تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
مدينة نجران
مقالة
مدة القراءة 12 دقيقة

مدينة نجران، هي العاصمة الإدارية لمنطقة نجران، تقع جنوب غربي المملكة العربية السعودية، يبلغ عدد سكانها 421,902 نسمة حسب تعداد السعودية 2022 ويعيش فيها نحو 71.2% من سكان المنطقة، كما تحوي مدينة نجران غالبية الصناعات المولدة للدخل بما في ذلك الإنتاج الزراعي لمنطقة نجران.

تسمية مدينة نجران

يرد اسم نجران في الكثير من الروايات التاريخية وكتب الرحالة العرب والأجانب، وتتعدد روايات التسمية فمنها أن تسمية مدينة نجران نسبة إلى شخص يسمى نجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وهو أول من نزل بالمدينة، كما ذكرت إحدى الروايات أن اسم نجران يعود إلى الخشبة التي يدور عليها رتاج الباب، وقد أطلق الاسم على المدينة وواديها، وتظهر النقوش الأثرية في موقع الأخدود الأثري في مدينة نجران، اسم "نجرن" ويعود إلى نجران القديمة التي ظهرت في بداية الألف الأول قبل الميلاد.

موقع مدينة نجران

تقع مدينة نجران جنوب غربي المملكة العربية السعودية، بين خطي طول 44 و52 درجة شرقًا وبين خطي عرض 17 و20 درجة شمالاً، وتعد مدينة نجران العاصمة الإدارية لمنطقة نجران التي تشكلت إداريًّا عام 1412هـ/1992م، ومقر إمارتها، حيث تندرج جغرافيًّا وتنظيميًّا تحت نطاق منطقة نجران إلى جانب ست محافظات هي محافظة شرورة وحبونا وبدر الجنوب ويدمة وثار وخباش، تشمل 65 مركزًا إداريًّا.

عدد سكان مدينة نجران

يبلغ عدد سكان مدينة نجران 421,902 نسمة حسب تعداد السعودية 2022، ويشكل السعوديون نحو 66.7% من سكان المدينة بنحو 271,719 نسمة، إذ يبلغ عدد سكان منطقة نجران 592,300 نسمة، يعيش 71.2% منهم في العاصمة الإدارية نجران.ويصل معدل النمو السكاني في منطقة نجران إلى 2.26% سنويًّا، على مساحة 130 ألف كم2، وهو ما يعادل 6.6% من المساحة الإجمالية للمملكة.

النشاط الاقتصادي في مدينة نجران

تعد مدينة نجران المركز الإداري والاقتصادي للمنطقة، إذ تحوي غالبية الصناعات المولدة للدخل بما في ذلك الإنتاج الزراعي من الخضراوات والحمضيات والتمور، كما تعد قطاعات التجارة والتعدين والصناعة ركائز أساسية للاقتصاد بالمنطقة، حيث يوجد شمال غرب المدينة منجم المصانع الكبرى للتعدين، ويقدر إنتاجه بنحو 4.9 ملايين طن سنويًّا من النحاس والزنك والذهب والفضة، فيما يتصدر قطاع التجارة الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة نجران بنسبة 24.4% من الناتج المحلي الإجمالي

مناخ مدينة نجران

يختلف المناخ في نجران باختلاف التضاريس، وهو بوجه عام حار صيفًا بارد شتاءً، مع تساقط الأمطار على المرتفعات، تتراوح درجات الحرارة خلال السنة بين 14 و37 درجة مئوية، يتأثر بالرياح الشمالية الشرقية خلال فصلي الشتاء والصيف، والرياح الشرقية والجنوبية الشرقية خلال فصل الربيع.

الأندية الرياضية في مدينة نجران

تضم مدينة نجران أندية رياضية منها نادي نجران الذي تأسس عام 1400هـ/1980م، ونادي الأخدود الذي تأسس عام 1396هـ/1976م. 

مطار نجران

تأسس عام 1432هـ/2011م، وهو المنفذ الجوي الرئيس لمنطقة نجران، إذ يخدم مدينة نجران ومحافظات المنطقة، ويسانده مطار شرورة الداخلي.

يبعد المطار عن مركز مدينة نجران نحو 26 كم إلى الشمال الشرقي، وتفصله عن مدينة الأخدود الأثرية، أحد مواقع الآثار في منطقة نجران، نحو 35 كم، وهو على بعد نحو 57 كم من منفذ الخضراء الحدودي، على الحدود البرية الدولية للمملكة مع الجمهورية اليمنية.

تُشغل مطار نجران الهيئة العامة للطيران المدني وتصل القدرة الاستيعابية للمسافرين عبره إلى 1.4 مليون مسافر، فيما بلغت الرحلات الداخلية 5,858 رحلة، في حين بلغ عدد المسافرين 726.181 مسافرًا، وذلك خلال عام 2022م.

يُمكن الوصول إلى مطار نجران عبر طريق الملك عبدالعزيز مباشرة، خلال نحو 30 دقيقة من داخل المدينة.

وحسب تمركز مطارات المملكة على الخريطة وتوزيع الهيئة العامة للطيران المدني لها، يُعد مطار نجران ضمن مجموعة المطارات الجنوبية، فإلى شرقه يقع مطار شرورة، وإلى الغرب منه مطار الملك عبدالله الدولي، وفي شماله مطَارَا أبها وبيشة.

يضم مطار نجران صالة لكبار الشخصيات، وصالات للقدوم والمغادرة، إضافة لمكاتب الطيران، وخدمات الاتصالات والخدمات البنكية، وخدمات النقل خارج الصالات، إلى جانب مرافق المطاعم والدعاية والإعلان، وتغليف الأمتعة ونقل وشحن السيارات، ومواقف السيارات.

وخلال عام 1440هـ/2019م عملت الهيئة العامة للطيران المدني على مشاريع صيانة وتشغيل في مطار نجران، شملت توريد مولدات كهربائية، وتوريد عربات نقل لحقائب المسافرين، إلى جانب تجديد وتوقيع عقود الخدمات التجارية من الأطعمة وأجهزة الخدمة الذاتية، وأنشطة سياحة وسفر وبنوك.

تضاريس مدينة نجران

على الرغم من تداخل صحراء الربع الخالي في الأجزاء الوسطى والشرقية من منطقة نجران، إلا أنها تعد منطقة زراعية خصبة، ومن أكبر مصادر محاصيل الحمضيات في المملكة، وتمثل 40% من مساحتها أراضي مخصصة للاستعمال الزراعي، ويمر في أراضي المنطقة وادي نجران أحد أكبر الأودية في المملكة، ويقسم العاصمة الإدارية إلى قسمين شمالي وجنوبي، تغطي المحميات الطبيعية 9.23% من أراضيها، ويصل أقصى ارتفاع في المنطقة إلى 2,224 مترًا فوق سطح البحر شرق ظهران الجنوب.

التراث العمراني في مدينة نجران

تعكس الهوية العمرانية لمنطقة نجران مشاهد تاريخ طويل، إذ تضم 34 قرية تاريخية وقصورًا وقلاعًا قديمة، إلى جانب المباني التراثية التي تعرف بالدروب الطينية وأبراج المراقبة المبنية من الطين، وتعد الأخشاب والطين مكونات البناء في مباني مدينة نجران القديمة، وتبدأ أول خطوات البناء بوضع الأساس الذي يسمى الوثر، وهو عبارة عن طين مخلوط بالحجارة، ثم تلحق بمادة تسمى المدماك وهي بمثابة الطوب وتترك حتى تجف لمدة يوم أو يومين ثم يستكمل البناء، ويختم البناء بعملية تسمى الصماخ، وهي تلييس السقف المبني من الأخشاب وجذوع النخل، وأشجار الأثل والسدر.

تمثل القلاع الأثرية في منطقة نجران أيقوناتٍ بصريةً تدل على تاريخ المنطقة وتراثها المرتبط بثقافة العمارة الطينية في المملكة، ويعد قصر الإمارة التاريخي أحد القصور القديمة التي تعكس طريقة البناء التقليدي للمنطقة، وهو يقع في وسط المدينة القديمة بنجران، وبُني عام 1361هـ/1942م على شكل قلعة ذات أسوار عالية، وأقيمت في أركانه الأربعة أبراج دائرية للمراقبة، ويتكون من نحو 60 غرفةً، ومسجدٍ واحد.

ومن القصور والقلاع الأثرية كذلك: قصر العان التراثي غربي مدينة نجران الذي بني عام 1100هـ/1689م، وما زال مأهولًا بالسكان، وقلعة رعوم، وقصبة المضمار، وقلعة منطقة الحمضة.

ويعد موقع الأخدود الأثري من الأيقونات البصرية التي تدل على قِدم تاريخ منطقة نجران، ويقع بين قريتي القابل والجرية على الضفة الجنوبية لوادي نجران من الناحية الجنوبية، ويضم الموقع الذي كانت تقوم عليه مدينة نجران القديمة آثارًا عديدة، منها: أطلال المنازل، والقبور القديمة.

ومن المواقع البارزة في المنطقة "حمى الثقافية"، التي سجلت في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بوصفها موقعًا ثقافيًّا ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني عام 1442هـ/2021م، وتضم حمى ست آبار، هي "الحماطة" و"سقيا" و"الجناح" و"أم نخلة" و"القراين" و"الحبيسة"، وتحيط بها كهوف وجبال تعد من المتاحف المفتوحة للنقوش الأثرية الصخرية.

كما يضم موقع حِمى عشرات الآلاف من النقوش الصخرية المكتوبة بعدة نصوص قديمة، تضمُّ نقوشًا بالقلم الثمودي، والنبطي، والمسند الجنوبي، والسرياني، واليوناني، إضافةً إلى النقوش العربية المبكرة (من فترة ما قبل الإسلام)، التي تعد بدايات الخط العربي الحديث، ومن الأيقونات التاريخية أيضًا جبل الذرواء، وصخرة علياء وموقع شعيب دحضة، وموقع سد المضيق.

يمثل سد نجران أحد المعالم الحضرية في المنطقة، وأحد مزاراتها السياحية، افتتح عام 1402هـ/1982م، وتبلغ طاقته التخزينية 86 مليون م3، بطول 260م وارتفاع 60م، كما تضم منطقة نجران في ميادينها العامة عددًا من الأيقونات البصرية التي شُيدت بهدف إضفاء طابع جمالي وفني على الميادين والمحاور الرئيسة داخل نجران.

الأزياء الشعبية في مدينة نجران

تُعبر الأزياء الشعبية في منطقة نجران، عن التراث الشعبي وتقاليد اللباس لسُكان المنطقة في فترات زمنية سابقة، وبشكل عام عُرفت تلك الأزياء لاحقًا في السياق التراثي أكثر من غيره، بوصفها جزءًا من التراث ورمزًا للثقافة وهُويةً لمناطق جنوب المملكة عامةً، ومنطقة نجران خاصةً.

تعكس الأزياء الرجالية القديمة عادات المجتمع في نجران من ناحية اللباس، إذ ظهرت الأزياء بسيطة، ويعود ذلك  لنوعية البيئة والمعيشة، حيث يُفضل البعض الملابس المريحة التي تسهل الحركة والسير.

ويُعرف لباس المذيل، بأنه ثوب من القماش الأبيض، أكمامه طويلة تصل إلى نصف الساق، وصار هذا الزي الشعبي متوارثًا من الأجداد والآباء للأبناء، ويُلبس في مناسبات الوقت الحاضر من قبل سُكان المنطقة.

ويُعد الغرو أيضًا من ضمن الأزياء الرجالية الشعبية، وهو قطعة من القماش، وعبارة عن خيوط من شعر المعز،  توضع على الغترة، وهي بمثابة العقال والعصابة.

وعادةً يكتمل الزي النجراني بوضع الجنبية، والحزام، والطيار، وللحزام نوع يطلق عليه "المسبت" ويُلبس على وسط الرجل، والطيار يشبه الحزام ويختلف في لبسه على الكتف، وتُعد هذه الأدوات من أدوات الزينة المكملة للأزياء الرجالية.

وتعددت أزياء المرأة النجرانية قديمًا، وصُنعت من الخامات البسيطة وأدخلت في لباسها بعض الزينة والتطريزات من الخيوط والحلي، وتحولت الأزياء حتى أصبحت تراثية، لكن بعض كبيرات السن ما زلن متمسكات بهذه الملبوسات على مرور الأجيال.

ويُخاط لباس المكمم من قماش طويل لونه أسود، وله أكمام طويلة وواسعة، ويضاف إلى هذا القماش الأسود بعض الخيوط الملونة كالأحمر لتزيينه من حول الصدر، وعادة عند نساء نجران، كان يُلبس تحت لباس المكمم الأسود ثوب لونه أبيض ليصبغ مع مرور الوقت باللون الأسود، لكن استغنت المرأة عنه، وأصبح يُرتدى المكمم الأسود وحده.

وتضع المرأة على رأسها ما يُعرف بالخرقة أو الخيط، ثم تضع على تلك الخرقة خيطًا من الشعر مغزولًا على شكل دائري، ومُزينًا بمجموعة من حُلي الفضة التي تتدلى على وجه المرأة.

الأسواق الشعبية في مدينة نجران

تُعرف الأسواق الشعبية في مدينة نجران بشكلٍ عام بوصفها مساحاتٍ مفتوحة، مُحاطةً بالأزقة التي يسكنها الحرفيون المَهرة كدباغي الجلود والنجارين، يُعِدُّون فيها سلعًا للبيع في الأيام الموسمية للسوق. تتجمع الأكشاك في الأسواق الشعبية وفقًا لنوع البضائع المنقولة، حتى تتحول تلك المساحات إلى حركة تجارية تتوزع في مناطق منفصلة، يُطلق على كل منطقة اسمٌ يرتبط بالموقع الجغرافي أو الحركة الاجتماعية المرتبطة بتلك المساحة.

وعُرفت مدينة نجران بوصفها مركزًا مهمًّا لأسواق الصناعات الحرفية، فهي تضم معظم الصناعات الحرفية للجلود، مثل: الميزب والمشراب، في المرتبة الثانية بعد صناعة الجنابي، إضافةً إلى خوص النخيل والمحراك والصناعات الفخارية والحجر الصابوني والنسيج والحياكة.

وهناك نحو سبعة أسواق شعبية حرفية في منطقة نجران، تتنوع نشاطاتها الحرفية ما بين صناعة الجلود والخوص والزل والجنابي، وهي من الصناعات المهمة في المنطقة، والحياكة التقليدية، وتصنيع أدوات الزراعة التقليدية. وتعرف معظم تلك الأسواق الشعبية بوصفها مركزًا تراثيًّا واقتصاديًّا في آنٍ واحد، فهي تمثِّل ثقلًا ثقافيًّا واقتصاديًّا تسعى وزارة السياحة لتطويره، حيث نظمت الوزارة عام 2012م برنامجًا لتطوير الأسواق الشعبية في المملكة العربية السعودية، وإعادة تأهيلها، بهدف المحافظة على استدامة الأسواق الشعبية، وتطويرها كوجهة اقتصادية وثقافية وسياحية.

وتأخذ الأسواق الشعبية في مدينة نجران نمطي المسطرة والمساحة المفتوحة، بمحال تجارية مفتوحة على فناء أوسط، يحيط به رواق تُزَاوَلُ فيه بعض الأنشطة الثقافية المرتبطة تراثيًّا بالأسواق الشعبية، ولنمط القيصرية مدخلٌ رئيس ومداخل أخرى فرعية، ويُمكن أن تتصل المتاجر في ثلاث واجهات، بحيث تكون الجهة الرابعة مدخلًا مستقلًّا للسوق، أما نمط المساحة المفتوحة فيتسم بقصر مدته الزمنية، حيث تكون المباني فيه على هيئة عشش مؤقتة غير متصلة ببعضها، وتُشرف معًا على ساحة عامة وسط السوق.

ويتربع وسط مدينة نجران حي أبا السعود التاريخي، وهو سوق معروف في المملكة لبيع وشراء الجنابي وصناعتها وصيانتها. ويمكن اعتبار أسواق الجنابي بمدينة نجران الأغلى من حيث أسعار بعض البضائع المعروضة فيه، ويتفاوت سعر الجنبية محلية الصنع بحسب صناعتها وجودتها وقدمها حيث تصل إلى نحو 100 ألف ريال.

ويتميز سوق النساء التقليدي في نجران بوصفه أحد أقدم الأسواق الشعبية في المنطقة والمنطقة التجارية الشعبية الوحيدة المخصصة للنساء، وهو سوقٌ تقليديٌّ ذو نمطٍ ممتدٍ مغطًى بألواحِ الزِّنك، يعقد هذا السوق يوميًّا، ويشتهر بشكل خاص بتجارة المنتجات والمتعلقات والملابس النسائية الشعبية.

ويُعد السوق الشعبي بنجران من الأسواق التي ترتبط سياحيًّا بالمنطقة، واكتسب أهميته من مجاورته لقصر الإمارة التاريخي، وهو على نمطٍ ممتدٍ من المحال التجارية التي تغطي مساحة تصل إلى 4,000م2.

المعالم والآثار في مدينة نجران

آثار مدينة الأخدود

تحتضن منطقة نجران آثار مدينة الأخدود، التي ورد ذكر قصة أصحابها في القرآن، إضافة إلى أكثر من 100 موقع أثري.

وعُثر في موقع الأخدود على جرة فخارية، فيها أكثر من 1000 قطعة نقدية، إضافة إلى أختام معدنية، وأحجار منقوشة بالخط المسند الجنوبي يعود تاريخها إلى فترة القرن الأول الميلادي، كما يحتوي الموقع على قصبة يمتد تاريخها من 500 ق.م حتى منتصف الألفية الأولى للميلاد.

منطقة حمى الثقافية

ومن المواقع الأثرية التاريخية منطقة "حمى الثقافية"، التي سُجّلت في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 1442هـ/2021م، وتقع شمال مدينة نجران على بعد نحو 130 كم، وتعد من أكبر المتاحف المفتوحة للنقوش الأثرية الصخرية، تحتوي على العديد من الأماكن الأثرية، والنقوش والرسوم الصخرية، حيث تحتضن أكثر من 13 موقعًا للرسوم الصخرية. 

حي أبا السعود التاريخي

في منطقة نجران عدد من الأحياء الأثرية، منها: حي أبا السعود التاريخي، الذي يضم عددًا من الأسواق الشعبية والتراثية، المشتملة على مصنوعات وحرف أثرية تعرف بها منطقة نجران، مثل الخناجر والجنابي، إضافة إلى الصناعات الجلدية والمنسوجات والأواني الحجرية والفخارية، ويقع في هذا الحي أيضًا قصر الإمارة التاريخي الذي يُعد مَعلمًا مميزًا من حيث البناء والتخطيط الهندسي.

متحف نجران للتراث والآثار

يقع متحف نجران للتراث والآثار على بعد 7 كم تقريبًا من حي الفيصلية وسط مدينة نجران، في الزاوية الشمالية الغربية من موقع الأخدود الأثري، فيما يحتوي مبنى المتحف على عدد من القاعات للعروض المتحفية بواقع 6 قاعات، منها قاعة "عِيش السعودية"، وقاعة للعرض المرئي، وقاعتان مخصصتان لاستقبال العروض والمعارض الزائرة، بالإضافة إلى مكتبة.

وتحوي المنطقة موقع آثار الدريب شرق مدينة الأخدود على بعد 4 كم منها، وفيها بعض الأساسات الحجرية العائدة إلى القرن الأول الميلادي.

وتحتضن المنطقة أيضًا آثار العجمة، وهي بقايا فخارية وبعض النقوش القديمة في قرية دحضة، وإلى شمال شرق نجران بـ 35 كم تقع جبانة نجران، التي تحوي مقابر وبقعًا حجرية غير منتظمة، كما تكثر النقوش والكتابات الأثرية فيها، أما قلعة رعوم التاريخية فتقع أعلى جبل رعوم، إضافة إلى آثار أخرى كقصر العان الذي بني عام 1100هـ، وقصبة المضمار وهي برج قديم بني من الطين في محافظة بدر الجنوب.

الأكلات الشعبية في مدينة نجران

مكونات الأكلات الشعبية

تشتهر الأكلات الشعبية في مدينة نجران بالمكونات التي تغلب عليها منتجات القمح، ويُعد البر النجراني مكونًا رئيسًا في معظم الأكلات الشعبية بالمدينة، ويدخل في تحضير عددٍ من المخبوزات التي تحمل أسماء متنوعةً، تختلف بحسب طريقة تحضيرها وخَبْزها، مثل: القعنون الذي يُطلق عليه أيضًا اسم المجمّر أو القُرص، والمرضوفة، والرقش الذي يقدم في كثير من المناسبات.

المطبخ النجراني

يعكس المطبخ النجراني تاريخ الموروث الشعبي، وفنون الصناعات الحرفية للمنطقة، ويعد الرقش الطبق الرئيس للموائد في مدينة نجران أو في مناسباتها العامة، وتحديدًا في شهر رمضان، ويتكون من خبز برّ يُقطع ويُغمر في المرق واللحم، يُقدم إلى جانبه طبق الوفد الذي يُعد ضمن الأطباق الجانبية في ثقافة الموائد النجرانية، والخبز المفتوت هو أولى خطوات تحضير الوفد، ثم يتشكل في هيئة دوائر إلى جانب المرق. وتقدم تلك الأكلات في المدهن والمطرح، وهما من الأواني الحجرية التي تُصنع محليًّا في المنطقة.

وتتميز الأكلات الشعبية في منطقة نجران ببساطتها، مع طرق متنوعة في تقديمها ضمن أوانٍ فخارية مخصصة لكل طبق، على سبيل المثال: يُشار إلى الوعاء الحجري المجوَّف الذي تُسكب فيه الشوربة أو المرق عادةً بـ"البورمة"، كما تُقدم الخضار واللحوم المطبوخة في وعاء فخاري أو حجري يُعرف بـ"المَغش"، وتغطى تلك الأطباق بـ"المدهن" الذي يُصنع من سعف النخيل.

وتعتمد كثير من الأكلات الشعبية في المنطقة على دقيق البر أو الدُّخن، ويُعد أحد هذين النوعين على الأقل أساس تحضير الأطباق الشعبية في المنطقة، وبشكلٍ عام لا تعد الأكلات الشعبية في نجران دسمةً، باستثناء الرقش، إذ تحتوي في معظمها على دقيق البر والخضار، وتُضاف إليها اللحوم في موائد المناسبات.

وتحظى الحميسة بشعبية في مدينة نجران، وهي أكلة دسمة تتكون من لحم وشحم، يُقطعان قطعًا صغيرةً جدًا، ويغمران في الزيت مع التقليب المستمر نحو ساعة كاملة. ويُقدم المحشوش إلى جانب الأرز أو المخبوزات ويمكن تخزينه. وعلى الرغم من بساطة الشكل النهائي للحميسة، إلا أنها إحدى الأكلات التي تتطلب دقةً في تقطيع اللحم وحساب المدة الزمنية لنضجه.

في السياق الترفيهي، تُقام كل عام مهرجاناتٌ متنوعة، تضم أركانًا للأسر المنتجة المهتمة ببيع الأكلات الشعبية في منطقة نجران، ويتنوع حضورها بين المهرجان الوطني للثقافة والتراث (الجنادرية) في جناح منطقة نجران، والمهرجانات الخاصة بالمنطقة، مثل مهرجان كلنا نحب التراث في قصر الإمارة التاريخي في حي أبا السعود، وتوضح أركان الأسر المنتجة مجهوداتها في طهي الأكلات الشعبية وتقديمها في الأواني الفخارية، بطرق متعددة تعكس ثقافة كل عائلة.

التعليم في مدينة نجران

أول مدرسة نظامية

بدأ التعليم النظامي في منطقة نجران بافتتاح أول مدرسة نظامية في المنطقة، وهي المدرسة الأميرية (مدرسة الملك سعود حاليًّا)، وذلك عام 1362هـ، وكان عدد طلابها وقتذاك 120 طالبًا.

وتُقدم الإدارة العامة للتعليم في منطقة نجران خدمات النقل المدرسي للطلاب والطالبات، كما تتولى الإدارةُ الإشرافَ التربوي، والتدريب والابتعاث، والتجهيزات المدرسية والصحة المدرسية، والاختبارات والقبول، والتربية الخاصة، ورعاية الموهوبين والموهوبات، وتعليم الكبار، والتوجيه والإرشاد، والنشاط الطلابي، ورياض الأطفال، وغيرها.

التعليم العام

وصل إجمالي عدد مدارس التعليم العام في منطقة نجران بمراحله الثلاث: الابتدائية والمتوسطة والثانوية لنحو 561 مدرسةً حكوميةً، حيث بلغ إجمالي عدد مدارس التعليم العام للبنات 297 مدرسةً، وإجمالي عدد مدارس البنين 264 مدرسة، فيما بلغ إجمالي عدد طلاب التعليم العام بمراحله الثلاث في منطقة نجران  نحو 140,341 طالبًا وطالبة، يُقابلهم 9,192 مُعلِّمًا ومعلمة، حيث بلغ عدد الطالبات نحو 83,278 طالبةً، فيما بلغ عدد الطلاب البنين نحو 57,063 طالبا، وذلك حسب إحصاء رسمي صادر من وزارة التعليم حول مؤشرات التعليم العام من عام 2016م حتى عام 2023م.

التعليم الأهلي

تضم منطقة نجران 48 مدرسة أهلية بمراحلها الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية منها 26 مدرسة أهلية للبنين بعدد طلاب بلغ 4,098 طالبًا، و22 مدرسة للبنات يدرس فيها 2,009 طالبات، يُقابلهم 567 مُعلمًا ومعلمة، وبلغت نسبة الطلاب البنين في التعليم الأهلي نحو 67% بينما بلغت نسبة الطالبات نحو 33%.

التعليم الجامعي

في مدينة نجران جامعة حكومية واحدة، هي جامعة نجران التي تأسست عام 1427هـ/2006م، وتضم 14 كُليَّةً، يتوزع عليها 45 ألف طالب وطالبة، إضافةً إلى كلية أهليّة هي كُليّة الغد الدولية للعلوم الطبية التطبيقية.