مدينة فيد الأثرية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق
مدينة فيد الأثرية، هي إحدى المدن الأثرية والتاريخية التي تقع في منطقة حائل شمالي المملكة العربية السعودية، وتقع شرقي مدينة حائل وتبعد عنها 120 كلم، وهي المدينة الثالثة لطريق الحج القديم "درب زبيدة" بعد الكوفة والبصرة، ومن أكبر المحطات على طريق الحج العراقي.
مكونات مدينة فيد الأثرية
تعد فيد من المواقع الأثرية التاريخية في منطقة حائل، ومن مخزونها الأثري، قصر خراش الأثري، والمدينة السكنية، والبرك والآبار والقنوات المائية تحت الأرض، ومتحف فيد الأثري. وتتركز الآثار الباقية في بلدة فيد القديمة شمال المدينة الحديثة بنحو 1.5 كلم، وتصل مساحة الموقع الأثري إلى نحو 1.5 كلم طولًا ومثله عرضًا.
تسميات مدينة فيد الأثرية
سميت مدينة فيد الأثرية بـ"عاصمة الطريق"، إذ يستريح بها الحجاج للتزود بما يحتاجون إليه من مؤن، وكانت بمثابة سوق مفتوحة تشهد ارتياد كثير من الحجاج، ووردت في كتابات كثير من المؤرخين من أمثال: ابن جبير، وابن بطوطة وغيرهما من المؤرخين، كما وردت في مؤلفات عدد من الرحالة الغربيين.
تاريخ مدينة فيد الأثرية
تبوأت مدينة فيد الأثرية مكانةً في العصر العباسي، وكانت ثالث أهم مدينة بعد بغداد ومكة المكرمة، لوقوعها في منتصف الطريق بين مكة المكرمة وبغداد على طريق الحج القديم، أو ما يعرف بدرب زبيدة؛ مما أسهم في ازدهارها، لمرور الحجاج بها والتزود منها بما يحتاجون إليه، وكان للانتعاش الذي شهده طريق الحج القديم انعكاس مباشر على الأماكن التي يمر بها، ومنها مدينة فيد الأثرية، والتي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، وكانت من المدن التي تضاهي في قيمتها واتساعها الكوفة والبصرة في ذلك الوقت.
الآثار المكتشفة في مدينة فيد الأثرية
في عام 1439هـ/2018م اكتشَف فريق من باحثي الآثار السعوديين موقع خدمات لوحدات الحصن الأثري في مدينة فيد الأثرية، كما عُثر على أفران لصناعة الخبز وأحواض للغسيل عبر قنوات تمر في المربع الأخير تحت الأرض وتصب مباشرةً في هذه الأحواض، وتصميم الجدران فيها غالبًا ما تكون مماثلة لما تم اكتشافه في رحلات استكشافية سابقة ضمن مدينة فيد الأثرية.
كما عثر على بعض الكسر الفخارية، وعثر بجانب الأبواب على أعتاب لها، وهي عبارة عن حجر منحوت في الوسط بمثابة قاعدة عمود الباب تدخل به حتى يكون هناك أريحية لفتح الباب للخارج وللداخل، ومن خلال الأفران عثر على بعض الأواني الفخارية التي تظهر عليها آثار الزخرفة، كما وجدت بعض المعثورات الدقيقة، منها القطع الزجاجية والحجرية والمعدنية.
إلى جانب الآثار المُكتَشفة في مدينة فيد الأثرية، اكتُشف مسجد يعود بناؤه إلى بداية العصر الإسلامي، إضافةً إلى وحدات معمارية تتضمن عددًا من الحجرات والتفاصيل المعمارية التي كانت مطمورةً بين السورين، السور الخارجي للحصن والسور الداخلي، كما اكتشِف جانب من السور الداخلي للحصن من الجهة الجنوبية، مع أجزاء من قلعة الحصن التي تقع في الجزء الشمالي الشرقي من الحصن، وتضمنت خطة العمل الكشف وتهيئة وتنظيف الآبار القديمة التي تقع فيما يعرف بـ"المدينة التقليدية" التي تتصل بقنوات مائية تحت الأرض.
متحف فيد الأثري
في عام 1430هـ/2009م عرضت في المتحف الأثري لمدينة فيد مراحل اكتشاف المدينة المغطاة بالرمال، إذ ضم المتحف صورًا ومقتنيات أثرية للمدينة، وقدّم المتحف عرضًا مصوّرًا للقطع المتميزة والمكتشفة خلال التنقيب، كحمى الإبل ونجائب الخيول العربية التي تستخدم في الفتوحات الإسلامية، إضافةً إلى أثريات عن مرور طريق الحج "درب زبيدة".