بئر طوى

بئر طوَى، هي بئر تاريخية وأحد المَعالم الأثرية في مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، تقع في حي جرول بين القبة وريع أبي لهب، وهي مطوية عليها بناء، اكتسبت البئر شهرتها من ارتباطها بسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، إذ تشير بعض الروايات إلى أن النبي اغتسل منها يوم قَدِمَ لفتح مكة المكرمة في العام الثامن للهجرة.

يمر وادي طوى بين الحجون وريع الكحل مارًا بجرول حتى يجتمع بوادي إبراهيم في المسفلة، أعلاه ريع يسمى ريع السد، وفي وسط الوادي حَيُّ العتيبية، وأسفله جرول ثم التنضباوي نسبة إلى شجر التنضب الذي كان يكثر فيه، أو الطندباوي كما ينطقه بعض أهل مكة، وبعضهم ينطقه الطنبداوي.

يمتد تاريخ الوادي الذي يحتضن هذه البئر إلى عصرنا الحالي، إذ إنه أحد أودية مكة الثلاثة التي يتكون اليوم منها عمرانها. وورد ذكره في عدد من القصائد، كما في قولهم:

إذا جئتَ أعلى ذي طُوى قف ونادها

عليك سلام اللهِ يا ربةَ الخدرِ

هل العين ريا منك أم أنا راجع

بهمٍّ مُقيمٍ لا يريمُ عن الصدرِ؟

ذكرت العديد من الروايات التاريخية وكتب السيرة ارتباط بئر طوى بالسيرة النبوية الشريفة، وجاء أن موضع البئر المتقدمة هو المكان الذي بات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فتح مكة، وذلك بإجماع مؤرخي مكة، وكُتَّاب السيرة الشريفة، فلما أصبح، أخذ ذات اليسار على طول الوادي وأمر خالدًا أن يأخذ ذات اليمين من عند المكان المعروف اليوم بالقُبَّة، فيأخذ "كُدًى" بالقصر، فيأتي مكة من أسفلها.

تظل  البئر مَعلمًا أثريًا من معالم مكة المكرمة، إذ إن نزول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في وادي طوى متحقق في بعض كتب الحديث والمصادر التاريخية، وفرّق جيشَه منه حين دخل مكة فاتحًا،وأنه صلى الله عليه وسلم نزل به حين اعتمر، وفي حجة الوداع كذلك، وكان يبيت فيه حتى يصبح ثم يصلي الصبح ويغتسل من بئر طوى ثم يدخل مكة، وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنه إذا نزل عند بئر طوى يتحرّى فعل رسول الله ومكانه ويحدِّث الناس بذلك.