مصفاة ساتورب، هي مشروع مشترك بين شركتي أرامكو السعودية وتوتال، تأسست بموجبه شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات "ساتورب" ومقرها في مدينة الجبيل الصناعية الثانية (الجبيل-2). يعود إنشاء المصفاة إلى 23 ربيع الآخر 1427هـ/21 مايو 2006م، حين وقَّعت شركة أرامكو السعودية وشركة توتال العربية السعودية "إس أي إس" اتفاقية تفاهم لتصميم وإنشاء وتملُّك وتشغيل مصفاة بطاقة إنتاجية تصل إلى 400 ألف برميل يوميًّا من الخام العربي الثقيل بتكلفة إجمالية لبناء المشروع تبلغ 14 مليار دولار.
تأسيس مصفاة ساتورب
في 29 شعبان 1429هـ/30 أغسطس 2008م، وقعت أرامكو السعودية وتوتال على النظام الأساسي واتفقتا على تشكيل شركة ذات مسؤولية محدودة باسم شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات "ساتورب".
وبحلول رجب 1430هـ/يوليو 2009م، منحت جميع عقود الهندسة والمشتريات والبناء مع نقل فرق المشروع إلى عدة دول للبدء في تصميم الوحدات المختلفة للمصفاة، وبينما كانت أجزاء من المصفاة قيد الإنشاء في الخارج، كانت فرق المشروع داخل المملكة منشغلة في وضع البنية التحتية التي ستقوم عليها المصفاة بأكملها والمجمع الإداري للشركة.
تمويل مصفاة ساتورب
مُوِّل مشروع المصفاة عبر الحصول على 8.5 مليارات دولار في جمادى الآخرة 1431هـ/يونيو 2010م من ممولين خارجيين يشملون 40 مصرفًا و7 وكالات ائتمان عالمية، إضافة إلى ثلاث أدوات إسلامية بلغ تمويلها 2.8 مليار دولار، منها مليار دولار على هيئة تمويل بالصكوك.
وبدأ العمل في إنشاء المصفاة في جمادى الأولى 1429هـ/يونيو 2008م بتوقيع الشريكين اتفاقية الشراكة (بنسبة 62.5% لأرامكو السعودية و37.5% لتوتال) لبناء مجمع تكرير عالي التعقيد بطريقة مأمونة، وفي حدود الوقت والميزانية المخطط لهما.
وخضع اختيار موقع المصفاة التي شيدت على مساحة 5 كم2، للدراسة، مما وفَّر لها ثلاث مزايا: قربه من خطوط الملاحة البحرية الدولية عبر الخليج، وتوفر مصادر الطاقة والمواد الخام اللازمة لتشغيل المنشأة، وإنشاء المصفاة بجوار مجمع صناعي ضخم، مما يوفر فرصًا للتكامل الصناعي، كما جرى ربط المصفاة بشبكة الزيت والغاز الطبيعي والكبريت ومرافق غاز البترول المسال في أرامكو السعودية.
واجتازت المصفاة العديد من الاختبارات، لضمان التشغيل الآمن، واشتمل بناء المصفاة على أعمال الهندسة والمشتريات والبناء وتشغيل 13 عقدًا وتشغيل 45 وحدة معالجة ومرافق خارجية.
مزايا مصفاة ساتورب
تُعد "ساتورب" أول مصفاة بالسعودية وأكبر مصفاة بالشرق الأوسط لإنتاج فحم البترول، وبها ممر أنابيب بطول 25 كم، ونظام ناقل للفحم البترولي يربط بين المصفاة ومرافق التصدير في ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل. كما أنها أول مشروع يجري بناؤه وتشغيله في الجبيل الثانية، وهي مصفاة صديقة للبيئة.
بدأ تجهيز باكورة شحنات المصفاة في 17 ذو القعدة 1434هـ/23 سبتمبر 2013م، وبدأت الشركة عملياتها التجارية في شعبان 1435هـ/يونيو 2014م، كما تمكنت من رفع طاقتها الإنتاجية من 400 ألف برميل يوميًّا في بداية عملها إلى 440 ألف برميل يوميًّا.
إنجازات مصفاة ساتورب
في عام 1436هـ/2015م، حققت شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات "ساتورب" في الجبيل إنجازًا تمثَّل في إكمال سنة كاملة من العمل دون تسجيل أي إصابات مهدرة للوقت، وتعمل الشركة على تطوير مجمع عالمي لإنتاج الكيميائيات، ومجمع للقيمة المضافة مرتبط به لدمجهما مع شركة ساتورب والمواقع الأخرى الحالية في مدينة الجبيل، مما يعزز الفوائد الاقتصادية التي أتاحتها استثمارات الشركة في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق.
وفازت في ربيع الآخر 1442هـ/ديسمبر 2020م بجائزة الملك عبدالعزيز للجودة في دورتها الخامسة، وذلك نظير تميُّزها المؤسسي الذي يعزز القدرة التنافسية في قطاعات الأعمال وجودة خدماتها.
وحصلت "ساتورب" في ذي الحجة 1443هـ/يوليو 2022م، على شهادة (ISCC +) الدولية تقديرًا لمبادراتها الدائرية مثل إعادة تدوير البلاستيك، وزيت الطهي المستخدم.
وفي 6 ذو الحجة 1444هـ/24 يونيو 2023م، أعلنت أرامكو السعودية وتوتال إنيرجيز عن توسعة مصفاة ساتورب، وإطلاق مشروع أميرال بقيمة 11 مليار دولار، لتعزيز استراتيجية تحويل السوائل إلى منتجات كيميائية، وزيادة التكامل بين أعمال التكرير والبتروكيميائيات، ويستهدف بدء التشغيل التجاري في عام 2027م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة