صناعة الصِّحاف في السعودية، هي مهنة تتميز بها مناطق وقرى جنوب المملكة العربية السعودية، والصحاف جمع صحفة، وهي إناء منحوت من خشب شجرة الغرب، دائري الشكل، يوضع الطعام فيه للأكل، وتستخدم في المناسبات كالزواج، حيث كان الرجل لا يتزوج إلا إذا كانت الصحاف في بيته، وهي من مستلزمات البيت الضرورية.
تصنع من الصحاف أدوات عدة، منها: صحاف كبيرة، وذات أحجام متوسطة، ومكاييل، ومقارن للبقر تقرن بها عند الحراثة للأرض الزراعية. والمكاييل هي إناء منحوت من الخشب لقياس مقادير الحبوب، والمقارن أداة خشبية تستخدم لقرن الأبقار ببعضها عند الحرث.
وتفوق قيمة شجرة الغرب، التي تتميز بالقوة وخفة الوزن، 50 ألف ريال، وبالتالي تباع بعد تصنيعها بمبالغ كبيرة، وتُعمَّر هذه الشجرة لـ50 عامًا وأكثر، وتنبت في مناطق معينة، وليست لها بذور، ويغرسونها غرسًا، ولا تغرس إلا في أودية أو في مغارس، وتحتاج إلى الكثير من الماء.
تحضير وإعداد المادة الخام لصناعة الصحاف
تنقل شجرة الغرب من منبتها إلى المصنع المقام في منزل الحرفي، ويتم قطع أغصانها حتى لا يبقى منها إلا الجذع الذي يفلق بالفأس إلى نصفين، ليكون جاهزًا لصنع الصحاف، ويصنع من الشجرة الكاملة من 25 إلى 26 صحفة مختلفة الأحجام، أما باقي أغصان شجرة الغرب، فتصنع منها المكاييل والأدوات الزراعية الأخرى.
التقنيات اليدوية لصناعة الصحاف
يقطع الحرفي جزءًا من شجرة الغرب بالفأس الكبيرة بشكل مقارب للشكل المراد تصنيعه، ويرسم الشكل الدائري عليها بواسطة الفرجار، وسابقًا كان يستخدم الخيط والفحمة للرسم، ثم يبدأ بحفرها بالفأس الصغيرة الممتدة، أو المجوفة من الداخل والخارج، إلى أن تصبح مشابهة للشكل النهائي، ثم يستعمل القدوم الممتدة في تهذيبها من الخارج حتى تأخذ الشكل النهائي.
ويبدأ الحرفي في تهذيب الصحفة من الداخل بالقدوم المعقوفة، حتى يتحدد شكلها النهائي من الداخل أيضًا، وينقشها البعض بزخارف من الخارج، وتطلى لاحقًا من حميس عود القطران من الخارج والداخل، وتتشربه الصحفة، ثم يدهنها صاحبها من الداخل بالسمن البري، ويجد المتذوق عند استعمالها نكهة خاصة لكل طعام يوضع فيها.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة