تم نسخ الرابط بنجاح

الآثار في منطقة الجوف

saudipedia Logo
الآثار في منطقة الجوف
مقالة
مدة القراءة 5 دقائق

الآثار في منطقة الجوف، هي البقايا المادية وتركات الحضارات الإنسانية القديمة في منطقة الجوف شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتضم النقوش الحجرية والرسوم والكتابات الثمودية والنبطية، وتُعدُّ الجوف من مناطق المملكة الغنية بهذه الآثار، وفيها موقع الشويحطية، أحد المستوطنات التاريخية البشرية القديمة.

الآثار في منطقة الجوف في عصور ما قبل التاريخ

وثقت فرق البحث الميداني وجود آثار في منطقة الجوف تعود لعصور ما قبل التاريخ، وهي الفترات التي سبقت تصنيع المعادن، واستعان الإنسان خلالها بالأدوات الحجرية، وقد وجدت في عدة أماكن بالمنطقة.

واكتشفت أدوات مقطوعة من الصخر وعدد من الفؤوس البدائية شمال وجنوب شرق حوض سكاكا وجنوب الكهيفية ترجع إلى 200 ألف سنة قبل الميلاد.

ووجدت في وادي السرحان العديد من الدوائر الحجرية تنتشر على أراضيه أدوات من حجر الصوان ترجع إلى نحو الألف الرابع قبل الميلاد، خلال العصر الحجري الحديث، وفي تاريخ قريب لتلك الفترة ومع بدايات عصر صناعة المعادن، عثر في موقع الرجاجيل على أعمدة حجرية تواجه الشمس، تنتمي إلى العصر النحاسي.

قرية الشويحطية قرب مدينة سكاكا. (واس)
قرية الشويحطية قرب مدينة سكاكا. (واس)

الآثار في منطقة الجوف في عصور ما قبل الإسلام

ذُكرت منطقة الجوف في النصوص الآشورية خلال القرن الثامن قبل الميلاد باسم (أدوماتو)، وتشير إلى دومة الجندل، ومن النصوص الآشورية التي عثر عليها لوحات جدارية في قصر الشمال للملك الآشوري بانيبال (668 ق.م - 626 ق.م)، تمثل مشاهد معركة حربية بين العرب والآشوريين، صُور فيها العرب يركبون الجمال، والأشوريون يمتطون الخيول.

واكتُشفت مجموعة شواهد أثرية تعود لأواخر الألف الأول قبل الميلاد في موقع الطوير الأثري، يضم مجموعة من الفخاريات.

وتكثر النقوش العريية القديمة (الثمودية) على الواجهات الصخرية في منطقة الجوف، ويعود تواريخ أقدم ذكر لحضارة تلك الفترة إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وتؤرخ الكتابات بين القرن الثامن قبل الميلاد والثالث الميلادي.

وعثر في محافظة دومة الجندل على عملة تنسب للفترة النبطية، تظهر على وجهها شقيلة زوجة الملك النبطي الحارث الرابع، الذي حكم خلال الفترة من 9 ق.م إلى 40 م، وكسر فخارية ونقش نبطي، وقطع فخارية من نفس الحقبة قرب مسجد عمر بن الخطاب.

وتعد منطقة الجوف إحدى مناطق شبه الجزيرة العربية الثرية بالرسومات والكتابات والنقوش العربية بأنواعها، سجل فيها نحو 11,400 رسم تنتشر على 1,085 صخرة، منها رسم موقع إثرا، يصور شكل آدمي بشعر طويل وذراعين ممدوتين، ونقش في موقع وادي الشاطئ نفذ بالنقر على صخرة جرانيت صلبة، يجسد هيئة آدمي بعنق دقيق ورأس دائري وساق على شكل عودين.

ويزخر موقع الطوير بالرسوم الصخرية لحيوانات كالإبل والنعام والحمير والوعول، والكتابات الثمودية، ونقوش تمثل فرسانًا يحملون رماحًا طويلة، ووسوم تشير إلى انتمائهم القبلي.

وفي شمال غربي مدينة سكاكا، رسم لشكلين آدميين يلبسان خوذا، ورسم لأسد بكتابة كوفية مؤرخة بعام 144هـ.

ومن النقوش المكتشفة في منطقة الجوف، نقش من موقع القدير جنوبي سكاكا، ونقش من موقع القلعة بمدينة سكاكا.

وتعود أقدم النقوش النبطية التي وجدت في المنطقة إلى نص من حكم الحارث الرابع يعود لعام 4م، ونقش آخر من نفس الفترة مؤرخ بعام 27م، كتب داخل إفريز، وأحدثها يرجع إلى حكم الملك رب أيل الثاني المؤرخ بسنة 71م.

الآثار في منطقة الجوف في العصور الإسلامية

أظهرت الدراسات الميدانية والمسوحات الأثرية في منطقة الجوف وجود عدد من الكتابات والنقوش الإسلامية المنفذة على الواجهات الصخرية والأحجار.

واكتشف شمال غربي موقع مويسن قرب دومة الجندل نص مكتوب داخل رسم صخري لأسد، ونقوش أخرى تضم أذكارًا، ونقش في قارة النيصة غرب قصر مويسن، ونقوش في القرعاء غرب مدينة سكاكا، تتوزع على الصخور والجبال.

وعثر على نقش إسلامي مبكر على واجهة جدار حجري في قصر إثرا بمحافظة القريات، ونقش في حرة الرشراشية شمال القريات.

المعالم التاريخية في منطقة الجوف

موقع الشويحطية

يقع موقع الشويحطية الأثري على بعد 45 كم شمال مدينة سكاكا، ويعد أحد أقدم المواقع في الشرق الأدنى القديم، تقدر الدراسات والقياسات التحليلية أن تاريخه يعود لنحو 1.3 مليون سنة، عثر فيه على أدوات من حجر الكوارتز، كما عثر فيه على العديد من الأدوات الحجرية التي صنفت على أنها تعود إلى العصر ما قبل الآشولي، ويقدر عمر الاستيطان البشري فيه بنحو مليون سنة.

قلعة الصعيدي

تقع عند رأس جبل يعرف بهذا الاسم بجوار موقع كاف، تتكون من سور مستطيل مشيد بالحجر البازلتي يحيط بكامل قمة جبل الصعيدي بطول يبلغ نحو 800 م في قاعدته، وبارتفاع يصل إلى 4 م من الخارج في بعض النقاط، ومتوسط عرضه 2.5م، وتتخلله أبراج مربعة في كل ضلع من أضلاعه.

موقع الرجاجيل

يقع على بعد نحو 10 كم جنوب مدينة سكاكا، يتكون من نحو 50 مجموعة من الأعمدة، يبلغ ارتفاع القائم منها نحو 3م، موزعة بصورة عشوائية تمتد ضمن حدود مستطيل، تواجه الأعمدة الشمس، ويحوي الموقع كميات من المواد الحجرية من مكاشط وحجر صيوان ومخارز وشفرات، إلى جانب بعض الكسر الفخارية.

قلعة مارد

تقع في حي الدرع بدومة الجندل، أعلى تل صخري يطل على مدينة دومة الجندل القديمة، بارتفاع يصل إلى 600م، سميت كذلك نسبة إلى تمردها واستعصائها على كل من حاول غزوها، وهي قلعة أثرية يعود تاريخها إلى القرنين الأول والثاني الميلادي، ذكرتها ملكة تدمر زنوبيا عندما شنت حملة عليها عام 267-272م، وقالت عنها: "تمرد مارد وعز الأبلق".

قلعة مارد في دومة الجندل. (واس)
قلعة مارد في دومة الجندل. (واس)

استخدمت القلعة مقرًّا للحكم، ومكانا لسكن الجنود، واتخذت شكل الكتلة الصخرية التي تقوم عليها، تتكون من أبنية وقلاع وحصون، وبها 4 أبراج دفاعية مخروطية الشكل في الأركان الأربعة، بنيت أساساتها من الحجر، وأجزاؤها العلوية باللبن، وكشفت عمليات التنقيب والبحث عام 1976م عن وجود خزفيات نبطية ورومانية ترجع للقرنين الميلاديين الأول والثاني.

موقع الصنيميات

يقع شمال غرب دومة الجندل، يتألف من مجموعة تلال أثرية تمثل مقابر جماعية، تضم عظاما بشرية في أوان وكسر فخارية ومزججة، وعدد من الخرز والأقراط والحلقات المعدنية، ومغازل أسطوانية فخارية، وبعض العملات النحاسية من ضمنها عملة للملك النبطي الحارث الرابع، ترجح الدراسات أن الموقع يعود للفترتين الرومانية والنبطية.

بئر سيسرا

توجد في مدينة سكاكا جوار قلعة زعبل، حفرت في الصخر عند مكان مرتفع، يبلغ عمقها الحالي 15م، وبداخلها سلم محفور، أسفله فتحة لنقل المياه إلى باقي المدينة، والقنوات منحوتة في الصخر.

موقع قبال

يقع شمال غرب مدينة سكاكا على بعد 12 م عند جبل قيال، تشير البقايا المعمارية والشكل العام إلى أنه منشأ لوظيفة رسمية، مكون من 3 أجزاء: الجزء الأول المستوطنة السكنية، تتشكل من أطلال 23 وحدة معمارية منتشرة عند السفح الجنوبي للجبل، مفصولة بمسافات متقاربة، والجزء الثاني عند الجهة الشرقية من الجبل، وهو مبنى على هيئة مستطيل يحيط به سور، ويوجد له مدخلان وفناء واسع، وعثر داخل المبنى وحوله على كميات من الكسر الفخارية ذات زخارف محززة، وأما الجزء الثالث فهو مبنى كبير له بقايا أسوار حجرية كبيرة غير واضح المعالم.

قلعة زعبل

تقع قلعة زعبل التاريخية في شمال مدينة سكاكا بمنطقة الجوف، إذ تعد من أقدم القلاع في الجزيرة العربية، يعود تاريخها إلى الفترة النبطية الممتدة من القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي، شيدت القلعة على قمة جبل صخري، وأعيد تجديدها مرات عديدة، ويرجع آخر بناء لها إلى نحو 200 عام، تبلغ مساحتها نحو 5600م2، وبنيت على ارتفاع نحو 50م.   

قصر كاف

يقع على بعد 12 كم شمال محافظة القريات عند سفح جبل الصعيدي، يُظهر نصه التأسيسي أنه شيد عام 1338هـ/1920م، استخدم في بنائه خشب الحور والدف والحديد والحجارة، يأخذ هيئة مربع تبلغ مساحته نحو 3,005م2، ويضم أبراجا دفاعية مخروطية الشكل، وأبنية للضيافة والحكم والسكن، ومسجدا ومستودعات ومطبخا وسجنا.

قصر الإمارة في الحديثة

هو أحد قصور الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بني عام 1371هـ/1952م في مركز الحديثة التابع إداريًّا لمحافظة القريات، شكله مربع بني من الحجارة البازلتية السوداء، يضم برجين بهما غرفة للمراقبة، ويتبع له مسجد الحجر.

قصر عين الحواس

هو قصر هيئته مربعة وله برجان أسطوانيان بفتحات مستطيلة، بني من الحجارة والطوب اللبن، يشتمل على فناء واسع تتوسطه بئر، وغرف ومرافق ومجلس للرجال (القهوة).