الطبيعة البحرية في السعودية

الطبيعة البحرية في السعودية، هي مكونات الواجهات الثلاث للمملكة العربية السعودية على البحرين اللذين تطل عليهما: البحر الأحمر، والخليج العربي. ويبلغ طول السواحل السعودية نحو 3,800 كم، إذ تطل شرقًا عبر مياه الخليج العربي على واجهتين ساحليتين بطول 1,200 كم، وغربًا على البحر الأحمر وخليج العقبة بساحل يبلغ طوله نحو 2,600 كم. ومنحت هذه الطبيعة السعودية بعدًا اقتصاديًّا وجغرافيًّا وجيولوجيًّا، وأكسبها تنوعًا طبيعيًّا.

يعد ميناء العقير أول ميناء بحري شرق السعودية، ويطل على ساحل الخليج العربي، ويمتد بطول 45 كم، من رأس أبو عجل شمالاً إلى تل الزينات، ويبعد عن محافظة الأحساء بنحو 65 كم، ويقابل الميناء الطرف الجنوبي الغربي من مملكة البحرين، وبسبب طبيعة مياهه الضحلة وتأثيرها على عمق المياه فإن السفن لا ترسو فيه حاليًّا.

وعرف الميناء سابقًا بأنه البوابة البحرية الشرقية لأهالي الأحساء ونجد، ولا يزال يحافظ على المعالم الأثرية فيه، والتي تضم مبنى الجمارك والجوازات، ومبنى الخان والسوق، والحصن، والفرضة البحرية، وكان الميناء مقصدًا لتجار مناطق الجزيرة العربية والهند والصين والشام وبلاد الرافدين، واليمن، ودول القارة الأفريقية.

واهتمت دارة الملك عبدالعزيز بدراسة وتوثيق الميناء التاريخي، الذي شهد توقيع اتفاقيات ومفاوضات سياسية في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وكان مقرًّا لاستقبال الوفود من الدبلوماسيين العرب والأجانب، ومقرًّا للمباحثات والمفاوضات السياسية، وأظهر التوثيق الأثر السياسي والاقتصادي والعسكري وحتى الفكري لهذا الميناء.

وطور الملك عبدالعزيز الميناء، عن طريق إنشاء الجمارك والجوازات، وبرج بوزهمول، ومبنى الإمارة وعين الماء وغيرها من المرافق، حيث أصبح الميناء الممول الرئيس للعاصمة الرياض من البضائع والمواد الغذائية، ويعد ساحل العقير من السواحل الجميلة في السعودية، بسبب تنوع المظاهر الجغرافية فيه.

وتوجد في مياه العقير جزر وخلجان، من أهمها جزيرة الزخنونية والفطيم، وأصبح حاليّا من الشواطئ والوجهات السياحية التي ترتادها العائلات والسياح، ورصدت أعداد الزوار له في عام 1440هـ / 2018م، بأكثر من 28 ألف زائر يوميًّا من مناطق المملكة ومن دول الخليج العربي.

يعد البحر الأحمر غربي السعودية واحدًا من البحار التي تحتوي على عدد كبير من الشعاب المرجانية، ويتمتع بطبيعة جيولوجية خاصة، إلى جانب كونه واحدًا من طرق التجارة البحرية الذي تحدث عنه المستكشف الفرنسي جاك كوستو بأنه "ماري مكة" أي "بحر مكة"، ليصبح المقصد لهواة الصيد والغوص حول العالم.

ويُصنف البحر الأحمر بأنه آمن للشعاب المرجانية، ولا يتأثر بظاهرة الاحتباس الحراري، بسبب نقاء نظمه البيئية، ما يجعل فرص بقاء الشعاب المرجانية على قيد الحياة قوية، وشهد البحر الأحمر نقلة سياحية في ظل رؤية السعودية 2030، ليصبح وجهة للسياحة البحرية.

ويوجد في البحر الأحمر نحو 50 نوعًا من أسماك القرش، وألف نوع من الأسماك، وأكثر من 300 نوع من الشعاب المرجانية يصل عمر بعضها إلى نحو 7000 عام، ويحتضن عددًا كبيرًا من حطام السفن، إضافة إلى وجود سمكة الشراع التي تصل سرعتها لنحو 109 كم/س، فضلًا عن سمكة قرش الحوت التي يصل طولها إلى 12م.

الواجهة البحرية في جدة. (سعوديبيديا)

وحولت السعودية شاطئ وكورنيش جدة إلى متحف مفتوح، ضمن مشروع تحويل شواطئ السعودية إلى لوحة فنية، وضم المتحف أعمالا لفنانين عالميين، ويجري العمل على زيادة مساحة الحدائق في الواجهة البحرية بعد ضم جميع الميادين الموجودة على الواجهة البحرية إلى الكورنيش.