النخيل في السعودية، هي رمز وطني، ومصدر غذائي ومورد اقتصادي في المملكة العربية السعودية. وتنمو النخلة منفردةً أو تشكل تكتلًا بسيقان عدة من نظام جذري واحد، ويتراوح ارتفاعها ما بين 25-45م فوق سطح الأرض، أوراقها ريشية الشكل ومركبة يبلغ طولها ما بين 240 و370 سم مع أشواك مدببة، ويمكن تقدير المدى الكامل لارتفاع تاج النخلة بين 6 و10م.
تظهر النخلة في السعودية بوصفها أيقونةً تمثل الرخاء والنماء والحيوية في الشعار الرسمي للسعودية، ويعكس ذِكر النخيل في القرآن الكريم، صمودها عبر عقودٍ طويلة من الزمن في تاريخ وثقافة وحضارة شبه الجزيرة العربية، ممثلة غذاء أساسيًّا وباعث أمان إنساني.
نخيل السعودية في اليونسكو وجينيس
تغطي واحة الأحساء نحو 85.4 كم²، وفيها أكثر من 2.5 مليون نخلة تتغذى من طبقة المياه الجوفية الضخمة، إذ تروى بأكثر من 280 بئرًا ارتوازية، مما يسمح بالزراعة على مدار السنة. وقد دخلت الواحة موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية عام 2020م، بوصفها أكبر واحة قائمة بذاتها في العالم، وهي تمثل الحضور الثاني للمملكة العربية السعودية عالميًّا، بعد دخولها قائمة التراث الإنساني العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للتراث العالمي عام 2018م.
إنتاج وتصدير التمور في السعودية
في عام 1442هـ/2020م حققت السعودية عالميًّا المركز الثاني في إنتاج التمور بنسبة 17% من إجمالي الإنتاج العالمي، في حين حصلت أكثر من 1.7 مليون نخلة على علامة التمور السعودية، أي ما يعادل 5% من إجمالي عدد النخيل في السعودية الذي تجاوز حينها 31 مليون نخلة، فيما بلغ عدد المصانع المنتسبة لعلامة التمور السعودية 42 مصنعًا تجاوز إنتاجها 432,720 طنًّا من التمور.
وبلغ إنتاج السعودية من التمور 1.6 مليون طن في عام 1444هـ/2022م، ما جعلها تحقق اكتفاء ذاتيًّا بنسبة 125%، كما بلغ عدد المزارع المنتسبة لعلامة التمور السعودية 41 مزرعة، منها 32 من فئة المزارع حسب الزراعة المكثفة، و9 من فئة المزارع العضوية.
نظاميًّا، تُمنح علامة تجارية مسجلة للتمور في السعودية، تتوافق مع اشتراطات الأسواق العالمية من قِبل المركز الوطني للنخيل والتمور. وفي سياق القطاع التجاري تضم محافظة الأحساء أكبر عدد للمصانع المُنتجة للتمور بأكثر من 30 مصنعًا.
وبالنسبة للصادرات احتلت السعودية في عام 1443هـ/2021م، المرتبة الأولى عالميًّا في صادرات التمور من حيث القيمة وفقًا لما أعلنه موقع (Trade Mab) التابع لمركز التجارة العالمي، إذ بلغت قيمة صادراتها من التمور خلال العام نفسه 1.215 مليار ريال، وبلغ أعلى معدل نمو سنوي عالمي بنسبة 13% خلال الخمس سنوات السابقة، وزادت قيمة صادرات التمور من عام 2016م حتى 2021م بنسبة 110%، ووصلت التمور السعودية إلى 113 دولة.
وفي عام 1444هـ/2022م، وصل عدد النخيل في السعودية أكثر من 34 مليون نخلة، وحققت السعودية زيادة في صادرات التمور ومشتقاتها، بكمية تجاوزت 321 ألف طن، وبقيمة بلغت 1.28 مليار ريال، وزيادة قدرها 5.4% عن العام 1443هـ/2021م، وشملت الصادرات 116 دولة حول العالم.
قيمة قطاع النخيل والتمور في السعودية
تبلغ قيمة قطاع النخيل والتمور في السعودية 7.5 مليارات ريال، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج الزراعي و0.4% من الناتج الإجمالي غير النفطي، ويبلغ عدد النخيل 34 مليون نخلة تمثل 27% من إجمالي النخيل في العالم ويبلغ عدد الحيازات الزراعية للنخيل في السعودية 123 ألف حيازة.
تحويل سعف النخيل إلى خشب عالي الجودة
تعمل الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير "سرك" المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، بالتعاون مع جامعة الملك فيصل بالأحساء على تطوير مبادرة لتحويل جريد النخيل إلى ألواح خشبية عالية الجودة، إذ يعد من الموارد الطبيعية الغنية التي تتوفر وتنمو بكثافة في بالسعودية.
وتعدّ تقنية تحويل جريد النخيل إلى خشب عالي الجودة من التقنيات الحديثة الواعدة وتسهم في حماية البيئة، ويتميز الخشب الناتج من جريد النخيل بالعديد من المزايا، منها المتانة، إذ يتمتع بمقاومة عالية للتآكل وعوامل الطقس المختلفة، كذلك يعد أقل تكلفة من الخشب الطبيعي بسبب وفرته وسهولة تصنيعه، كما أنه صديق للبيئة ولا يتطلب قطع الأشجار. ويستخدم الخشب الناتج من جريد النخيل في العديد من التطبيقات مثل: صناعة الأثاث المنزلي والمكتبي وصناعة الأدوات المنزلية، ومواد البناء.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة