تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
القوات الجوية الملكية السعودية
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

القوات الجوية الملكية السعودية، هي إحدى القوات المسلحة التابعة لوزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية، مهمتها الدفاع عن أجواء السعودية، وتأمينها من الأخطار المحتملة.

كانت نواة تأسيس القوات الجوية في عام 1348هـ/1929م، عندما اشترى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طائرات بريطانية الصنع، وأنشأ أول مطار في جزيرة دارين بالمنطقة الشرقية.

تأسيس القوات الجوية الملكية السعودية 

أمر الملك عبدالعزيز في 23 جمادى الآخرة 1344هـ/7 يناير 1926م، بتأسيس قوة طيران باسم "قوة الطيران الحجازية النجدية"، واهتم بامتلاك قوة جوية تحمي سماء السعودية، وقرر في 29 رجب 1348هـ/30 ديسمبر 1929م، شراء أربع طائرات بريطانية الصنع من طراز "ويستلاند وابتي مارك/2" ذات الجناحين، وكانت من أحدث الطائرات المستخدمة آنذاك، وأعد لها أول مطار في السعودية بجزيرة دارين في المنطقة الشرقية.

وفي عام 1349هـ/1930م، أنشئت أول مدرسة للطيران، لكنها واجهت صعوبات فنية في الصيانة والحصول على قطع الغيار، حتى توقفت أعمالها، وفي هذه الفترة أسست "جمعية الطيران العربية" في 5 شعبان 1349هـ/25 ديسمبر 1930م، في مكة المكرمة، وبدأ تشجيع الشباب على تعلم الطيران، وأوفدت بعثة مكونة من 10 طلاب، لتلقي علوم الطيران في إيطاليا في 2 ذي الحجة 1353هـ/7 مارس 1935م، فكانوا أول طيارين سعوديين يحصلون على شهادات دولية في مجال الطيران.

أهدى الرئيس الأمريكي روزفلت إلى الملك عبدالعزيز عام 1364هـ/1945م، طائرة من طراز "داكوتا - دوجلاس - دي سي 3"، وكانت حينها نواة الطيران المدني في السعودية، وواصل الملك المؤسس جهوده نحو تطوير الطيران الحربي، وفي رجب 1364هـ/يوليو 1945م، طلب من الحكومة البريطانية عرضًا لتطوير وتدريب أطقم الطيران، وابتعث 10 خريجين سعوديين، بعد تدريبهم في الطائف إلى بريطانيا عام 1368هـ/1949م، وتخرجوا في 8 جمادى الأولى 1372هـ/23 يناير 1953م، وسبق ذلك في 7 رجب 1371هـ/1 أبريل 1952م، تغيير اسم وزارة الدفاع، إلى وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة، وأصبحت تضم الطيران الحربي والطيران المدني.

تطور القوات الجوية الملكية السعودية

أنشئت أول مدرسة منظمة لتعليم الطيارين والفنيين العلوم الجوية في مدينة جدة، في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، واستمر ابتعاث الطلبة لدراسة الطيران في الخارج، كما افتتحت مدرسة سلاح الطيران في 30 ربيع الآخر 1373هـ/5 يناير 1954م، وتحولت "مدرسة أعمال المطارات" في مطار الظهران التي أنشئت عام 1376هـ/1948م، إلى مدرسة عسكرية، تعنى بتدريس التخصصات الفنية لسلاح الطيران، سُميت مدرسة سلاح الطيران الفنية. 

وتشكلت في هذه الفترة الأسراب الأولى في القوات الجوية، إذ تشكّل السِرب الأول المتنوع، والمجموعة الأولى المتنوعة، والتي تألفت من طائرات نقل ومواصلات من طراز "داكوتا" و"سكاي ماستر" وطائرات تدريب متنوعة وقاذفات من طراز "بي - 26" وطائرات نقل عسكرية، اشترت السعودية في هذه الفترة 20 طائرة من المقاتلة النفاثة "دي هافيلاند فامباير" لتشكيل السرب الخامس الذي عرف باسم سرب المقاتلات.

بعد تعيين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وزيرًا للدفاع والطيران ومفتشًا عامًّا عام 1382هـ/1962م، وضع الخطط والبرامج لتطوير القوات المسلحة، ونقل سلاح الطيران إلى الرياض، وتغيرت تسمية مديرية الطيران بجدة إلى سلاح الطيران الملكي السعودي، بعد فصل الطيران المدني عنها والمقاتلات النفاثة، كما وقعت السعودية عقد مشروع طائرات "اللايتننج" الاعتراضية مع الحكومة البريطانية، وشمل المشروع شراء بعض الطائرات الأخرى مثل الـ"هنتر"، وكذلك بعض الرادارات وصواريخ أرض جو، والتدريب والصيانة والتموين، وعمل بعض المنشآت الأساسية، وفي عام 1385هـ/1965م، دخلت الخدمة طائرة "سي 130" للنقل التكتيكي ودعم العمليات البرية.

واستمرت دراسة وتدريب منسوبي القوات الجوية، في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، وبُني مقر جديد لقيادة القوات الجوية في مدينة الرياض، كما توسعت القواعد الجوية، وفي عام 1397هـ/1977م، كانت بداية مشروع "شمس السلام" لشراء طائرات "إف - 15" الاعتراضية المقاتلة، وشمل المشروع عقود صيانة وتموين وتدريب وتشغيل بعض المنشآت المساندة.

طائرة حربية من طراز تايفون للقوات الجوية الملكية السعودية. (واس)
طائرة حربية من طراز تايفون للقوات الجوية الملكية السعودية. (واس)

تحديث القوات الجوية الملكية السعودية 

في عام 1405هـ/1985م، في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، كانت بداية مشروع "درع السلام"، الذي تضمن تأمين وتجهيز رادارات أرضية وشبكات اتصالات، ومراكز عمليات على مستوى السعودية، تكون مرتبطة مع بعضها، فيما عرف بنظام القيادة والسيطرة والاتصالات، وحصلت السعودية على طائرات الإنذار المبكر من طراز "أواكس" وطائرات التزود بالوقود جوًّا، ووقع عقد "مشروع اليمامة" في عام 1406هـ/1985م، وتوفرت للقوات الجوية أسراب من طائرات "التورنيدو" الهجومية والدفاعية، وطائرات "هوك ت - 65" للتدريب المتقدم وطائرات "بيلاتوس بي سي 9".

mاستكملت القوات الجوية الملكية السعودية عملية التحديث والتطوير للرفع من قدراتها الدفاعية والهجومية وتحديث الأنظمة الرادارية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، إذ اشترت المملكة طائرة "التايفون" وأدخلتها في الخدمة عام 1430هـ/2009م، وفي عام 1433هـ/2012م، اشترت السعودية مجموعة من طائرات "إف - 15" المطورة، إضافة إلى تحديث مجموعات أخرى من الطائرات العمودية.

القوات الجوية الملكية السعودية في عهد الملك سلمان

استمرت القوات الجوية في تطوير وتحديث الأطقم الجوية ومنظوماتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وشمل ذلك: طائرات "هوك 165"، ومنظومات طائرات التزود بالوقود، وطائرات النقل التكتيكي "كي سي – 130 جي"، ومنظومة الاستطلاع وطائرة كينج آير "أي 350"، ومنظومة الطائرات القتالية "إف 15 إس أي"، ومنظومة الطائرات بدون طيار "وينج لونج سي إتش 4".

كما صدر الأمر السامي في 23 ذو الحجة 1436هـ/6 أكتوبر 2015م، بتعديل اسم "قاعدة الرياض الجوية" لتصبح "قاعدة الملك سلمان الجوية بالقطاع الأوسط"، وفي 29 جمادى الأولى 1437هـ/9 مارس 2016م، افتتح خادم الحرمين الشريفين قاعدة الملك سعود الجوية بالقطاع الشرقي في محافظة حفر الباطن.

منشآت القوات الجوية الملكية السعودية 

تضم منظومة القوات الجوية الملكية السعودية منشآت تعليمية وتدريبية خاصة، منها: كلية الملك فيصل الجوية، التي تأسست عام 1387هـ/1968م، بعد تطوير مدرسة سلاح الطيران وتغيير تسميتها، ومعهد الدراسات الفنية للقوات الجوية، في مدينة الظهران، وهو معهد يختص بتعليم وتدريب الفنيين على صيانة طائرات القوات الجوية، وتشغيل منظوماتها المساندة المختلفة.

كما أنشأت السعودية عام 1440هـ/2019م مركز الحرب الجوي، في قاعدة الملك عبدالعزيز بالظهران، ويوفر المركز قدرة متطورة في تدريب الأطقم الجوية والمساندة لها، في واقع مماثل للحرب الحديثة، كما يوفر اختبار وتقييم الأنظمة والأسلحة ومدى فاعليتها وتأثيرها، للتأكد من جاهزيتها للتنفيذ، وتُجرى فيه العمليات الخليجية المشتركة، وفي حالة العمليات الفعلية يكون المركز مقر قيادة العمليات القتالية الجوية على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.