بيئة المملكة العربية السعودية، هي كل ما يحيط بالإنسان أو الحيوان أو النبات أو أي كائن حي، من ماء وهواء ويابسة وتربة وأحياء وتنوع أحيائي وغازات في الغلاف الجوي ومسطحات مائية، وما تحتويه هذه الأوساط من جماد وأشكال مختلفة من طاقة وموائل بيئية وعمليات طبيعية وتفاعلها فيما بينها، وتعمل المملكة على المحافظة عليها وحمايتها وتطويرها ومنع تلوثها، وذلك وفقًا لما جاء في المادة الـ 32 من النظام الأساسي للحكم.
وعملت خطط التنمية على تعزيز دعائم منظومة حماية البيئة في مختلف مناطق المملكة التي تتعدد بيئاتها وتضاريسها، من خلال صدور عدد من الاستراتيجيات والخطط في هذا المجال، منها: الاستراتيجية وخطة العمل الوطنية للغابات عام 1426هـ/2006م، والاستراتيجية الوطنية للتنوع الإحيائي عام 1429هـ/2008م، والاستراتيجية الوطنية للصحة والبيئة في العام نفسه، إلى جانب الخطة الوطنية لمكافحة تلوث البيئة البحرية بالزيت والمواد الضارة الأخرى الطارئة عام 1411هـ/1991م.
المشاريع والجهود البيئية في السعودية
نفذت المملكة عددًا من مشاريع البنية التحتية التي تعزز جهودها في حماية البيئة، إذ استكمل المركز الوطني للأرصاد (الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة سابقًا)، المرحلة الأولى من مشروع إنشاء شبكة رصد الإشعاعات، ومشاريع حماية البيئة وإدارتها، والرصد والتحليل والتنبؤات والمراقبة البيئية، والشبكة الوطنية لمراقبة جودة الهواء.
وظلت جهود حماية البيئة في المملكة محل عناية الدولة وأولويات اهتمامها، وذلك ما برز أيضًا في رؤية السعودية 2030 التي اشتملت في مضامينها على أن "حفاظنا على بيئتنا ومكوناتها الطبيعية من واجباتنا الدينية، والأخلاقية، والإنسانية، ومن مسؤولياتنا تجاه الأجيال القادمة، ومن المقومات الأساسية لجودة حياتنا".
ومن الجهود التي ترسّخ دور المملكة الحيوي في حماية بيئتها، إقرار 17 مبادرة لحماية البيئة وتطوير خدمات الأرصاد ضمن برنامج التحوُّل الوطني، إضافةً إلى مبادرتين لتنمية الغابات والمراعي وتطوير المتنزهات الوطنية واستثمارها.
واضطلعت بعدد من المبادرات والمشاريع المرتبطة بحماية البيئة، ومنها: إنشاء صندوق أبحاث للطاقة والبيئة، ومن خلاله قدمت المملكة 1.1 مليار دولار للإصلاحات البيئية ما بعد حرب الخليج، وأسهمت كذلك في مركز الزراعة الصحراوية.
البيئة البرية في السعودية
أولت المملكة الحياة البرية اهتمامًا ضمن مبادرتها ومشاريعها المتعلقة بالبيئة، واستعانت في إجراء الدراسات والمسوحات الأحيائية والاجتماعية اللازمة لإعداد منظومة المناطق المحمية بخبرة الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، وقد اكتمل عام 1411هـ/1991م إعداد وثيقة "منظومة وطنية للمحافظة على الحياة الفطرية والتنمية الريفية المستدامة في المملكة العربية السعودية" التي على أساسها أقيمت الشبكة المعلنة من المناطق المحمية في المملكة، وتتضمن المنظومة اقتراح حماية 75 منطقة، 62 منها برية، و13 منطقة ساحلية وبحرية.
البيئة البحرية في السعودية
في نطاق حماية البيئة البحرية، أطلقت المملكة مبادرات عدة، شملت: إنشاء مركز أبحاث الثروة السمكية، وكلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز، والجمعية السعودية للاستزراع المائي، ومركز أبحاث الثروة السمكية بجامعة الملك فيصل، ومركز أبحاث البحر الأحمر بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
كما شملت المبادرات الكبرى في المحافظة على البيئة أيضًا إطلاق مشروع الرياض الخضراء تحقيقًا لرؤية السعودية 2030، برفع تصنيف مدينة الرياض عالميًّا، كما اتخذت تدابير وقائية لحماية المناخ، منها: إطلاق البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون، والبرنامج الوطني لكفاءة الطاقة في عام 1433هـ/2012م، وإصدار إعلان خاص حول البيئة خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، وإنشاء مجلس للمحميات الملكية.
التشريعات والأنظمة البيئية في السعودية
في إطار التشريعات والأنظمة البيئية صدر "نظام البيئة" بمرسوم ملكي وقرار مجلس الوزراء عام 1441هـ/2020م، وإلى جانب ذلك صدرت أنظمة واستراتيجيات دولية للمحافظة على الحياة الفطرية في المملكة، ومنها: النظام العام للبيئة ولائحته التنفيذية، والعمل باتفاقية الأمم المتحدة للتنوع الأحيائي.
كما صدر عددٌ من الخطط واللوائح المرتبطة بالكوارث الطبيعية، منها: الخطة الوطنية لمواجهة الكوارث الطبيعية، والخطة الوطنية للحوادث الكيميائية والجرثومية، والخطة الوطنية لمواجهة الكوارث البحرية، واللائحة التنفيذية لعمليات الإخلاء والإيواء، والاستراتيجية الوطنية للبيئة.
ومع تزايد خطر التغيُّر المناخي، بادرت المملكة إلى التعامل مع هذه الظاهرة من خلال برامج عدة، منها: كفاءة استهلاك الطاقة، وتنويع مصادر الطاقة المتجددة، وتقنيات فصل وتخزين واستخدام ثاني أكسيد الكربون، واستغلال الغاز الطبيعي، واستخلاص الميثان والحد من حرق الغاز، كذلك أُطلق برنامج زيادة المسطحات الخضراء بمدينة الرياض، وبلغ إجمالي مساحتها في المشاريع القائمة نحو 9.9 ملايين م2.
المحميات الطبيعية في السعودية
توسعت المملكة في تطوير المحميات الطبيعية وزيادتها، ففي الوقت الذي كانت تمثِّل فيه مساحتها عام 1986م نحو 1.66% من مساحة المملكة، بلغت في عام 2001م نحو 4.33% من مساحة المملكة، ولم تحدث بعد عام 2001م أية زيادة في المحميات حتى عام 2016م إذ ألغيت محمية الجندلية، لتصبح المحميات تمثل 4.27% من مساحة المملكة التي تقدر بنحو مليوني كلم2.
ووفقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030، أنشأت السعودية 8 محميات طبيعية ملكية تحت إشراف مجلس المحميات الملكية عام 1439هـ/2018م، هي: محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، ومحمية الإمام سعود بن عبدالعزيز الملكية، ومحمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، ومحمية الإمام فيصل بن تركي الملكية، ومحمية الملك عبدالعزيز الملكية، ومحمية الملك خالد الملكية، ومحمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، ومحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية.
ومن أجل تحقيق الاستدامة المالية لقطاع البيئة في المملكة، حتى يؤدي دوره في المحافظة على البيئة، أسس صندوق البيئة لدعم الميزانيات التشغيلية للمراكز العاملة في القطاع، وكذلك البرامج والدراسات والمبادرات المتعلقة، وتحفيز التقنيات صديقة البيئة، والارتقاء بالأداء البيئي وبرامج إعادة تأهيل البيئة.
المراكز البيئية المتخصصة في السعودية
في عام 1440هـ/2019م، أقرَّ مجلس الوزراء إنشاء أربعة مراكز بيئية متخصصة، هي: المركز الوطني للأرصاد، والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، والمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، إضافةً إلى المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية.
وتحقق مع هذه التنظيمات عدة منجزات، وتواصل إطلاق المبادرات الداعمة للجهود البيئية، فخلال ترؤس المملكة لمجموعة العشرين في عام 2020م، أطلقت مبادرة للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية البرية في الغابات والمراعي وغيرهما من النطاقات البيئية البرية، ومبادرة تأسيس المنصة العالمية لتسريع البحث والتطوير للمحافظة على الشعب المرجانية.
وشملت الإنجازات البيئية زيادة نسبة المسطحات الخضراء في المملكة، ومنها: تأهيل أكثر من 37 مليون م2 من الحدائق والمسطحات الخضراء، وتقليم وتنسيق وزراعة أكثر من 14 مليونًا من الأشجار والورود، والذي بدوره أدى إلى زيادة نصيب الفرد من الأماكن والساحات العامة إلى نحو 4.09 م2 للفرد.
مبادرات بيئية في السعودية
من بين المبادرات البيئية التي تعزز جهود الحماية والمحافظة على البيئة، جاء إطلاق حملة #لنجعلها_خضراء في عام 1442هـ/2020م، التي غطت 165 موقعًا في جميع مناطق المملكة، منها 37 موقعًا تابعًا لوزارة البيئة والمياه والزراعة، للمساهمة في تنمية الغطاء النباتي، كما أطلقت الوزارة عام 1442هـ/2021م، خدمة الربط الإلكتروني مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، وبدأت في عام 1442هـ/2021م تنفيذ اللائحة التنفيذية للتفتيش والتدقيق البيئي في المملكة.
وأعلنت المملكة عام 1442هـ/2021م، مبادرة "السعودية الخضراء" لزراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود المقبلة، ما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وتمثل إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1% من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.
كذلك أعلنت المملكة عن "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" وتسعى من خلالها وبالشراكة مع دول الشرق الأوسط لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط، وفق المستهدف العام لزراعة 50 مليار شجرة وهو من أكبر برامج إعادة تشجير في العالم ويشكل ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل.
قوات خاصة للأمن البيئي
لرفع مستويات الحماية البيئية في المملكة، صدر الأمر السامي بتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي التابعة لوزارة الداخلية في 8 محرم 1440هـ/18 سبتمبر 2018م، بهدف المحافظة على البيئة واستدامتها وبناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحي. وباشرت القوات الخاصة للأمن البيئي مهامها في المحميات الملكية الثماني، كما انتشرت القوات في محمية شرعان بمحافظة العلا ومتنزه السودة في منطقة عسير.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة