تم نسخ الرابط بنجاح

الأسواق الشعبية في منطقة المدينة المنورة

saudipedia Logo
الأسواق الشعبية في منطقة المدينة المنورة
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

الأسواق الشعبية في منطقة المدينة المنورة، هي أسواق قديمة وتاريخية اشتهرت بها منطقة المدينة المنورة، تضم أكشاكًا في مساحاتٍ مفتوحة، يتم فيها بيع سلع تقليدية وتراثية.

تاريخ الأسواق الشعبية في منطقة المدينة المنورة

عرفت المدينة المنورة الأسواق كغيرها من حواضر الجزيرة العربية قديمًا، وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام، أول من اختار موقعًا للسوق في المدينة المنورة، وهو عبارة عن أرض فضاء لم يسمح بالبناء فيها، لتستغل من قبل أهل المدينة دون مقابل، ويفترش فيها الباعة بضاعتهم وسلعهم على الأرض في الأماكن التي يختارونها.

استمرت الأسواق في التطور عبر التاريخ، ففي عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بدأ بناء الأسواق، وتبلورت فكرة المغطاة منها في عهد هشام بن عبدالملك لتبلغ قمة تطورها في العصر العثماني بما يسمى القيصريات المغطاة أو المكشوفة مساحات منها. وفي العهد السعودي استمر النمط المعماري للأسواق الشعبية على النمط السائد في المنطقة التي تقع فيها.

برزت أنماط للأسواق الشعبية في كل منطقة بحسب تراثها، وتأثرت الأسواق الشعبية في منطقة المدينة المنورة بالنمط السائد في المنطقة الغربية بالسعودية، حيث انتشر نمط البازار الممتد، وهو ممر ممتد ومسقوف تفتح عليه المتاجر من الجهتين، مثل: أسواق المدينة المنورة القديمة، وتتفرع منه في بعض الأحيان ممرات جانبية، على صورة ممرات وأزقة ضيقة غير مسقوفة تفتح عليها المتاجر، وتتوسطها ساحة أو أكثر، وبقربها مناخة للإبل.

سوق الطباخة الشعبي أحد الوجهات السياحية بالمدينة المنورة. (واس)
سوق الطباخة الشعبي أحد الوجهات السياحية بالمدينة المنورة. (واس)

أسواق شعبية بارزة بمنطقة المدينة المنورة

اشتهرت العديد من الأسواق الشعبية في منطقة المدينة المنورة، وهي تعكس تراث المنطقة وأهلها، ومنها:

سوق الطباخة

يُعد أحد الأسواق الشهيرة في المدينة المنورة، وقد تحول إلى وجهة سياحية ومقصد لكثير من زوار المدينة بعدما أنجزت هيئة تطوير المدينة المنورة نسبة كبيرة من عمليات تطويره وتأهيله بتصميم يحاكي التراث الذي اشتهرت به المدينة.

وتأتي أهمية سوق الطباخة من موقعه الجغرافي الواقع على بعد أمتار قليلة من المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي. ويحتضن السوق ما يزيد على 40 محلًّا تجاريًّا، تقدم العديد من الأطعمة الشعبية التي اشتهرت بها المدينة المنورة، ورغم تواضع السوق وتقادمه إلا أنه لا يزال يحتفظ بمكانته التجارية والشعبية، ويشهد إقبالًا من الأهالي والزوار.

سوق سويقة "القماشة"

يعرف أيضًا بسوق "القماشة"، وهو من الأسواق القديمة والتاريخية الأثرية التي كانت تغص بالمشاة والمتسوقين خاصة في رمضان والأعياد والمناسبات الاجتماعية الأخرى.

ويعود سبب ازدحامه وحركته المستمرة إلى قربه من المسجد النبوي، حيث يقع غرب المسجد وكان يبدأ من باب السلام وآخره يتصل بباب السور المسمى بالباب المصري إلى سوق الحبابة في المصلى بمسجد الغمامة، ويشمل تجارة الأقمشة والذهب والعطارة وغيرها.

اكتسب السوق شهرة بعد تعرضه لحريق هائل عام 1397هـ/1977م، أتى على كل ما فيه، وكان ذلك سببًا في اختفائه. ويذكر بعض المؤرخين أن تاريخ السوق يمتد لأكثر من 430 عامًا، وقد أعيد تدشينه عام 1443هـ/2021م، ضمن مشاريع ومبادرات "نماء المنورة" وشريكها الاستراتيجي الداعم بنك التنمية الاجتماعية.

سوق البلد

تضم مدينة ينبع في منطقة المدينة المنورة العديد من الأسواق الشعبية مثل السوق الشعبي أو ما يسمى "البلد" قديمًا، كان محاطًا بسور طيني مرتفع يحتضن في داخله مجموعة من الدكاكين الصغيرة، وله بوابة كبيرة يقف خلفها حارس مهمته فتح البوابة بعد صلاة الفجر لقوافل الجمّالة الذين قطعوا المسافات لعرض بضائعهم.

سوق الليل

تحتضن ينبع أيضًا "سوق الليل" الذي يحظى بقيمة تاريخية وتراثية، أهّلته ليكون أحد أماكن الزيارة في محافظة ينبع، ويُعد السوق من أقدم الأسواق على ساحل البحر الأحمر، إذ يمتد تاريخه إلى مئات السنين، منذ أن كان وجهة رئيسة للبحارة والتجار القادمين من أفريقيا إلى ميناء ينبع القديم، ليشهد تبادل السلع وعقد الصفقات التجارية، وتوفير مستلزمات الصيادين، الذين كانوا يقصدونه ليلًا قبل انطلاقهم في رحلاتهم بالبحر، ليصبح اسمه فيما بعد "سوق الليل".

ويُعد السوق معلمًا تراثيًّا وحضاريًّا في مدينة ينبع، وجزءًا من الهوية الثقافية للمدينة لتميزه بمنتجات قد لا تتوفر في أسواق أخرى، سواء داخل ينبع أو المناطق المحيطة بها، مثل السمك الجاف والبن والهيل والحناء والملوخية والتمر والرطب وغيرها، وقد شهد السوق العديد من المشاريع التأهيلية التي أعادته للحياة بعد توقف دام قرابة نصف قرن.