التناضح العكسي وإعادة التمعدن، وضخ المياه المحلاة من المحطة إلى خزانات المياه باستخدام تقنيات حديثة عبر أنابيب مرنة.