تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
خشم الباب
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

خشم الباب، أو أنف الباب، هو عمود يتوسط الباب ذا المصراعين (الدرفتين) ويثبت المصراع في إطاره، واتخذ تسميته من الدلالة الجمالية للأنف المرسوم والطويل في الموروث الثقافي المحلي في المملكة العربية السعودية. يتكون من منحوتة زخرفية خشبية على طول صدر الباب، تميز الأبواب جماليًّا، ونقوشه لها عدة أشكال تُعرف لدى حرفيي محافظة الأحساء، بـ"خشم بوجُرو، وخشم مسكتي، وخشم بوخوزارين، وخشم مدرّج".

وظيفة خشم الباب

الوظيفة الأساسية لخشم الباب هي تثبيت المصراع في إطاره الذي يدخل فيه، ويكون غالبًا على شمال الداخل من الباب، ووظيفته الثانوية تقوم على تغطية الجزء الظاهر من التقاء المصراعين، ويبدو في الطرف العلوي لخشم الباب (العمامة) تلتصق في قمتها بإطار الباب، وتكون أعرض من الخشم، تزيد من نواحيه الجمالية، وللعمامة أيضًا نقوشها ومسمياتها، منها: الخيزرانة والخفس، تُصنع بأداة القيطان. ويختلف عرض خشم الباب من باب لآخر، إذ تقل في الأبواب الصغيرة إلى مساحة 6 سم، وفي المتوسطة يصل عرضه إلى 10 سم، يُسمي النجارون سمك الخشم بـ"جبر المال"، وعرضه بـ"عرض المال".

أهمية خشم الباب

حظي خشم الباب بأهمية لدى النجارين والحرفيين المحليين، وكانوا يولونه عناية خاصة عن بقية أجزاء الباب؛ لكونه الجزء الأول الظاهر والمختص بالزخارف والنقوش الخشبية، وكل القطع الزُخرفية التي رصدت في العمارة التقليدية شرق السعودية، كانت للمساحة الطولية المقتصرة في خشم الباب، لا يوازي أهميته لدى الحرفيين سوى القوالب الجصية التى تُسمى "شخاخيل"، والتي بدورها حملت معظم النقوش والزخارف، حيث كان لواجهة المباني التقليدية دورها الثقافي والجمالي الذي تعكس من خلاله رفعة الذوق ومستوى الإلمام بالصنعة لدى النجارين، ويؤكد الحرفيون من خلاله مهارة النقش في الخشب والجص، بإبراز عناصر بيئية محلية بواسطة زخارف هندسية ونباتية، تحاكي النخل والمرش وغيرها. وعادة ما تختلف أشكال وأسماء خشم الباب، حيث لا يمكن تطابق خشمين تمامًا ولو كانا من نفس الوحدة الزخرفية، وتعود هذه لمميزات العمل اليدوي الذي يحتفظ ببصمة الحرفي وأسلوبه.

أشكال خشم الباب

تندرج عدة أشكال تحت خشم الباب، وهي:

خشم بوجرو: اشتق اسمه من ثمار القرع المتعارف على زراعتها في أرياف الأحساء، ويطلق على الواحدة منها جرو، ويكون النقش طويلًا منتفخًا من الأسفل، ويتكرر الشكل كثيرًا حتى نهاية خشم الباب، وعادة ما يكون شكله غير ثابت، وتحليه وحدات زخرفية وخطوط طولية.

خشم مدرّج: ونقشه يكون في طريقة نحت أطراف المساحات الهندسية المكونة له، ويعتمد في كل مساحته على شكلين هندسيين وهما المستطيل والمعين يتكرران واحدًا تلو الآخر، تُطعم في منتصفها بزخارف وحشوات مختلفة، منها النجمة والبيذانة، وهذا النوع يتراوح عرض حجمه بين 16 سم في الأبواب الخارجية، و7 سم في الأبواب الداخلية، وهو أكثر انتشارًا في مناطق الخليج العربي من بقية الأنواع.

خشم مسكتي: هو من الأنماط التي استخدمت بكثرة في تزيين الأبواب، يطلق عليه بعض النجارين مَسْتِكي، يعتمد في زخرفته على وحدتين "لعبة" و"الهيلة"، وهما عبارة عن نحت دائري تنقش داخله حبات تشبه الهيل برؤوس مدببة.

خشم بوخوازرين: في اللفظ المحلي الخوازرين جمع خيزرانة، ووظفت الخيزرانة في نقوش خشم الباب من خلال خطوط مستقيمة وأخرى متعرجة ذات سطح مدبب، تتداخل في الإطارات والعمامة أو في ملء بعض المساحات، تفصل بين كل الخطوط حشوات دائرية، وتستخدم أداة القيطان أو المنقر في نحتها.