تم نسخ الرابط بنجاح

زراعة الجوافة في السعودية

saudipedia Logo
زراعة الجوافة في السعودية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

زراعة الجوافة في السعودية تكثر بمنطقة جازان جنوب غربي المملكة العربية السعودية، التي تشتهر بزراعة الفواكه الموسمية، حيث يبلغ إنتاجها الإجمالي السنوي 118,080 طنًا من الفواكه الاستوائية، وتضم منطقة جازان بين أراضيها الزراعية 6 آلاف شجرة جوافة تُنتج سنويًّا 60 طنًا. 

وتنضج ثمار الجوافة في فصل الخريف وبداية الشتاء في السعودية، والثمار إما أن تؤكل طازجة أو تصنع على شكل عصير أو مربى، ويحوي لب الثمرة عادة كمية كبيرة من البذور، ولكن بعض الأصناف يكون خاليًا من البذور، وتنبت البذور بسهولة، وهو ما يؤدي إلى انتشار شجرة الجوافة طبيعيًّا إذا توفرت الظروف الملائمة، خاصة في المناطق الرطبة الدافئة.

البيئة المناسبة لزراعة الجوافة

الجوافة شجرة دائمة الخضرة، تعود أصولها إلى منطقة البحر الكاريبي، ويكون تلقيحها بسهولة عن طريق الحشرات عند زراعتها، وبشكل أساسي بواسطة نحل العسل، انتشرت من أمريكا الجنوبية في المناطق الدافئة بالعالم، وغالبًا ما تثمر وتزدهر عند توفر الظروف الملائمة، وقد تنمو ليبلغ ارتفاعها سبعة أمتار. 

تمتاز شجرة الجوافة بأوراق دائمة الخضرة ذات عروق بارزة وهي متقابلة على الفروع، وتكون الأوراق المتكونة حديثًا محمرة اللون للحماية من أشعة الشمس القوية، واللحاء القديم محمر اللون وعندما يتساقط يكشف تحته لحاء بلون رمادي خفيف، وتحمل الأزهار والثمار على الشجرة في الوقت نفسه.

وتنمو الجوافة جيدًا تحت ضوء الشمس الكامل، ولكن لا يحبذ وجود الحرارة المنعكسة والرياح القوية، ونباتات الجوافة اليافعة لا تقوى على مقاومة الصقيع، ولكن البالغة منها يمكنها تحمل صقيع خفيف لفترة قصيرة. ويجود نبات الجوافة في مدى واسع من أنواع التربة ما دامت جيدة الصرف سواء كانت حامضية أو قلوية، وتفضل التربة ذات المحتوى العالي من المادة العضوية.

تطوير زراعة الجوافة في منطقة جازان

تُعد منطقة جازان بيئة مناسبة لنجاح زراعة الجوافة، حيث تضم أراضي خصبة ومناخًا مُعتدلًا رطبًا، ومعدلًا عاليًا من المياه الجوفية العذبة، وتتعرض المنطقة على مدار العام لأمطار غزيرة، وتحرص وزارة البيئة والمياه والزراعة على تطوير النظم وتحسين الإنتاجية الزراعية بمنطقة جازان، وتعزيز قدرات التجارب والأبحاث العلمية وتحسين جودة الزراعة، وتقديم الدعم للمزارعين، حيث أسهمت في بناء قطاع زراعي مستدام، يحقق أهداف التنمية الريفية الزراعية المستدامة، وفقًا لرؤية السعودية 2030.

وفي سياق تعاون الجهات الحكومية، يسهم مركز الأبحاث الزراعية التابع لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان، في تطوير البحوث الزراعية من خلال العديد من التجارب، من ضمنها زراعة الفواكه الاستوائية. 

وتضم المنطقة بين أراضيها الزراعية نحو 3.36 ملايين شجرة من ستة أنواع من أشهر الفواكه الاستوائية وهي: المانجو والتين والموز والجوافة والبابايا والقشطة.

وانتشرت زراعة الفواكه الاستوائية بمنطقة جازان لجدواها الاقتصادية، حيث تضم المنطقة أكثر من مليون شجرة مانجو يزيد إنتاجها السنوي على 65 ألف طن، و500 ألف من أشجار التين تُنتج سنويًا 2500 طن، إلى جانب 1.2 مليون شجرة موز تُنتج نحو 18 ألف طنًا سنويًا، وكذلك 6 آلاف شجرة جوافة تُنتج سنويًّا 60 طنًا، و650 ألف شجرة بابايا تُنتج 32.5 ألف طن سنويًا، وكذلك 4 آلاف شجرة قشطة "سفرجل" تُنتج 20 طنًّا سنويًّا .

جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة لزراعة أشجار الجوافة

ترشد وزارة البيئة والمياه والزراعة المزارعين المحليين إلى الطرق المناسبة لزراعة الجوافة، والتسميد والري، وتشجعهم على زراعة أنواع الفواكه ذات الجودة، والتي تلائم المناخات المختلفة محليًّا، إضافةً إلى عملها مع المزارعين على مكافحة الأمراض الفطرية والآفات الحشرية التي تصيب المزروعات، وتحسين الإنتاجية، وإجراء الدراسات والأبحاث العديدة لتطوير جودة الزراعة.

كما نظّمت الوزارة زراعيًّا المسافات بين أشجار الفواكه عند زراعتها من خلال اقتراحات لبعض الأصناف، منها: زراعة الجوافة في مسافة 4 إلى 6م، وزراعة أشجار الخوخ في مسافة 5 إلى 7م، وزراعة أشجار المشمش في مسافة 5 إلى 6م.

وأطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة في عام 1442هـ/2021م حملة "هذا موسمها" للتوعية بأصناف الفواكه الموسمية والمتعددة محليًّا، ولتحفيز المجتمع لاستهلاك الإنتاج الزراعي بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، والإسهام في دعم المزارعين، وتقوية الأمن الغذائي، وإيجاد فرص العمل، إضافةً إلى نشر المعرفة عن تطور الإنتاج الزراعي المحلي كمًّا ونوعًا.

وتعمل السعودية على تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج العديد من الفواكه الاستوائية، عن طريق الوصول إلى بروتوكولات الإكثار النسيجي من خلال استقطاب العلماء المختصين، لإنتاج مزيد من المحاصيل الزراعية، والحد من استيراد شتلات الأنواع التجارية، وزيادة نسبة المحتوى المحلي غير النفطي، إضافة إلى توطين التقنيات المستخدمة للزراعة.