تم نسخ الرابط بنجاح

تربية المواشي في السعودية

saudipedia Logo
تربية المواشي في السعودية
مقالة
مدة القراءة 5 دقائق

تربية المواشي في السعودية، هي ممارسات تربية الأغنام أو الأبقار أو الإبل، التي تعرف علميًّا بالثدييات العاشبة والمستأنسة، وتُربى غالبًا من أجل لحومها وحليبها، وكذلك للحصول على منتجاتها من الصوف والجلد وغيرهما، أو للاستئناس، كما يستخدم بعضها في التنقل مثل الإبل، وكذلك لغرض التجارة، أو في الاستخدامات الزراعية.

تربية المواشي في الثقافات والفترات الزمنية

تعرَّفُ الماشية عالميًّا بأنها حيوانات مستأنسة تُربى في بيئة زراعية للاستئناس وإنتاج السلع. ويُستخدم المصطلح نفسه للإشارة إلى الحيوانات التي تُربى للاستهلاك. وتُعد تربية الماشية، في عدد من الثقافات منذ انتقال البشرية إلى الزراعة، من أنماط الحياة التي تعتمد على الفلاحة، وتباينت ممارسات تربية المواشي على نطاقٍ واسع عبر الثقافات والفترات الزمنية، ولا تزال تؤدي دورًا اقتصاديًّا وثقافيًّا رئيسًا في عددٍ من المجتمعات.

أهمية تربية المواشي في الثقافة السعودية

شكَّلت الإبل طوال التاريخ أيقونةً لتربية المواشي في ثقافة شبه الجزيرة العربية عمومًا والمملكة العربية السعودية تحديدًا، إذ طورت آليات مختلفة للتكيف مع طبيعة الصحراء، وعُدت تربيتها موردًا ثابتًا للعيش في معظم المناطق الجافة في السعودية، وترتبط معظم ممارسات تربية المواشي، وتحديدًا الإبل والأغنام، بثقافة المعيشة لمعظم العائلات السعودية قديمًا، إذ كانت تعتمد على تلك المواشي في المأكل والتجارة. واحتضنت الأسواق الشعبية في السعودية طوال تاريخها تجارة المواشي، إلى جانب عدد من السلع المرتبطة بها، كأسواق السلخ، والمواد الغذائية، والملابس، والمصنوعات اليدوية، وغطت تلك الأسواق مساحات واسعة بالقرب من المراعي.

تصنيف تربية المواشي في السعودية

تُعد تربية الإبل تراثًا غير مادي ضمن التراث الشعبي حسب تصنيف وزارة الثقافة، وترتبط بعدد من الأنشطة والمجالات المرتبطة بنمط سياحة الثقافة والتراث، ضمن المنافسات الوطنية الثقافية في السعودية، كما تُعد تربية الإبل وركوبها تراثًا ثقافيًّا وطنيًّا تسعى الوزارة في رؤيتها للمحافظة عليه وتأهيله وتنميته. وجاءت تسمية وزارة الثقافة عام 2024م بـ"عام الإبل" للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية عامة، والسعودية خاصة. وتُربى المواشي في شكلٍ جماعي ضمن مناخاتٍ مُعتدلة، بما في ذلك المناطق القاحلة والصحراوية في السعودية، حيث يبني المزارعون الأسوار والمساكن والحظائر للحفاظ على ممتلكاتهم، مثل: المياه، والأعلاف، والنقل، ومكافحة الآفات، وتدار معظم المزارع بحيث يمكن للأغنام رعي المراعي سائبةً، وأحيانًا تحت سيطرة الراعي، أو كلب الأغنام.

مناطق تربية المواشي في السعودية

في السياق الزراعي؛ تكون تربية الأغنام في مزارع بهياكل مختلفة، تُعطى في المقام الأول لممارسة تربية المواشي، وممارسة تربية الحيوانات الداجنة، ورغم وجود مزارع أخرى لم تصمم في المقام الأول لتربية المواشي، إلا أن معظمها يُعد مكانًا لتربية الماشية.

الأراضي المناسبة لتربية المواشي في السعودية

توجد في كثير من المناطق الإدارية بالسعودية أراضٍ تناسب بيئتها الزراعية النشاط الاقتصادي لتربية الماشية، وقد يكون هو النشاط الرئيس في بعض المناطق، إذ تنشط في سهول مناطق جنوب غرب السعودية مثل منطقة الباحة، ومنطقة عسير تربية المواشي، ويعد النشاط الزراعي سائدًا في المرتفعات التي تشكل مدرجات زراعية، والجبال مغطاة بأشجار العرعر، إضافةً إلى مزارع الفاكهة والحبوب والأعلاف..

مهنة تربية المواشي في السعودية

عمليًّا، تُعد مهنة تربية المواشي من المهن الرسمية في السعودية حسب تصنيف الهيئة العامة للإحصاء، ويُشار إلى من يمتهنها باسم مربِّي الماشية، وترتكز مهمته الأساسية على أعمال تربية الماشية وفقًا للسياسات المنظمة لذلك. ويلتزم مربِّي الماشية، ضمن مهام مهنته، اتباع سياسات وإجراءات الصحة والسلامة والبيئة والصحة العامة.

ويتلخص معظم مهام مربي الماشية في اختيار الحيوانات ومزاوجتها والتلقيح الاصطناعي والولادة، وتحديد أعداد وأنواع الحيوانات المراد تربيتها، وحفظ سجلات تربية الحيوانات وأنسابها، إلى جانب المعلومات المرتبطة بذلك كالأوزان وأنماط النمو والوجبات الغذائية الصحية، وأداء المهام المرتبطة بالإنتاج، مثل حلب الأبقار أو جز صوف الأغنام أو تدريب الخيول، والتعامل مع الماشية أو منتجاتها وتخزينها وبيعها، وتنظيم نقلها للعملاء إذا لزم الأمر. كما يطلب من مربي الماشية في تصنيف المهن السعودي أن يكون حاصلًا على شهادة المرحلة المتوسطة بحدٍ أدنى، وأن يمتلك الجدارات السلوكية والفنية.

خدمات وبرامج تدعم تربية المواشي في السعودية

في السياق الحكومي، قدم صندوق التنمية الزراعية ضمن خدماته في قطاع التمويل طلب تمويل مربي الماشية، وهو عبارة عن برنامج دعم صغار مربي الماشية، ضمن برامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة، التي انطلقت تحت رعاية برنامج الإعانات الزراعية في نسخته الجديدة، بالتزامن مع رؤية السعودية 2030، والذي يهدف لتعظيم الاستفادة من دعم الغذاء من خلال توجيه الدعم لمستحقيه.

القروض التنموية التشغيلية لمربي المواشي

تتمثل خدمات صندوق التنمية الزراعية في تقديم القروض التنموية التشغيلية لمربي الماشية، وتُمنح لصغار مربي الماشية، وتستهدف الخدمة الأفراد المهتمين بتربية الماشية من المسجَّلين لدى وزارة البيئة والمياه والزراعة، كما يستهدف البرنامج صغار مربي الماشية (من لديهم 50 – 250 رأسًا)، وتقتصر خدمة طلب تمويل مربي الماشية على الأفراد غير الموظفين في القطاعين الخاص والعام، ومَن لا تقل أعمارهم عن 21 سنة، ويشترط حضور ورشة تعريفية في مجال تربية الماشية للمتقدم للحصول على التمويل. وتعد الخدمة إحدى النشاطات الزراعية التي تدعم السوق المحلي، كما ترتبط بشكلٍ مباشر بقطاع علاقات المقترضين.

لجنة مربي المواشي في السعودية

في عام 1437هـ/2016م، أسست وزارة البيئة والمياه والزراعة لجنة لمربي الماشية بالسعودية لرسم السياسات المتعلقة بتربية المواشي وإيجاد حلول للمعوقات التي تواجههم، وتوجيه ملاك المواشي ممن يملكون الخبرة نحو الحصول على موافقة على تأجير أراضٍ لمربي الماشية، من خلال تخصيص أراضٍ حول المدن والقرى، مما يسمح بإقامة مجمعات لتربية المواشي، وتقديم الخدمات البيطرية من الوزارة.

دعم تربية المواشي في السعودية

دعمت وزارة البيئة والمياه والزراعة مفهوم مهنة مربي المواشي وأصحاب المشاريع من خلال صندوق التنمية الزراعية لتعزيز تربية المواشي بشكل مهني، وتحديد مواصفات فنية لجميع أنواع الأعلاف (الخضراء، والحبوب، والكاملة المركبة)، بالتعاون مع الهيئة العامة للغذاء والدواء، ومراقبة جودة الأعلاف من خلال التواصل المستمر بين الوزارة واللجنة. كما حددت تسعيرةً موحدةً للأدوية البيطرية، ووجهت بضرورة كتابة معلومات الأدوية باللغة العربية، بالتنسيق مع الهيئة العامة للغذاء والدواء، وأسهم ذلك في تشجيع مربي الماشية لتكوين جمعيات تعاونية لتنسيق الجهود والتعاون وتوفير الاحتياجات والخدمات وتسويق المنتجات بشكل جماعي، كما ربطت مربي الماشية ببوابة خدمات الثروة الحيوانية الإلكترونية، وتقديم الخدمات الميدانية لهم، مثل توزيع اللقاحات والأدوية البيطرية.

ضوابط استيراد المواشي الحية في السعودية

في عام 1440هـ/2019م، أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن 10 ضوابط وآليات جديدة لاستيراد المواشي الحية، تضمنت تحديد أوزان قياسية لكل رأس من الماشية (الضأن، والماعز، والبقر، والإبل)، بهدف تقليل استنزاف الأعلاف بعد دخولها السعودية، والحد من انعكاسات إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء على تربية المواشي، كما تطبق على الإرساليات الواردة إلى السعودية حسب الوضع الوبائي لكل دولة. وبدأت الوزارة تطبيق الآليات الجديدة في جميع المحاجر منذ عام 1440هـ/2019م، محددة لكل نوع من السلالات وزنًا محددًا: 35 كجم للضأن (العواسي والسواكني)، و25 كجم للبربري، و20 كجم للماعز، و280 كجم للأبقار، و200 كجم للإبل. ويخضع مفهوم استيراد المواشي في السعودية لشرط الحصول على إذن الاستيراد، وتطبيق الاشتراطات الصحية في بلد المصدر، والإجراءات المحجرية في منافذ الدخول، وإثبات تطبيق برنامج الاستدامة البيئية (الأوزان القياسية للمواشي والإجراءات التنفيذية لوزن الإرساليات والتحصين).

أعداد المواشي في السعودية

بلغ إجمالي عدد الضأن في الحيازات الزراعية في السعودية، وفقًا لنتائج مسح الإنتاج الزراعي لعام 2018م، والذي أجرته الهيئة العامة للإحصاء، 9,396,449 رأسًا، وتمثل الإناث الحلوب (سنة فأكثر) 57.7% من إناث الضأن، وجاءت سلالة النعيمي الأعلى بين السلالات بـ39.7% من إجمالي الضأن في السعودية.

فيما بلغ عدد الماعز في الحيازات الزراعية 3,607,524 رأسًا، وتمثِّل الإناث الحلوب (سنة فأكثر) 51.4% من إناث الماعز، وتعد السلالة المحليَّة الأعلى، بـ97.9% من إجمالي الماعز في السعودية.وبلغ عدد الإبل في الحيازات الزراعية 487,823 رأسًا، وتمثِّل الإناث الحلوب (4 سنوات فأكثر) 48.3% من إناث الإبل، وتصدرت السلالة المحليَّة، بـ94.9% من إجمالي الإبل في السعودية.فيما بلغ إجمالي عدد الأبقار في الحيازات الزراعية 30,891 رأسًا (ولا تشمل هذه الأعداد أعداد الأبقار في مزارع الأبقار المتخصصة)، وتمثِّل الإناث الحلوب (سنتين فأكثر) 54% من إناث الأبقار، وتعد السلالة المحلية الأعلى، بـ90% من إجمالي الأبقار في السعودية.