مؤتمر الابتكار في صناعة التحلية، هو مؤتمر دولي تُنظمه الهيئة السعودية للمياه في المملكة العربية السعودية، بمشاركة الجمعية الدولية لتحلية المياه (IDA)، وعدد من الجهات المختصّة وخبراء وباحثي وممثلي القطاع،بهدف استعراض التقنيات والابتكارات الحديثة في قطاع صناعة تحلية المياه، ودعم المبادرات الوقائية القائمة على استشراف حلولٍ مستقبلية لصناعة تحلية المياه،وتطوير الاستراتيجيات التطلعية والخطط الابتكارية لمواجهة تحدّياتها، مع ضمان الاستدامة البيئية والاقتصادية من خلال حدّ الانبعاثات الكربونية وخفض تكلفة الإنتاج واستهلاك الطاقة، تعزيزًا لتطلّعات السعودية في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060م.
عقد المؤتمر دورته الأولى في مدينة جدة، لمدة ثلاثة أيام بدءًا من 29 شوال 1443هـ/30 مايو 2022م،متضمنًا حزمة من المحاور نوقشت عبر الجلسات الحواريّة، وورش العمل التفاعليّة، منها: البحث عن آليّات فعّالة لإدارة التحديات المستقبلية، ومناقشة التقنيات الحديثة والأبحاث العلمية والابتكارات الرقمية وتأثيرها على صناعة تحلية المياه، وسُبل تمكينها من تطوير تقنيات التحلية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات المعرفية خلال المؤتمر لتطوير صناعة التحلية بما فيها الابتكارات البيئية،وتعدين البحار واستخلاص المعادن الثمينة من المحلول الملحي الناتج عن منظومات التحلية.
وطرح المؤتمر عددًا من الجلسات الحواريّة، منها جلسة بعنوان "فعالية أغشية السيراميك (UF) كمعالجة أولية لأغشية التناضح العكسي" وجلسة "تخفيض التكلفة والطاقة لتحلية المياه"، وجلسة أخرى بعنوان "الابتكار في المعالجة الأولية لتحلية مياه البحر"، وجلسة "الابتكار: تحقيق المستقبل، اليوم" التي ناقشت المعالجة الأولية لمياه البحر للتحكم بالتلوث الحيوي في منظومات أغشية التناضح العكسي، بالإضافة إلى جلسة "أغشية مركب الغشاء الرقيق بالتناضح العكسي المقاومة للتلوث الحيوي باستخدام الأشعة فوق البنفسجية الفراغي"، و"نظام دعم تشخيص تعاوني لوحدات التحكم المنطقية القابلة للبرمجة لمحطة تحلية المياه"، إلى جانب تنظيم عدد من ورش العمل، ومناقشة بعض الأوراق العملية.
وعُقد عدد من الاتفاقيات بين المؤسّسات المحليّة والعالمية، ونُظّمت زيارات ميدانية للابتكارات التقنية لكل من "معهد الأبحاث وتقنيات التحلية"، و"إدارة مشاريع الكفاءات المحلية"، التي تُنفّذ مع شركاتٍ عالمية، وغيرها من التقنيات التي عُرضت واستُخدمت للمرة الأولى، وامتازت بتقديم حلولٍ لخفض تكلفة إنتاج المياه المحلاة، والحدّ من استهلاك الطاقة، وتُسهم في تحقيق الاستدامة المائية والبيئية والاقتصادية،وتُعزز الاعتماد على الاستخدامات المتنوعة لمصادر الطاقة المتجددة.
وأطلعت المؤسسة الخبراء المُشاركين في المؤتمر على مُبادراتها في تعزيز الأمن البيئي والطاقة النظيفة، منها: استثمارها في "تقنية صفر رجيع ملحي ZLD" التي تحدّ من ملوحة مياه الرجيع الملحي، وتحفظ سلامة البيئة البحرية واستخراج الأملاح والمعادن وتحوّلها لمنتجات ذات قيمة اقتصادية عالية، واستراتيجيّاتها لخفض الانبعاثات الكربونية بما يعادل 34 مليون طن سنويًا، وذلك ضمن إسهامات المؤسّسة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، واهتمامها بمواجهة التحديات البيئية من خلال مبادراتها ومنتجاتها الابتكارية التي تُحافظ على الموارد المائية ومصادر المياه غير المتجددة، وتُعزّز مفهوم "البيئة الإيجابية للمياه" في مختلف سلاسل الإمداد، فضلًا عن تشجيع الابتكار باستشراف تقنيات صديقة للبيئة متكاملة لتحقيق الاستدامة البيئية، وتوظيف تقنيات الجيل الرابع وتقنيات تعلُّم الآلة في مشاريعها التنموية.
الدورة الثانية لمؤتمر الابتكار في صناعة التحلية
استضافت مدينة جدة أعمال مؤتمر "الابتكار في صناعة التحلية" في دورته الثانية، في 16 ربيع الأول 1445هـ/1 أكتوبر 2023 م، ولمدة ثلاثة أيام، بمشاركة دولية ومحلية شملت أكثر من 300 مشارك من أنحاء العالم، وحضور لورش العمل وفعاليات المعرض المصاحب تجاوز 1800 باحث ومتخصص.
وتضمنت فعاليات المؤتمر جلساتٍ حوارية وورش عمل ولقاءات خاصة مع مسؤولين دوليين وخبراء مشاركين في الحدث، حيث تطرقوا إلى الاستفادة من "التحلية" لتلبية الاحتياجات من المياه، باستخدام أفضل السبل التقنية في الابتكارات المستقبلية لاستدامة المياه وتطوير الاستراتيجيات لمواجهة تحديات صناعة التحلية.
وتناولت جلسات النقاش إمكانات الموارد الواعدة للمحاليل الملحية لتحلية المياه، والتقنيات المبتكرة لاستخراج المعادن المهمة، والحصول على مياه عذبة منخفضة الطاقة وخالية من المواد الكيميائية، باستخدام تكنولوجيا التناضح العكسي تحت سطح البحر، واستخراج المعادن بكفاءة في استخدام الطاقة ومنخفضة الانبعاثات الكربونية. كما تناولت الجلسات إمكانية الاستفادة من المياه المالحة الناتجة عن تحلية مياه البحر، ودور الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في تكنولوجيا تحلية المياه، وزيادة الكفاءة وتقليل التكاليف في تكنولوجيا معالجة المياه باستخدام الذكاء الاصطناعي والتصنيع الإضافي، والتحديات والآفاق المستقبلية للتصنيع الإضافي لتحلية المياه، والتغيرات المدمرة في تكنولوجيا المياه، وأهمية النظم البيئية لريادة الأعمال لخلق جيل قادم من المبتكرين ورجال الأعمال في مجال الابتكار في مجال المياه، وبناء قادة تحلية المياه والخبراء الفنيين المستقبليين.
وشهد المؤتمر إطلاق ابتكار عالمي جديد في صناعة تحلية المياه، تمثل في تقنية تعد أول غشاء "ممبرين" من السيراميك بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد، يمكن استخدامها لخمسة أعوام وإعادة تدويرها.
كما شهد المؤتمر تتويج الفائزين بـ"جائزة الابتكار العالمية في تحلية المياه"، التي أطلقتها الهيئة السعودية للمياه وشارك فيها 105 متنافسين، يمثلون أكثر من 27 دولة، حيث تتكامل الجائزة مع الاستراتيجية الشاملة للمياه التي تعمل على دمج التوجهات والسياسات والتشريعات والممارسات في قطاع المياه. وجرى خلال المؤتمر، إعلان رفع عدد المشاركين في "جائزة الابتكار العالمية في تحلية المياه" العام القادم إلى 250 مشاركًا، ومضاعفة قيمة الجائزة لدعم الابتكار والمبتكرين.
واحتضن المؤتمر معرضًا مصاحبًا تضمن أجنحة لعددٍ من الشركات والجهات والهيئات المتخصصة التي استعرضت أحدث التقنيات الابتكارية في صناعة تحلية المياه والمنظومات المتقدمة التي تعمل على كفاءة إنتاج المياه المحلاة بما يدعم الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز إمدادات المياه النظيفة والمستدامة مع استخدام أحدث التقنيات التي تسهم في تقليل استهلاك الطاقة.
ووقعت الهيئة السعودية للمياه على هامش فعاليات المؤتمر، خمس اتفاقيات تبادلية لتوطين صناعة المياه ودعم التقنيات المتطورة والمبتكرة، مع عددٍ من الهيئات والشركات الكبرى، شملت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت"، وجامعة تبوك، وشركة "يو آي باث"، وشركة "فيدكو" وشركة "داو".
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة