الفقع، أو الكمأة، هو الجسم الثمري لفطرة تنبت تحت الأرض، وأقرب وصف له أنه لحمي يشبه البطاطس، ويكثر في مناطق: الجوف، والحدود الشمالية، والشرقية، والقصيم، وينمو في السهول والروضات، ويُباع بأسعار مرتفعة، ويُعد من الوجبات الشعبية في الخليج العربي بصورة عامة، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.
سطح ثمرة الفقع أملس ومتجعد بعض الشيء، وتزن الثمرة الواحدة منه ما بين 300 إلى 1000 جم، وتظهر على سطح الأرض على عمق يتراوح بين 3 إلى 17 سم، ويستدل على وجودها عندما تنضج وتصبح صالحة للأكل حين تتصدع الأرض حولها.
يتحول لون الفقع من الأبيض أو الأصفر الشاحب، إلى الأسود، ويتجعد ولا يصبح صالحًا للأكل عندما يهمل ولا يجمع مبكرًا، ويمكن أن يظهر على سطح الأرض إذا كان نموه قريبًا منه، ليظهر مستديرًا لا ورق ولا ساق له.
وينمو الفقع مع بعض أنواع النباتات الزهرية الحولية، مثل: الرقروق (الأرقة)، أو الجريد، إذ يقوم الفقع بتزويد النباتات الحولية بالماء والأملاح التي يمتصها من التربة، وتستمر هذه العملية التي تعرف بالتكافل، حتى يكتمل نمو الفطرة ووصولها إلى مرحلة الإثمار.
عملية البحث عن الفقع
يستدل الباحثون عن الفقع على مكان وجوده، بوجود النبتات الحولية بقربه،ويحسب 36 يومًا بعد أمطار (الوسم) لبدء موسم جمع الفقع، وأيضًا يستدل على وجوده خصوصًا نوع الزبيدي منه، بتصدع الأرض، لذا يحرص جامعوه على حمل عصي معهم لينبشوا بها الأرض، للتأكد من وجوده، ليبدأ بعد اكتشافها الحفر واستخراج الثمرة، ويتمايزون في ذلك بحسب خبرة كلٍّ منهم.
وينمو الفقع في مواسم الربيع التي تأتي بعد الأمطار الغزيرة، ومع الأمطار الموسمية التي تقع في أوائل فصل الشتاء، وإذا كانت الأمطار قليلة، أو هطلت في غير وقت الوسم، فلا يمكن للفقع أن ينمو. ويخرج جامعو الفقع جماعات وأفرادًا، ويمكن أن يقطعوا مسافات طويلة للبحث عنه، وقد يستغرقون وقتًا طويلًا لجمع القليل منه.
وتحدد أسعار الفقع بحسب الكمية والجهد المبذول في جمعه وبحسب حجمه، فكلما زاد حجم الثمرة ارتفع السعر، ويصل متوسط سعر الكيلو إلى 250 ريالاً، وكلما كانت نسبة المجني من الفقع كثيرة قل سعره، وتتراوح أسعار العبوة الصغيرة من 200 إلى 500 ريال،وأحيانا يصل سعر الصندوق وزن 10 كجم في بعض المواسم ما بين 1000 - 1500 ريال.
طريقة طبخ الفقع وفوائده
يطبخ الفقع سلقًا في الماء، ويساعد الماء المغلي في نزول الأتربة عنه، ثم يقطع بعد إتمام السلق على شكل شرائح، وتقدم مع أصناف عدة، مثل: الرز والمرق، والمرقوق، وتؤكل مع الخبز، ويفضلها كثيرون حين تكون ثريدًا، وفي المقابل يفضلها البعض مسلوقة ثم يوضع عليها الملح والبهارات وتؤكل دون أي مكون مضاف، ويأكلها أهل البادية مملحة مع الزبدة أو شحم البعير، ويخبز الفقع على صاج الملة، ويشرب معه اللبن، بينما يدخل في طبخات الرز بأنواعه في دول الخليج، مثل: الكبسة، والمندي، والمثلوثة، والمضغوط.
ويؤكل الفقع بسبب طعمه المميز، وفوائده الصحية والعلاجية، حيث أظهرت دراسات أجريت على الكمأة، أنها تحتوي على نسب عالية من البروتينات، والفوسفور، والبوتاسيوم، والصوديوم، وفيتامين ب.
أنواع الفقع
توجد أنواع عدة من الفقع في السعودية، ومنها الزبيدي الذي يتميز بلونه الأصفر الشاحب والأبيض، وينبت في السهول، وهناك الخلاسي، ويعرف بـ"الغلاسي" أيضًا، وهو ذو لون بني شاحب أو داكن، وينبت في الأراضي القاسية، وشكله شبه كروي، ويوجد ما يشبه الفصوص على سطحه، وينبت في السعودية نوع آخر من الفقع، يسمى الجبا، ولونه يميل إلى الحمرة.
مهرجانات الفقع
تُقام في بعض المناطق بالسعودية مهرجانات موسمية للفقع، منها: مهرجان الفقع، الذي نظمت هيئة فنون الطهي نسخته الأولى عام 1443هـ/2022م، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمدينة الرياض، في ساحة الكندي بحي السفارات في العاصمة الرياض. ويُعد المهرجان منصة لبائعي الفقع والمطاعم والطهاة المحليين.
وانطلق مهرجان الفقع في مركز شري بمنطقة القصيم، عام 1443هـ/2022م، ونظمه مركز وبلدية شري، ويُعرض في المهرجان إنتاج الفقع المُستزرع في 15 مزرعة.
وشهدت مدينة سكاكا في منطقة الجوف، إقامة مهرجان الكمأة والنباتات العطرية، في نسخته الأولى عام 1445هـ/2024م، ونظمه فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في سكاكا. ويهدف المهرجان إلى التعريف بالكمأة والنباتات العطرية في المنطقة، وتسويق منتجاتها، ويحتوي المهرجان على محال مُخصصة للباعة، ومزاد الفقع.
الاختبارات ذات الصلة