المستوطنات البشرية في السعودية

المستوطنات البشرية في السعودية، هي مواقع الاستيطان البشري في المملكة العربية السعودية، وتُعد "الشويحطية" في منطقة الجوف أحد أقدم المواقع الأثرية التاريخية التي استوطنها البشر في الجزيرة العربية قبل ما يزيد على 1.3 مليون عام قبل الميلاد، وتقع على بعد نحو 45 كم إلى الشمال من مدينة سكاكا العاصمة الإدارية لمنطقة الجوف.

يعود تاريخ الشويحطية إلى عصر الألدوان في العصور الحجرية القديمة، حيث كشفت فرق المسح الميدانية عن 16 مستوطنة وُجد على أرضها نحو 2,000 قطعة من الأدوات الحجرية كالسكاكين الحجرية والمطارق ورؤوس السهام وبعض الأدوات المتعددة الأسطح والكروية، وعملت فرق التنقيب فيها على تحديد عمرها من خلال الأدوات المكتشفة بالمحفورات التي حددها الباحثون بعمر 1.3 مليون عام قبل الميلاد لتصبح أول مستوطنة في الجزيرة العربية.

تُعد مستوطنة "قريّة" في منطقة تبوك من أكبر المستوطنات الأثرية الموثقة في الجزيرة العربية، وهي عبارة عن مدينة سكنية ومنطقة زراعية، مسوّرة بالحجارة على مساحة 300 هكتار، توصل إليها فريق مشترك بين هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة السعودية وجامعة فيينا النمساوية.

كشفت أعمال التنقيب عن تحديد تاريخ نشأة واحة قريّة الحضرية بـ1,000 سنة أقدم من التاريخ السابق، واستطاع الفريق المشترك تحديد تأريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد (2900/2600 قبل الميلاد تقريبًا) أي في العصر البرونزي المبكر، وذلك من خلال تركيز البحث على امتداد سور الواحة البالغ طوله 13 كم، ورفع عينات منتظمة منه وتاريخها بالكربون المشع وتقنية الوميض المحفّز.

كانت مستوطنة قريّة مستوطنة مركزية عاشت ثلاثة آلاف سنة وطورت لغتها وكتابتها، حتى باتت من أهم المراكز في شمال غرب الجزيرة العربية إبان العصر الحديدي بوصفها مركزًا تجاريًّا، وأحد طرق التجارة الذي يربط شمال الجزيرة العربية بجنوبها.