تم نسخ الرابط بنجاح

الآثار في منطقة الباحة

saudipedia Logo
الآثار في منطقة الباحة
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

الآثار في منطقة الباحة، هي البقايا والشواهد المادية وتركات الحضارات الإنسانية القديمة في منطقة الباحة جنوب غربي المملكة العربية السعودية، التي تضم آثار حضارات قديمة يعود تاريخ بعضها إلى العصر الحجري القديم، والعصر الحجري الحديث، وعصور ما قبل الإسلام، والعصر الإسلامي.

آثار عصور ما قبل التاريخ 

تتوزع الآثار التي يعود تاريخها إلى العصور الحجرية في منطقة الباحة على ثلاثة مواقع، هي:

- موقع بني كبير، ويتكون من رجوم حجرية من الجرانيت، ونقوش صخرية تضم رسومًا آدمية وحيوانية، وبقايا معمارية، وأدوات حجرية، تعود إلى 2000 عام ق.م.

- موقع هضبة أبي الحصين، يحتوي على صخرة من الجرانيت تضم نقوشًا غائرة، وبالقرب منه دوائر حجرية مختلفة الحجم.

- موقع القَرى، يعود تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد، ويضم رسومًا صخرية لحيوانات متنوعة، وبقايا آثار معمارية مكونة من وحدات مختلفة المساحة.

آثار عصور ما قبل الإسلام

شهدت منطقة الباحة في عصور ما قبل الإسلام كثافة سكانية دلّت عليها المدرجات الجبلية التي بُنيت على سفوح المرتفعات لزراعتها، وصحب ذلك حفر الآبار، وشق مجارٍ وصرف للسيول، موجهة نحو منطقة الأصدار التي تنحدر باتجاه الساحل الغربي. ومن الشواهد الحضارية على هذه الفترة:

- موقع وادي الأخية، ويتكون من بقايا معمارية تضم قبورًا على هضبة مرتفعة.

- موقع قرية لقمان، يتكون الموقع من نقش وكتابات بأحرف غير معروفة على حجر جرانيتي يُحتمل أن تكون حروفًا بخط المسند لكن بطريقة رديئة.

- موقع المطاحة في بني كبير، يتكون من صخور في منطقة مرتفعة تضم نقوشًا وكتابات مختلفة منها رسوم آدمية وحيوانية.

- موقع بني كبير، يتكون من 15 نقشًا، ورجوم حجرية نُقشت على أحدها رسوم حيوانية.

قرية ذي عين الأثرية بمنطقة الباحة ويعود تاريخها للقرن العاشر الهجري. (واس)
قرية ذي عين الأثرية بمنطقة الباحة ويعود تاريخها للقرن العاشر الهجري. (واس)

آثار العصر الإسلامي

توجد في منطقة الباحة مواقع لآثار إسلامية بسبب وقوع المنطقة على طرق قوافل التجارة والحج القادمة من جنوب الجزيرة العربية، إلى جانب مواقع أخرى عُمّرت بالقرب من المناجم التعدينية، وصّنفت الشواهد الأثرية الإسلامية إلى:

- طرق الحج، تمر عبر منطقة الباحة ثلاثة طرق برية قديمة للحج، هي: طريق الحج اليمني الأعلى "النجدي"، وطريق الحج اليمني "السروي"، وطريق الحج اليمني القديم "الصُدر"، وطريق التجارة القديم.

- القرى المحصنة، تحتضن منطقة الباحة العديد من القرى المحصنة على الهضاب وسفوح الجبال، وعلى ضفاف الأودية، يتسم تخطيطها العام بالبساطة، إذ تضم شوارع وممرات ضيقة، ومباني متلاصقة، وتوجد ساحات في وسط القرية تمثّل نقطة تجمع للسكان، استخدمت في العمارة الحجارة والأخشاب المحلية، وفي داخل بعض القرى أبراج وحصون، منها: موقع قرية الملد، وتضم برجين مخروطيين للمراقبة، وحصني الأخوين، حيث بُنيا متماثلين في الحجم والهيئة والتصميم الداخلي،وقرية المخواة التي تحتضن بقايا معمارية لقرية كبيرة، وخرائب معشوقة وهي مجموعة آثار تشكل كل خربة منها قرية كاملة، وقرية ذي عين وتضم 31 منزلًا، ومسجدًا صغيرًا، يعود تاريخها إلى نهاية القرن العاشر الهجري/القرن الثامن عشر الميلادي، أي عمرها أكثر من 400 عام بحسب موقع منظمة اليونسكو.

- الأكواخ "العِشش"، تعد الأكواخ أحد أنماط البناء في الجزء الغربي من منطقة الباحة والمعروف بـ"تهامة"، لكنها ضعيفة البناء ويندر بقاء آثارها، ويستدل على وجود هذا النوع من المستوطنات بالمقابر التي وُجدت بالقرب منها، مثل قرية ومقبرة مسعودة، وغيرها من المقابر في المنطقة.

- القرى والمستوطنات التعدينية، وهي مستوطنات صناعية نشأت بالقرب من مناجم التعدين في الجزء الشرقي والغربي من المنطقة، ثم اتسع عمرانها وأصبحت قرى كبيرة، مثل: موقع بلدة "لغبة"، وموقع عشم، وتحتوي جميعها على مناجم تعدين، وأماكن للتصفية والتنقية، وأدوات التعدين من الأرحية "جمع رحى"، والمساحق وهي مداق حجرية مختلفة الشكل والحجم، وتنتشر على أرضها بقايا معدنية مصهورة تسمى "الخبث".

- الكتابات والنقوش الإسلامية، تنتشر في منطقة الباحة كتابات ونقوش إسلامية مبكرة ومتأخرة، وهي آثار كتابية محصورة في نقوش شاهدية في عشم، ومسعودة، والأحسبة "العصداء"، ونقوش صخرية بالخط الكوفي في مواقع مختلفة منها موقعا الصنة وعيسان، ونقوش تأسيسية في موقع عشم، ومعشوقة، ونقوش أميال حجرية عثر على موقع وحيد لهذا النوع في موقع السليم على امتداد طريق الحج اليمني الأعلى في حرّة البقوم.

التراث العمراني في منطقة الباحة

تتميز منطقة الباحة بحصونها الأثرية والتاريخيَّة، حيث تنتشر فيها الأبراج العالية المشيدة بالمداميك الحجرية، ويقدر عددها بنحو 4000 برج، يعود بعضها للإمارات المحلية التي كانت تحكم المنطقة، وكانت تستخدم للحماية وتخزين المحاصيل الزراعية، حفاظًا عليها من أحوال الطقس ومن هجمات الحيوانات، كما استخدمت مستودعات لأدوات الزراعة وآلاتها.

ويعود تاريخ موقعي الخلف والخليف في محافظة قلوة بمنطقة الباحة، إلى بداية القرن الثالث الهجري، وهما بلدتان متجاورتان يفصل بينهما 2 كم، وفيهما بيوت وآثار مسجد، ومقابر وشواهد أخرى، أُعيد بناء بعضها لإحياء الكتابات الكوفية المنقوشة عليها، التي يمتد تاريخها من النصف الأول للقرن الثالث الهجري حتى منتصف القرن الخامس الهجري.

المعروضات الأثرية في متاحف الباحة

تضم المنطقة عددًا من المتاحف التي تعرض في جنباتها تاريخ المنطقة وآثارها، ومنها متحف الباحة الإقليمي، الذي صمم بطراز معماري يجمع بين البناء الحديث والتراث العمراني الحجري الذي تشتهر به منطقة الباحة، على مساحة 9000 م2 بتكلفة إجمالية بلغت نحو 50 مليون ريال، ويحتوي المبنى على أربعة طوابق مقسمة إلى ثماني صالات عرض متحفية، وفي المتحف معلقات ومخطوطات ونقوش إسلامية على البراويز أو على الحجارة، ومن المعروضات الأثرية، أحافير وأدوات قديمة تعود للعهد الحجري، ويقدر عُمر بعض القطع الأثرية فيه إلى 3,500 سنة ق.م.