الدرايش

الدرايش، أو النوافذ والشبابيك، هي المصدر الرئيس للإضاءة والتهوية للبيوت القديمة في العمارة التقليدية بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلى أنها تجعل الفراغات الداخلية لهذه البيوت مكانًا مناسبًا للاستقرار.

تؤلف الدرايش في مجملها وحدة جمالية بصريًا، بتوزيعها في واجهة المباني بنظام هندسي متوازن ذي طابع جمالي يضفي حيوية على جدران البيوت الطينية الصامتة، مع حفظها لجانب الخصوصية والحشمة.

تتكون الدرايش أو الشبابيك من إطار خشبي مستطيل أو مربع، يُقسم من الداخل إلى أربعة أو ثلاثة أضلاع خشبية على حسب حجم الإطار، وعدا الضلع العلوي والسفلي فكل ضلع يسمى (راسطة)، والعلوي والسفلي يسميان (عتبة)، تمر بين كل الأضلاع قضبان حديدية متوازية، يأتي في أعلى الشباك جزء مكمل له يُسمى الهلال أو القمرية، مثلما في الأبواب، وهو على شكل نصف دائرة، والزجاج الداخلي للنوافذ يشكل من خامات متعددة من الزجاج الملون والأخشاب، ترصّ بطريقة أرباع الدائرة في الشكل الهلالي، وتتعدد ألوان الزجاج ما بين الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر والأبيض الشفاف محدثة تمازجًا مختلفًا عند انعكاس ضوء الشمس. وفي حال تشكل الجزء العلوي للشباك بشكل مستطيل يُسمى "كتّابي"، وفي هذا التصميم تعبئ الفراغ أسياخ الحديد أو الزجاج الملون، ويكثر هذا التصميم في محافظة القطيف بالسعودية.

تُغلق الدرايش أو الشبابيك من خلال إطار مرتبط بها، يتحكم المدور في دورانه عند زواياه الأربع، ويحكم إغلاقها الماكري، وهو قطعة خشبية صغيرة متحركة تثبت في أعلاه وأسفله. ولها أنواع عدة وإضافات تطل على واجهة البيوت، مثل الروشن الذي يُصنع بفتحة في حدود 30 سم، وعرض 60 سم، ويعد أبسط أنواع الشبابيك، يُغلق بحزمة قش أو بقطعة خشب لتقليل الفتحات، حسب الظروف المناخية المتعارف عليها للتحكم بالتهوية، وهناك أيضًا "اللوزي" وهو سياج خشبي يكوّن من طبقتين متعاكستين من الشرائح الخشبية الرفيعة، يغطي الشباك أو نصفه من الخارج، وهو ابتكار عملي ظهر مع بداية ظهور المباني الاسمنتية، لتوفير الخصوصية، وضبط مقدار الهواء والضوء الداخل للمساحة الداخلية.