الخُليف والقيس، هي عادة اجتماعية قديمة ظهرت في مكة المكرمة غربي المملكة العربية السعودية، تحييها النساء في يومي التروية وعرفات، الثامن والتاسع من شهر ذي الحجة، تتمثّل في بقائهن وسط المدينة خلفًا للرجال الذين يتوجهون إلى المشاعر المقدسة لخدمة الحجاج ورعايتهم أثناء أداء شعيرة الحج، ولهذا سُمّي "الخليف"، فيما أُطلقت تسمية "القيس" نسبةً إلى أنشودة خاصة ترددها النساء للمتخلفين دون عذر عن خدمة الحجيج "يا قيس يا قيس.. قوم اذبح التيس، كل الناس حجوا.. وأنت قاعد ليش".
مهام النساء في الخليف والقيس
شاعت عادة الخليف والقيس لدى الأسر الحجازية قديمًا، واستمرت حتى وقت قريب يقدره المؤرخون بخمسة عقود، وذكرت بعض المصادر التاريخية أن أهل مكة كانوا يجهزون الخيام حول أحيائهم وبيوتهم لاستقبال القادمين للحج وضيافتهم، وكانوا يخصصون بيوتهم القريبة من مناسك الحج والمسجد الحرام لسكن الحجاج، فيما يخرج أهل مكة لضواحيها المجاورة والبيوت الأبعد.
وفي ليلة عرفة يجتمع النساء في أطراف مكة المكرمة وضواحيها، لإنجاز مهام الرجال أثناء غيابهم لخدمة الحجاج، مثل تفقد بيوت الحي وجيرانهم، ومساعدة المحتاجين داخل البيوت من كبار السن، وتوزيع الماء والطعام، حيث لا يبقى غير النساء.
كما اعتادت نساء مكة المكرمة في الخليف والقيس الاجتماع في المسجد الحرام بصحبة أطفالهن، إضافة إلى تقديم الرعاية للمحتاجين، وإطلاق بعض الأهازيج، لجبر خواطر من لم تتسن لهم فرصة أداء الحج أو خدمة الحجيج، من النساء والأطفال وكبار السن المقعدين.
الخليف والقيس في العصر الحديث
لا تزال بعض ممارسات عادة الخليف والقيس موجودة حتى الوقت الحاضر، لكن باختلاف الطريقة كما اختلف حال خدمة الحجيج، ولا تزال سيدات مكة المكرمة يقمن بعادة "الخليف" في يوم عرفة بالحرم المكي مع أطفالهن في ظل انشغال الرجال بأعمال الحجيج، حيث تبدأ النساء التجمع في أحد بيوت العائلة، ثم التوجه إلى الحرم المكي في أطراف النهار والبدء في الطواف، ثم البقاء في ساحات الحرم، بانتظار نهاية نهار يوم عرفة، وتقديم وجبة الإفطار للصائمين، ولا يغادرن الحرم إلا بعد صلاة العشاء.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة